مفاقس البيض البلدي بمنبج.. من تجارب بسيطة إلى مشاريع تدعم الناتج المحلي
منبج – صدام الحسن – نورث برس
انتشرت مؤخراَ مفاقس بيض في ريف مدينة منبج، شمالي سوريا، بدأت بإمكانات ذاتية بسيطة لتساعد في دعم الناتج المحلي وتأمين احتياجات السوق المحلية بالبيض واللحوم اللازمة، وهو ما وجدها البعض "خطوة هامة" لحل مشكلات الاقتصاد المحلي.
وقال محمد أمين (35 عاماً)، وهو صاحب مفقس في قرية "الزنقل" شمال مدينة منبج، إن الفكرة بدأت منذ قرابة عام بمشروعٍ يدوي صغير لتلبية احتياجاته العائلية من اللحوم، عن طريق الاستعانة بفيديوهات من موقع "يوتيوب"، "ونجحت الفكرة بنسبة 70 %"، ما دفعه لتوسيع مشروعه ليتحول إلى مصدر كسب لعائلته.
وأضاف لـ"نورث برس": "اتجهت لصنع مفقس بيض عن طريق مبرد المياه (البراد) واستعنت ببعض الأجهزة كحساسات الحرارة وجهاز تقليب أتوماتيكي لتقليب البيض كل يوم وعملت على تطوير المشروع ليصل إلى تفقيس ثمانية آلاف صوص في كل /21/ يوم".
لكن الأمر لم يخلُ من متاعب واجهت "أمين" خلال الفترة الأولى من العمل في المشروع، "عانيت من مشكلة تصريف الانتاج، فأغلب مربي الصوص لم يرغبوا بتلك التي ينتجها المفقس لدي".
وأوضح: "بحسب نظرتهم، هذه الصيصان أكثر عرضة للأمراض ولا تتحمل بيئة جديدة بسبب بنيتها الضعيفة، وغالباً ستنفق كونها تعيش بدون أم وبحاجة إلى رعاية".
لم ييأس "أمين" بل بدأ بنقل الصيصان إلى بيئة أشبه بالمدجنة وتلقيحها لحمايتها من الطاعون والأنفلونزا بعد أسبوعٍ من عملية الفقس، ومن ثم تربيتها على الأعلاف المركزة المستخدمة في المداجن حتى تبلغ أعمارها نصف شهر، وبهذه الطريقة "باتت بنيتها قوية وأكثر تحملاً للتكيف مع ظروف بيئية جديدة، ما شجع المربين على شرائها".
وأشار إلى أن هناك تجاراً يشترون منه الصوص الآن بأعدادٍ متفاوتة، فمنهم من يشتري أعداد كبيرة لنقلها إلى أسواق شمال شرقي سوريا وحلب، أما المربون المحليون فكل فمعظمهم يشترون ما بين /10/ و/50/ صوصاً في الأسبوع.
وترتبط تسعيرة بيع الصوص بسعر بيع الدجاج البلدي في الأسواق، فالمربون وأصحاب المفاقس يعتمدون على قاعدة حسابية تقول إن ثمن الدجاجة البلدية في السوق يعادل ثمن عشرة صيصان، وبناءً على هذه القاعدة يباع الصوص هذا العام بـ /500/ ليرة سورية مقارنة بسعر الدجاجة البلدية التي تباع بحوالي /5000/ ليرة سورية.
وقال حسين الكسوم (33 عاماً)، من سكان ريف منبج الشمالي ويعمل في تربية الصيصان التي تنتجها المفاقس المحلية، إنه يعمل "منذ شهرين في تربية الصوص البلدي، " اشتريت /200/ صوص كتجربة أولى نفق منها /50/ صوصاً بسبب ضعف خبرتي في التربية، ولكن مع استشارة بيطري مختص وتأمين الأدوية الضرورية بات الوضع مختلفاً الآن".
وأضاف: "معظم جيراني وأقاربي توجهوا هذا العام لتربية الصوص البلدي سعياً منهم لبدء مشاريع صغيرة تقدم لهم القليل من الدخل، وأنا سأزيد من الأعداد في السنة القادمة، سنساهم في تأمين لحوم وبيض للسوق المحلية".
وتتركز صعوبات القائمين على هذه المفاقس مؤخراً في قلة عدد ساعات التغذية بالطاقة الكهربائية، لأن المفقس بحاجة إلى الكهرباء على مدار اليوم، بالإضافة لصعوبات في تأمين معدات وقطع التبديل للمفقس، وعدم توفرها في أغلب الأحيان.
ويطالب "أمين" مديرية الثروة الحيوانية في المدينة بتقدم الدعم لأصحاب المفاقس وتشجيعهم للاستمرار في تطوير مشاريع تساهم في تأمين البيض واللحوم ودعم الانتاج المحلي.
وقال نزار عبد الدائم، الرئيس المشارك لاتحاد مربي الدواجن في مدينة منبج، لـ "نورث برس"، إن مشاريع المفاقس تنتشر بكثرة في الآونة الاخيرة، الأمر الذي دفع "الاتحاد" لتقديم الدعم اللازم لهم وترخيص مفاقسهم.
وأشار إلى أن الاتحاد يقدم لأصحاب المفاقس مادة المازوت كخطوة أولى بكميات تتراوح ما بين /100/ و/200/ ليتر شهرياً بحسب حجم كل مفقس، لتشغيل مولدات الكهرباء التي تعمل عند انقطاع التيار الكهربائي.
وأضاف "عبد الدائم": "نعمل جاهدين في الفترة القادمة لحل كافة مشاكل أصحاب المفاقس لتشجيعهم على الاستمرار بمشاريعهم الهامة التي تدعم الاقتصاد المحلي".