مبادرة أهلية فريدة في حلب للاهتمام بالحيوانات الشاردة
حلب – نورث برس
تواصل مبادرة "الرفق بالحيوان" الشبابية في حلب، شمالي سوريا، جمع ورعاية الحيوانات الشاردة من أحياء حلب في مركز أقيم بالأطراف الشمالية للمدنية، بهدف غرس ثقافة احترام الطبيعة والحيوان في المجتمع وفق القائمين عليها.
ويقوم أعضاء من المبادرة بجولات في مختلف الأحياء بمدينة حلب، بالتعاون مع لجان من البلدية بهدف جلب قطط أو كلاب وتقديم علاجات طبية أو توفير ملاذ آمن لها، لاسيما مع ازدياد مطالب سكان في الأحياء بإيجاد حلول للقطط والكلاب الشاردة، ومنعاً للجوء مجالس البلدية إلى قتل هذه الحيوانات.
ولذا يقوم شبان المبادرة بجمع الكلاب والقطط من خلال تخديرهم، أو إجراء أعمال جراحية في أجهزتها التناسلية من قبل مختصين، منعاً لتكاثرها والتسبب بمشكلات لها وللسكان.
وقال عماد أحمد حوا 34) عاماً)، وهو أحد مطلقي المبادرة ويمتلك متجراً لبيع المواد الغذائية في حي حلب الجديدة، إنّ لجان البلدية لجأت لأسلوب قتل الحيوانات، كحلٍّ لمشكلة انتشارها وتكاثرها، "لكننا رأينا الأمر عنفاً غير مبرّر".
وذكر أنهم طلبوا من بلدية حلب ترك أمر التعامل مع الحيوانات الشاردة للمبادرة، لاسيما القطط والكلاب المنتشرة في أحياء المدينة، "استطعنا وبجهودنا الذاتية وبتمويل ذاتي ومن خلال بعض التبرعات، من حل مشاكل الكثير من الأحياء، وتخفيف انتشار القطط والكلاب الشاردة من خلال توفير ملاجئ لها وتخفيف تكاثرها".
وأضاف حوا: "نقدم الرعاية الطبية للحيوانات المصابة، والتي تتعرض لعنف من قبل الإنسان، فقد أجرينا عمليات جراحية للكثير من القطط والكلاب، وأنقذناها من موت محقّق".
ويسعى منظّمو المبادرة لكسب تأييد المجتمع والحصول على اعتراف ودعم من قبل الجهات الرسمية المحلية، وحتى من قبل المنظمات الدولية.
وقالت المشرفة على المبادرة، ديالا حاج عيسى، لـ "نورث برس"، إنهم في مبادرة "الرفق بالحيوان"، يقومون بعمل تطوعي وغير مأجور.
وأضافت: "طالبنا عدّة جهات في الحكومة السورية، مرات عديدة بدعم رسمي للمبادرة سواء لجهة تأمين أماكن إيواء للحيوانات أو تأمين بياطرة ومركز طبي للعلاج، ولكننا لم نتلقى سوى الوعود".
وتابعت "حاج عيسى"، وهي أستاذة جامعية في قسم اللغة العربية في جامعة حلب أيضاً: "كثير من السكان ينظر لأعمالنا بأنّها ضرب من الجنون ومضيعة للوقت وإسراف للأموال، ولكننا نقوم بعمل له انعكاسات بيئية في الريف والمدينة".
ويرى القائمون على المبادرة أن جمع الحيوانات الشاردة، لاسيما المصابة بمرض وتقديم الرعاية لها، وإخصاء حيوانات يسبب تكاثرها بشكل فوق الطبيعي خللاً في التوزان البيئي، بالإضافة لمنع احتكاك الإنسان مع هذه الحيوانات للحد الأدنى، يحميها من العنف غير المبرر الذي يمارسه بعض البشر بحقها".
وتطمح المبادرة لتوفير ظروف ملائمة لعملها حتى تكون نواة لجمعية حقوقية وعلمية تعنى بالحيوان والبيئة، وتحفظ لهما حقّ الاستمرارية بعيداً عن التعدي عليها، بحسب المشرفة على "الرفق بالحيوان".
أمّا الطبيبة البيطرية شهلا توفيق الآغا، فترى أن المبادرة "تميزت بتقديم الرعاية وتوفير ملاجئ للحيوانات الشاردة، ومحاولة تبديل المفاهيم السلبية عن هذه الحيوانات لدى المجتمع، وخلق ثقافة بيئية، لا سيما لدى الأطفال والناشئة في المدارس والمراكز التعليمية من خلال جولات تهدف لنشر فكرة الاهتمام بالحيوان التي باتت غائبة نتيجة الحرب وتفشي العنف.
ولا توجد في حلب وسوريا عموماً أي جمعيات أو مبادرات تعنى بشؤون الحيوانات وتهتم لأمرهم، فحتّى وزارة الإدارة المحلية والبيئة ووزارة الدولة لشؤون البيئة في الحكومة السورية، لم تقدما أي مبادرة أو دعم في مجال تقديم الرعاية وتسليط الضوء على المشكلات البيئية، ومنها الحيوانات المستأنسة والشاردة في المدن، بحسب ما أوضحت "الآغا".