الحصاد اليدوي بديل مزارعين بريف البوكمال بسبب نقص الحصادات وغلاء المحروقات
دير الزور – صفاء عامر – نورث برس
يواجه مزارعو منطقة البوكمال، جنوب شرقي محافظة دير الزور على الحدود السورية العراقية، خلال الموسم الحالي، صعوبات بالغة أثناء حصاد محاصيلهم من القمح والشعير، ما أجبر بعضهم إلى اللجوء للحصاد اليدوي الذي كان متبعاً قبل عقود، وذلك بسبب نقص عدد الحصادات ومصاعب تتعلق بتشغيلها وكيفية تأمين الوقود الذي بات لا يتوفر إلا بأسعار مرتفعة.
وقال يوسف الحرش (33 عاماً)، وهو مزارع من ريف البوكمال، إن بعض المزارعين الذين لم يتمكنوا من جني محاصيلهم بالحصادات، تحمّلوا تكلفة الحصاد اليدوي التي بلغت ضعف تكاليف الحصادة.
وأعاد السبب إلى قلة الآلات إلى جانب عدم كفاية مخصصات المازوت الموزعة من قبل الحكومة السورية على البطاقة الذكية والبالغة /200/ ليتر شهرياً لكل حصادة أو جرار بسعر /375/ ليرة سورية، بحسب "الحرش".
وبلغت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح والشعير لهذا العام في ريف البوكمال الغربي من بلدة "الصالحية" غرباً حتى قرية "الهري" الحدودية أكثر من خمسة آلاف دونم تقريباً، إلى جانب وجود مساحات غير مزروعة بسبب المخاوف من الاعتداءات ووجود مخلفات وألغام منذ أيام سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب اتحاد الفلاحين في دير الزور.
وأشار "الحرش" إلى أن إنتاج الدونم الواحد من القمح أو الشعير للموسم الحالي تراوح بين كيس واحد كحد أدنى وكيسين ونصف كحد أقصى، وهو أقل من إنتاج الموسم الفائت بسبب غلاء الأسمدة والمبيدات المطلوبة خلال الموسم الزراعي.
ولا يزال مشروعا الري القديم والحديث خارج الخدمة في ريف البوكمال"، بعد تعرضهما للدمار خلال سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على ريف دير الزور ما بين عامي 2012 و2017.
وقال المزارع محمد الدميم (50 عاماً) إن إنتاج هذا الموسم "يعتبر جيداً"، لكنه أضاف أن "قلة الأيدي العاملة كانت المعوق الأبرز، نتيجة قلة عدد العائدين لريف البوكمال بعد عودتها لسيطرة الحكومة السورية، إضافة لارتفاع أجور اليد العاملة والتي لا يستطيع كل مزارع دفعها".
ويلجأ بعض المزارعين وسط هذه الظروف للاستعانة بأفراد عائلته لمساعدته مجاناً بجني المحصول، في عرف متوارث للتكافل "يعرف محلياً باسم الفزعة".
ويبدأ الحصاد اليدوي بجني العمال للسنابل باستخدام "المناجل"، ليجمعها آخرون بواسطة أداة تسمى "الغمارة"، ويتم تجميع الأكوام ضمن "البيدر" الذي يكون اتجاه السنابل فيه للداخل، ليأتي بعد ذلك دور "الدراس" لتفتيت السنابل، ومن ثم عملية "التذرية" أي فصل الحبوب عن التبن، وفق ما أوضحه مزارعون.
وبدأ حصاد محصول الشعير لدى مزارعي ريف دير الزور لهذا العام في العاشر من أيار/ مايو الفائت والعشرين من الشهر نفسه لمحصول القمح، وسيستمر الموسم حتى العشرين من حزيران/ يونيو الحالي كحد أقصى.
وقال المزارع أبو أحمد العطا الله، إن ما يدعو للتفاؤل هذا العام هو عدم تسجيل حرائق في المساحات المزروعة على الحدود السورية العراقية في منطقة البوكمال والتي تخضع لسيطرة الدولة السورية، باستثناء حريق صغير بقرية "القورية" بريف مدينة الميادين شرق دير الزور في أيار/ مايو الماضي.
وكانت الحرائق الكثيرة في موسم حصاد العام الماضي قد سببت خسائر وأضراراً كبيرة للمزارعين الذين يأملون تعويض جزء من تلك الخسائر هذا العام.
وجهزت الحكومة السورية مركزين لاستلام إنتاج القمح والشعير في أرياف دير الزور، الأول هو مركز الفرات في مدينة دير الزور وهو مخصص لاستلام إنتاج محاصيل الريف الغربي وتصل طاقته الاستيعابية إلى أكثر من /75/ ألف طن، والثاني هو مركز الميادين المخصص لاستلام إنتاج في ريف دير الزور الشرقي وتبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من /25/ ألف طن.