الرقة – فواز العكلة – نورث برس
يبحث محمد العيسى (42 عاماً)، وهو من سكان بلدة الكرامة، /25/ كم شرق الرقة، عن فرصة عمل بشهادته الجامعية منذ أكثر من عامين، لكنه لم يتمكن من التوظف في المحكمة المدنية التابعة للمجلس المدني في الرقة أو أي مؤسسة أخرى ببلدة الكرامة.
يقول إنه تقدم عدة مرات بطلبات عمل لدى تلك المؤسسات لكنه لم يحصل على أي وظيفة رغم اختصاصه في القانون، إذ أنه تخرج من كلية الحقوق بجامعة حلب في العام 2004.
حال "العيسى" كحال نسبة كبيرة من الشباب حاملي الشهادات الجامعية بريف الرقة الشرقي، إذ يعانون بسبب الحصول على فرصة عمل بالرغم من وجود مؤسسات عديدة تابعة لمجلس الرقة المدني والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إضافة إلى وجود منظمات دولية ومحلية عاملة في مدينة الرقة وريفها.
وبلغ عدد المسجلين في مكتب التشغيل التابع لمجلس الرقة المدني منذ العام 2017 حتى الآن /23/ ألفاً من الباحثين عن فرص للتوظيف، استطاع مكتب التشغيل ومجلس الرقة المدني توظيف /4000/ شخص فقط منهم، بحسب المكتب.
وقال سليمان الحملة (40 عاماً)، من سكان قرية "مسعدة"، شرق الرقة، وهو حاصل على إجازة من كلية التجارة والاقتصاد منذ العام 2005، إنه قام بالتسجيل في مكتب التشغيل التابع لمجلس الرقة المدني في العام 2018، "لكن لم يتم استدعائي حتى الآن".
وأضاف: "تقدمت بطلب توظيف وخضعت لعدة مقابلات، لكنني لم أتلقَ أي جواب".
وقال "الحملة" ايضاً إنه لم يحصل على الوظيفة، "بالرغم من وجود فرص عمل في القطاعات الإدارية والمالية، وتوفر شواغر في مكاتب مجلس الرقة المدني والإدارة الذاتية، وحتى لدى المنظمات الدولية والمحلية"، وفق قوله.
وتأسس كل من مكتب التشغيل ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل التابعيين لمجلس الرقة المدني، في العام 2017 بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) من الرقة، ويقومان بتسجيل بيانات الباحثين عن فرصة عمل، وذلك من خلال بطاقات تحمل أرقاماً حسب التسلسل الوظيفي لهم بالتاريخ والسنة والشهر، والدرجة العلمية والخبرات الإدارية وغيرها، بحسب مكتب التشغيل في الرقة.
وبالرغم من وجود هذه المكاتب المعنية بتشغيل الشباب وغيرهم من حملة الشهادات الجامعية، لايزال بعض الشباب يعانون للحصول على فرص عمل، بحسب خريجي جامعات تحدثوا لـ"نورث برس".
وقال ياسر المشهور (32 عاماً)، من سكان قرية "جديدة كحيط"، شرق الرقة: "أحمل شهادة الهندسة المدنية منذ ثماني سنوات ولم أحصل على فرصة عمل، بالرغم من خضوعي لعدة مسابقات في مجال الهندسة المدنية".
وأضاف أنه مسجل في مكتب التشغيل منذ عامين، واتهم "مسؤولين بمنح الوظائف لأقارب لهم".
وأشار " المشهور" إلى أن عدم حصول الشباب الجامعيين على وظائف ضمن اختصاصهم، في ظل الظروف الاقتصادية والغلاء المعيشي وتدهور قيمة الليرة السورية، يؤدي إلى امتهانهم لأعمال لا علاقة لها بتحصيلهم الدراسي، إذ يعمل نسبة كبيرة من الجامعيين في أعمال البناء والصناعة والبيع والشراء والكثير من الأعمال الأخرى.
وقال المسؤول عن المجالس المحلية بريف الرقة الشرقي، عبد الله النجم، إن عدد سكان ريف الرقة الشرقي يصل بحسب السجلات إلى /125/ ألف شخص، بينهم /37/ ألف شخص من الفئة العمرية (24 حتى 42 عاماً) ويبحثون عن فرص عمل، "من ضمنهم حاملو شهادات جامعية لم يحصل الغالبية العظمى منهم على عمل حتى الآن".
ويتجه /75/ % من سكان ريف الرقة الشرقي، وخصوصاً الشباب الذين يحملون شهادات جامعية، إلى العمل في مجالات لأعمال بأجر يومي أو مهن حرفية، في ظل عدم تمكنهم من الحصول على فرص عمل في مجال اختصاصاتهم، بحسب النجم.
من جانبها، قالت الإدارية في مكتب التشغيل في الرقة، زهراء حميدي، إن الوظائف المتاحة في مجلس الرقة المدني، "قليلة جداً" بالنسبة لعدد الشباب والحاملين للشهادات الجامعية، وإن عقود المنظمات الدولية التي تأتي عن طريق المجلس المدني، "مخصصة فقط لسكان مدينة الرقة".
وأوضحت الإدارية في مكتب التشغيل إلى وجود نسبة من الشباب المسجلين في مكاتب أخرى لا تأتي فرص عملهم عن طريق مكتب التشغيل، وأن نسبة من هؤلاء أيضاً حصلوا على وظائف مثل المسجلين في مكاتب ذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة وعوائل الشهداء، التابعة لمجلس الرقة المدني.