الموت يهدد المزيد من المرضى في إدلب بسبب "تعقيدات" المعابر التركية

إدلب – نورث برس

 

لم تتمكن الطفلة رؤى العلي، والبالغة /8/ أعوام من مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، والمصابة بورم سرطاني في رأسها من دخول الأراضي التركية للعلاج رغم كل المحاولات، نتيجة تشديد الإجراءات  من الجانب التركي.

 

وكانت تركيا قد أغلقت معابرها الحدودية مع سوريا ضمن سلسلة الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا منتصف آذار/ مارس المنصرم، ما منع معظم مرضى شمال غربي سوريا من إمكانية تلقي العلاج في تركيا، و أدى إلى تدهور أوضاعهم الصحية نجم عنها وقوع حالات وفاة.

 

تقول والدة "رؤى" إن ابنتها تعاني من المرض منذ أكثر من سنة وخضعت للعلاج في تركيا لمدة ثلاثة أشهر حتى استقر وضعها الصحي لتعود إلى ريف إدلب، "غير أن حالتها ساءت مؤخراً وهي بحاجة لعلاج إشعاعي غير متوفر هنا".

 

وتضيف بأن "الفريق الطبي التركي رفض إدخالها رغم كل المناشدات بحجة أنها من الحالات الباردة، مؤكدة بأن تأخر علاجها، "من الممكن أن يؤدي إلى انتشار الورم ويزيد من تدهور حالتها المتدهورة أصلاً".

 

ويفتقر شمال غربي سوريا لوجود جرعات علاج لمرضى السرطان الذين كانوا يضطرون الذهاب إلى أماكن سيطرة الحكومة السورية لتلقي العلاج وتحمّل تكلفة الطريق والإرهاق الناتج عن السفر لساعات طويلة، عدا عن المضايقات الأمنية على الحواجز.

 

ليس مرضى السرطان فقط هم من تضرروا من قرار إغلاق المعابر مع تركيا بل هناك بعض الحالات المرضية الأخرى التي لا تقل عنه خطورة، ففي حين يستطيع بعض مرضى السرطان شراء جرعات علاج كيميائية، لا يمكن لبعض الحالات المستعصية لمرضى أمراض القلب أو الأمراض العصبية القيام بأي شيء.

 

الشاب العشريني علاء الشايب مصاب بمرض قلبي وبحاجة لتركيب صمام وهي عملية جراحية معقدة غير متوفرة في إدلب، وأمام تدهور حالته الصحية حاول دخول تركيا للعلاج مرات عديدة ولم يفلح في ذلك بسبب قرار إغلاق المعابر من جهة وصعوبة إجراءات المكتب الطبي ومزاجية العاملين فيه من جهة أخرى.

 

يقول الشايب وقد بدى عليه التعب: "لا أدري إلى متى يمكنني الصمود، فآلام قلبي لا تتوقف ولا سبيل للعلاج إلا في تركيا التي أغلقت معابرها في وجوهنا غير أبهة بأحوالنا".

 

وبعد إغلاق تركيا لحدودها انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الدعوات والمناشدات من أجل انقاذ حالات مرضية صعبة من خلال السماح لهم بدخول تركيا، وأسفرت هذه الدعوات التي كانت أشبه بحملة غير منسقة بإدخال حالات محدودة، كان منها طفل يعاني من مشاكل قلبية، وطفلة تعاني من مرض السرطان، فيما تنتظر مئات الحالات السماح لها بدخول وتلقي العلاج دون جدوى.

 

الطبيب ثابت الحلاق قال لـ "نورث برس" إنه "غالباً ما يجري تحويل الحالات المعقدة والحرجة إلى تركيا من أجل تلقي العلاج والرعاية الصحية خصوصاً تلك التي تحتاج إلى فترة طويلة من العلاج".

 

ويرى" الحلاق" أنه لابد من أن تسمح الإجراءات بدخول المرضى مع الأخذ بعين الإعتبار أنه لم تسجل أي إصابة كورونا في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في سوريا حتى اللحظة وعليه فهو لا يجد داعٍ لقلق الحكومة التركية.

 

أشار إلى وقوع حوادث وفاة عديدة مؤخراً نتيجة لتأخر تلقيهم للعلاج وعدم السماح لهم بالدخول كحالة الشاب يوسف بربور، (22) عاماً، الذي توفي مؤخراً نتيجة تعقيد إجراءات الدخول إلى تركيا، وكان الشاب بحاجة لعملية زرع نقي عظام.

 

وبحسب إحصائيات مكتب التنسيق الطبي لمعبر باب الهوى فقد دخل خلال العام الفائت 2019 من معبر باب الهوى وحده أكثر من عشرة آلاف مريض لتلقي العلاج في تركيا، وأرسل المكتب الطبي إلى تركيا /3,942/ حالة اسعاف،و /5,948/ حالات باردة من بينها /2,004/ حالات سرطان و/1,972/ حالة قلبية و/470/ حالة عصبية و/52/ حالة تركيب أطراف و/1,440/ حالات مختلفة.

 

ورغم إعلان مكتب التنسيق الطبي التابع لمعبر باب الهوى عن سماح الجانب التركي لدخول مرضى السرطان والحالات الباردة إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج مؤخراً  إلا إنه حدد عدد الحالات اليومية بخمس حالات فقط، في حين تبقى مئات الحالات الحرجة والمستعجلة التي تنتظر مصيرها المحتوم بسبب تأخر علاجها.