قيادي كردي: الإدارة الذاتية تقمع معارضيها

أربيل/كردستان العراق – أميد توفيق – NPA
وصف قيادي في المجلس الوطني الكردي في سوريا, الدعم الدولي الأمريكي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بغير الجدي. واتهم الإدارة الذاتية بقمع معارضيها. وطالب حزب الاتحاد الديمقراطي بعدم نقل المعركة بين حزب العمال الكردستاني وتركيا إلىى المناطق الكردية في سوريا، ونفى ضلوع المجلس في العملية العسكرية التركية ضد عفرين، وأكد أنّ المجلس لا يلعب دورا في إدارة منطقة عفرين رغم كونه جزء من الائتلاف السوري.
التقت  وكالة “نورث بريس” في أربيل السيد ابراهيم برو، القيادي في حزب يكيتي الكردستاني في سوريا، أحد القوى الرئيسية في المجلس الوطني الكردي في سوريا، إئتلاف أحزاب كردية مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي و جزء من الائتلاف السوري المعارض, وفيما يلي نص اللقاء الذي أُجري معه:
NPA: بعد مرور فترة على عمر الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، كيف تُقيّم عمل الإدارة؟
منذ البداية أُعلِنت الإدارة من قبل طرف واحد، أي من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي علماً أنه كانت هناك اتفاقات شراكة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي في سوريا، لكن الزملاء في حزب الاتحاد الديمقراطي أصروا  أن تُعلن الإدارة من قبل طرف واحد. وبعد مرور فترة على تأسيس هذه الإدارة, فُرضت القوة على كل من خالف هذه الإدارة وكل من لم يتوافق معهم أو لم يكن شريكاً خاضعاً لهذه الإدارة، وخاصة في الـ 2014 إذ بدأت الإدارة بمنع الحياة السياسية في “المناطق الكردية” من سوريا.  ومن جهة أخرى استغلت الإدارة الدعم العسكري المقدّم من قبل التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة “داعش” وتعاطف المجتمع الدولي مع المقاتلين ضد “داعش”، وتم استغلال هذا الدعم بشكل سلبي في التعامل مع الملف الكردي من قبلها.
وتم إبعاد نشطاء كرد  وقيادات كردية عن الساحة السياسية، كما تم اغتيال البعض واعتقال آخرين، وعندما كنت رئيس المجلس اعتُقلت وهُجرت ونُفيت إلى إقليم كردستان العراق  قسراً في شهر آب/ أغسطس 2016.  وتم الاستيلاء بعد ذلك على جميع مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي، وتم حرق بعضها, الأمر الذي يعني عملياً منع الحياة السياسية في المنطقة الكردية  وهذه المرحلة كانت  أسوأ من مرحلة قمع “النظام” للأحزاب.
NPA: ماذا عن الحوار بينكما كطرفيْن سياسيين؟
نتمنى أن يكون هناك حوارات هادئة كردية  في “كردستان سوريا“, لكن الإدارة الذاتية لاتملك مشروعا كردي الطابع. هذا ليس مجرد اتهاما؛ لكن البيان الصادر عن مؤتمر الحوار السوري-السوري الذي عُقد منذ أيام  يدعم رأينا هذا. إذا قارننا محتوى البيان الختامي للمؤتمر الذي يترأسه الاتحاد الديمقراطي مع مقاربات  أسوأ معارض سوري تجاه القضية الكردية, نجدها مجرد شعارات وهمية وطوباوية عافى عليها الزمن. 
من الضروري العمل على تفعيل الحوار الكردي- الكردي والاتفاقات السابقة بين الطرفين، أعتقد أنهم [الاتحاد الديمقراطي] تخلوا عن  المشروع الكردي في المنطقة وأوجدوا مشروع شرق الفرات، وهذا المشروع هو مشروع أمريكي لمحاربة داعش، كما أن دخول الكرد إلى المناطق العربية خلق أعداء كثر للقضية الكردية؛ فسكان الرقة ودير الزور يرون الكرد كقوات احتلال تسعى لفرض مشاريع توسعية، و تقوم بتهجير العرب.
نحن [المجلس الكردي] جزء أساسي من المجتمع السوري وشركاء في الدولة السورية، ونسخّر كافة جهودنا لنثبت حقوق الكرد دستورياً, بالإضافة إلى كوننا جزءاً من هيئة التفاوض واللجنة الدستورية المرتقبة، وقد حققنا نقاط جيدة ولو كانت لا ترتقي إلى مستوى طموح الشعب الكردي, لكن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يقبل الشراكة مع المجلس الوطني الكردي، ويعمل بشكل منفرد على الأرض، وتحالفه مع المكونات الأخرى يقتصر على طرح شعارات عمومية لا تضمن أي خصوصية للكرد.
NPA: يرى المحللون أن الدعم الدولي للإدارة الذاتية مقتصر في إطار الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ما مصير هذا الدعم بعد انتهاء وجود التنظيم؟
 يستمر الدعم بشكل مؤقت  لوجود  مخاوف  من عودة داعش، ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية مترددة في مسألة بقاءها في تلك المنطقة.  تحدثت الادارة الأمريكية في البداية عن الانسحاب وتراجعت عن ذلك فيما بعد ؛ إذ أعلنت إبقاء عدد محدود من القوات، وهذا العدد المحدود لا يعكس جدية بقاء أمريكا  في المنطقة، وهناك تخوف أوربي كبير من عدم جدية الموقف الأمريكي في المنطقة. لو انسحبت أمريكا أو قلصت عدد جنودها إلى حد كبير، عندئذ ربما تنسحب الدول الأوربية أيضاً.
هناك تخوف في المنطقة، لكن أمريكا ستحافظ على قوات سوريا الديمقراطية بشكل مؤقت في المناطق العربية، بسبب عدم وجود قوة منظمةأخرى فيها ووجود حاضنة شعبية لـ  داعش في تلك المناطق. الولايات المتحدة تنتظر استلام الأموال المخصصة لإعادة إعمار مدينتي الرقة والطبقة، وهي بحاجة إلى قوة تدعم الاستقرار في تلك المناطق إلى حين عودة سكان تلك المنطقة وإجراء بعض الانتخابات، حينها ينتهي دور قوات سوريا الديمقراطية.
NPA: ما سبب اتهام الإدارة الذاتية لبعض أحزاب الحركة السياسية الكردية بالوقوف إلى جانب تركيا في الحرب على عفرين؟
المجلس الوطني الكردي جزء من ائتلاف المعارضة السورية في اسطنبول وكذلك جزء من هيئة التفاوض السورية.
بدأت علاقاتنا مع تركيا منذ عام 2013، حينها كان حزب الاتحاد الديمقراطي يتمتع بعلاقات أفضل بكثير من علاقاتنا مع تركيا، وتركيا ساعدتهم وسمحت بدخول عناصر حزب العمال الكردستاني بشكل علني إلى سوريا، وكانوا على علم بأن حزب العمال الكردستاني سوف ينسق مع النظام السروي.، لكن تغاضت عن ذلك لأنه كانت هناك عملية سلام بين حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية والحكومة التركية. تركيا قدمت لهم تسهيلات كبيرة لدخول سوريا.
لدينا علاقات وتواصل مع الخارجية التركية، ونؤكد بأن قضيتنا في سوريا وليس لدينا أية خلافات مع تركيا,  وحقوقنا ايضاً في سوريا. تركيا دولة جارة، ولدينا حدود طويلة جداً معها، ونحن بغنى عن إثارة المشاكل. هناك قضية كردية في تركيا، لكن ليس من حقنا التدخل . ومن هذا المنطلق نطالب حزب العمال الكردستاني و حزب الاتحاد الديمقراطي بعدم نقل معارك الكردستاني وتركيا إلى أرض كردستان سوريا
نحن لسنا شركاء في احتلال عفرين، ونحن لم نساهم بأي عمل في تلك المنطقة، حتى في موضوع الإدارة نحن لسنا شركاء في إدارة منطقة عفرين.