انتشار الكلاب الشاردة في القامشلي وحالات إسعاف "شبه يومية"
ريم شمعون – القامشلي – نورث برس
يتخوف سكان في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، من ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة في شوارع الأحياء، لا سيما بعد تسجيل المشفى الوطني في القامشلي لإصابات بشكل شبه يومي.
وتتجمع أعداد من الكلاب الشاردة وسط المدينة وفي شوارع الأحياء، خاصة في وقت مبكر من الصباح وخلال ساعات الليل، ما يزيد المخاوف من مخاطر التعرض لعض كلاب قد تكون مسعورة وتؤدي إلى أمراض مميتة، فيما ترسل مشافي المدينة جميع الإصابات إلى المشفى الوطني الحكومي، لعدم توفر التطعيم الخاص بالسعار "داء الكلب" في المشافي الخاصة والتابعة للإدارة الذاتية.
وعبر يعقوب غريب (50 عاماً)، من سكان القامشلي، عن قلقه حيال هذه الظاهرة التي انتشرت بكثرة في الفترة الأخيرة، وقال إن انتشار الكلاب بشكل كبير بات يشكل خطراً على السكان، "ولا سيما أن الطلاب يذهبون بشكل يومي للمعاهد الخاصة لتلقي الدروس، وهم مهددون بشكل يومي بهجمات تلك الكلاب".
وأضاف لـ"نورث برس": "في فترة المساء لم يعد باستطاعة أطفال الحي اللعب في الشارع لأن الشراسة تبدو على الكلاب التي ازداد انتشارها".
من جانبها، قالت جورجيت باهي (49 عاماً)، وهي من سكان حي الأرمن في القامشلي، إن بعض تلك الكلاب تبدو "أليفة" ولا تسبب إزعاجاً للسكان، "لكن في فترة المساء يجتمع ما يقارب /50/ كلباً شارداً في حينا، الأمر الذي بات يسبب الكثير من الإزعاج والقلق لسكانه".
وقال عمر العاكوب، مدير المشفى الوطني في القامشلي، في اتصال هاتفي لـ"نورث برس"، إن حالات عض الكلاب تأتي إلى المشفى بشكل "شبه يومي"، وإن ظاهرة الكلاب الشاردة انتشرت مؤخراً في شوارع القامشلي "بشكل كبير".
وأضاف "العاكوب" أن اللقاح المضاد لـ"داء الكلب" متوفر في المشفى الوطني بالقامشلي ويعطى لحالات الإسعاف الواردة إلى المشفى بسبب التعرض لعض كلاب.
لكن مسؤولين في بلدية الشعب في القامشلي رفضوا الإدلاء بأي تصريح حول الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها للحد من الظاهرة ومخاطرها، مكتفين بالإشارة إلى أنهم بحثوا الأمر وسيقومون "بخطوات بهذا الخصوص".
وقال الدكتور بهجت التنبي، وهو طبيب في مشفى السلام بالقامشلي، إنهم قاموا بتحويل أربع حالات عض كلاب إلى المشفى الوطني خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف أن ظاهرة انتشار الكلاب تشكل خطراً على الإنسان، موضحاً أنه في حال تعرض أي شخص لعضة كلب مسعور، عليه مراجعة المشفى للحصول على اللقاح ضد "داء الكلَب"، "وهذا اللقاح يكون على شكل جرعات أسبوعية تقدم للمريض".
كما قال إن "داء الكلَب" الذي يسببه فيروس ناتج عن عضة الكلاب المسعورة للإنسان قد يكون مميتاً، لأنه يهاجم الخلايا العصبية في الجسم.
من جانبه، قال الإداري في الهلال الأحمر الكردي في شمال وشرقي سوريا، كمال درباس، إن لقاحات وعلاجات "داء الكلب" لا تتوفر لدى مراكزهم ولا في المشافي الخاصة في المدن، لأن تلك التطعيمات وأخرى خاصة بأمراض وأوبئة أخرى تقدم من المنظمات الصحية الدولية التي لم تعد تمدهم بها.