أكثر من /100/ إصابة باللشمانيا شهرياً بريف كوباني الجنوبي

كوباني- فتاح عيسى- نورث برس

 

ازدادت أعداد المصابين بمرض اللشمانيا أو ما يعرف باسم "حبة حلب" في بلدة صرين وريفها، /40/ كم جنوب مدينة كوباني، حيث سجل مركز معالجة اللشمانيا في البلدة أكثر من /100/ حالة شهرياً خلال ه>ا العام، وهو ما تسبب بمخاوف السكان، لا سيما مع انتشار مكبات النفايات بالإضافة إلى شبكات صرف صحي مكشوفة.

 

وبحسب سجلات مركز صرين الصحي فإن أكثر الإصابات تنتشر في سبع قرى هي "الصنع، وقره قوزاق، وكيك داده، وخروص، وقلعة حديد، والمغربتين، والملحة" بالإضافة إلى مركز بلدة صرين.

 

وقال ذياب أحمد (39 عاماً)، وهو من سكان "كيك داده" بريف بلدة صرين، لـ"نورث برس"، إن لديه خمسة أطفال مصابين باللشمانيا، "أصيب طفلان منهما في البداية، ثم أصيب الثلاثة الآخرون".

 

وأضاف أن أطفاله كانوا يتلقون العلاج بالإبر الموضعية ولكن دون جدوى، "حالياً يتلقون العلاج بالحقن العضلي".

 

أرقام مخيفة

 

 ويوجد أكثر من /100/ مصاب باللشمانيا في قرية "كيك داده" بسبب البيئة المناسبة لتكاثر الحشرات والبعوض في فصل الصيف، بحسب "أحمد".

 

وقال حمدان عيسى العليوي (55 عاماً)، من سكان قرية "حفيان"، /10/ كم جنوب بلدة صرين، إن هناك مصابين باللشمانيا في كل عائلة تقريباً، "ثلاثة من أحفادي مصابون بالمرض ويتم علاجهم في مركز صرين الصحي".

 

 

وسجلت بلدة صرين وريفها /12.640/ حالة إصابة بداء اللشمانيا خلال العام الماضي 2019، حيث كان يزور مركز صرين الصحي ما بين /70/ و /80/ حالة يومياً لتلقي العلاج، في حين بلغ معدل زيارة المرضى للمركز هذا العام بين /50/ و /60/ مصاباً في اليوم الواحد، بحسب مركز صرين الصحي.

 

شهران من الإغلاق

 

وقالت جواهر جاسم وهي ممرضة ومشرفة على معالجة إصابات اللشمانيا في المركز، إنه تم تسجيل نحو /100/ إصابة جديدة بالمرض في بلدة صرين وريفها في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، فيما ارتفعت الحالات إلى /150/ حالة خلال شهر شباط/ فبراير، وانخفض العدد إلى /95/ إصابة خلال شهر آذار/ مارس الماضي.

 

وكان مركز صرين الصحي لمعالجة اللشمانيا قد أغلق لمدة شهرين بسبب إجراءات حظر التجول، واستقبل المركز منذ إعادة فتحه في الخامس من شهر أيار/ مايو الماضي /65/ حالة جديدة، بحسب سجلات المركز.

 

وأضافت "جاسم" أنّ أدوية معالجة المصابين متوفرة في المركز حالياً، لافتةً إلى أن المصابين يتلقون نوعين من العلاج "موضعي" على عشر جرعات خلال شهر ونصف (بمعدل جرعتين أسبوعياً)، و"عضلي" يومياً لمدة /21/ يوماً متتالياً.

 

ويقوم مركز صرين الصحي بتقديم أدوية المعالجة مجاناً للمصابين، وتقوم منظمة "مونيتور" البريطانية بدعم المركز بالأدوية والعلاجات منذ أكثر من عامين.

 

 

تلوث ونقص توعية

 

وتعتبر كثرة المستنقعات المنتشرة في بلدة صرين والناتجة عن عدم تغطية مجرى الصرف الصحي أحد أسباب انتشار ذبابة الرمل المسببة لمرض اللشمانيا، بالإضافة لنقص الوعي الصحي فيما يتعلق بإجراءات السلامة والنظافة من قبل السكان، بحسب إداريين في مركز المعالجة ببلدة صرين.

 

وتخرج مياه الصرف الصحي في بلدة صرين عبر جهتين إلى أودية تقع غرب البلدة، حيث يمتد أحد خطوط الصرف الصحي للجهة الشمالية الغربية من البلدة بطول كيلو متر واحد، لينتهي في المناطق الوعرة غرب صرين، فيما يبتعد الخط الثاني الواقع في الجهة الجنوبية الغربية عن مركز البلدة نحو /800/ متر ليتجه نحو نهر الفرات.

وبدأت بلدية صرين، الإثنين الماضي، بحملة لرشة المبيدات الخاصة بالقضاء على ذبابة الرمل الناقلة للمرض بدعم من الإدارة العامة للبيئة في "إقليم الفرات"، بحسب ما أفاد به الرئيس المشارك لبلدية صرين، مصطفى مسلم.

 

وأوضح مسلم، لـ"نورث برس"، أن الحملة ستستمر لنحو /15/ يوماً وستستهدف القرى التي تنتشر فيها الإصابات بأعداد كبيرة، مضيفاً أن البلدية تقوم برش المبيدات على مكب النفايات بشكل أسبوعي للتقليل من أعداد الحشرات الناقلة للمرض.

 

لكن "العليوي"، وهو جد لثلاثة أطفال مصابين، إن المسؤولين عن قطاع الصحة مطالبون بإيجاد حل جذري للحشرات الناقلة للمرض، سواء برش المبيدات في القرى التي تتزايد فيها حالات الإصابة أو أي حل آخر يساهم في تقليل عدد الإصابات التي تزيد في القرى وحدها عن /1000/ حالة سنوياً، بحسب القائمين على مركز صرين الصحي.