غلاء البنزين "الممتاز" يدفع سكاناً في منبج لشراء أصناف رديئة تزيد الأعطال

منبج – صدام الحسن – نورث برس

 

يعجز أصحاب السيارات في مدينة منبج، شمالي سوريا، عن تعبئة مركباتهم بمادة البنزين ذات النوعية الجيدة بسبب ارتفاع سعرها، ما يدفعهم إلى استخدام أنواع رديئة تتسبب بأعطال في مركباتهم، وسط تدهور اقتصادي تشهده المنطقة عموماً بعد "الانهيار المتسارع" في قيمة الليرة السورية أمام العملات والسلع الأجنبية.

 

وقال حمزة جميل (43 عاماً)، من سكان مدينة منبج، إن تعبئة سيارته بـ "البنزين الممتاز" بات "ضرباَ من الخيال" نظراً لارتفاع سعره الملحوظ بعد انهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار، "الوضع يفوق طاقتنا".

 

ويضطر "جميل" غالباً إلى استخدام "البنزين العادي" الذي يباع في محطات المحروقات بسعر /100/ ليرة سورية لليتر الواحد لكنه يتسبب بالكثير من الأعطال في محركات السيارات.

 

وأضاف: "نوعيته رديئة جداً، لكننا مجبرون لاستخدام آلياتنا للتنقل".

 

ويباع اللتر الواحد من "البنزين العادي" بـ /100/ ليرة سورية بينما يباع "السوبر" وهو المكرر مرتين ويعلو العادي جودةً بـ /210/ ليرة سورية، أما "الممتاز" فيصل ثمن اللتر الواحد منه حالياً إلى /1300/ ليرة.

 

ومنذ مطلع هذا العام، ارتفعت قيمة صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية بنسبة تفوق /200/ %، إذ أنهت الليرة تعاملات 2019 في السوق السوداء عند /915/ مقابل الدولار الواحد، بينما بلغ سعر صرفه الاثنين حاجز الـ /3000/ ليرة، مع اقتراب دخول قانون العقوبات الأمريكية "قيصر" حيز التنفيذ.

 

وقال محمد علي، وهو مسؤول في لجنة المحروقات في مدينة منبج، إن سبب ارتفاع "البنزين النظامي" دون سواه من المحروقات الأخرى يرجع إلى كونه مستورداً من إقليم كردستان العراق، بسبب عدم وجود مصافٍ للنفط في شمال شرقي سوريا.

 

وأضاف "علي"، في حديث لـ "نورث برس"، أن الادارة العامة للمحروقات عملت جاهدةً لإبقاء أسعار المحروقات في حد مقبول، "لكن التغييرات الأخيرة التي تطرأ على أسعار صرف الدولار تجعل المعادلة صعبة".

 

وكان الرئيس المشارك لإدارة المحروقات العامة في شمال وشرقي سوريا صادق محمد الخلف، قد قال لـ "نورث برس" في وقت سابق، إن الإدارة الذاتية تستورد "البنزين الممتاز" من خارج البلاد بالدولار، وارتفاع سعره يعود إلى انهيار قيمة الليرة السورية.

 

لكن سكان المدينة يقولون إنه حتى أسعار المحروقات غير المستوردة غير متوافقة مع دخلهم اليومي، فيقول بسام العكلة (33 عاماً)، وهو عامل من مدينة منبج، إن لديه دراجة نارية يستقلها للانتقال إلى مكان عمله ويستهلك في اليوم قرابة ليترين من "البنزين السوبر" بتكلفة /420/ ليرة، رغم أنه يجني في اليوم أجراً لا يزيد عن /2500/ ليرة، "وهو بالأساس لا يكفي لشراء الخبز والخضار لعائلتي".

 

ويلجأ سائقون إلى استخدام "البنزين العادي" وخلطه مع "السوبر" لتحقيق حد أدنى من الجودة وتوفير في سعر البنزين المستخدم، لكن هذه العملية أيضاً تلحق أضراراً بمحركات سياراتهم وهو ما يعرضهم للخسائر مجدداً، وفقاً لـ "العكلة".

 

ويطالب العكلة الإدارة الذاتية بالحد من ارتفاع الأسعار ودعم المحروقات عبر تحسين جودتها من خلال تطوير عملية التصفية، لا سيما وأن مناطق شمال شرقي سوريا غنية بالنفط.