سكان في حلب يتهمون مكاتب التحويلات المالية بـ "التحايل"

حلب – زين العابدين حسين – نورث برس

 

اتهم سكان في مدينة حلب، شمالي سوريا، ممن يعتمدون على حوالات يرسلها أقاربهم المقيمون خارج البلاد، من تعرضهم لما أسموها بـ "عمليات احتيال" من قبل أصحاب محال وشركات تحويل الأموال أو من قبل وسطاء تحويل تلك المبالغ في الخارج.

 

ومع استمرار التدهور الكبير في قيمة الليرة السورية وتداعياتها على الأسواق والاقتصاد والظروف المعيشية، بات كثير من السوريين يعيشون بالاعتماد على إعانات من أبنائهم في بلدان المهجر، وتعتبر العائلة التي لديها لاجئ أو مغترب يرسل لها مصروفاً شهرياً أفضل حالاً من غيرها وسط الغلاء غير المسبوق.

 

وقال خالد حسن (اسم مستعار)، والذي يبلغ /32/ عاماً ويقيم في ألمانيا، لـ "نورث برس"، إنه أرسل /200/ يورو لأهله في حلب، يوم أمس الأحد، لكن مندوب مكتب الحوالات اقتطع منه /20/ يورو كأجور تحويل، واشترط عليه أن المستفيد سيقبض المبلغ بالليرة السورية، "وذلك بعد أن ثَبتَ سعر الصرف بأقل من السعر المتداول بـ /300/ ليرة سورية، متحججاً بتذبذب سعر الصرف وعدم استقراره".

 

وقال طبيب أسنان يقيم بحي الشيخ مقصود بحلب، فضّل عدم ذكر اسمه، إن أخاه أرسل له مبلغ /700/ يورو من خلال أحد مكاتب الحوالات ودفع أجور التحويل كاملة  /7/ %، إلاّ أن مكتب الحوالات في الحي رفض إعطاءه الحوالة كما أرسله أخاه من ألمانيا باليورو قائلاً له: "ليس لدي يورو لأعطيك، إن أحببت سأعطيك بالليرة السورية".

 

وأضاف الطبيب: "كيف يرفض المكتب إعطائي الحوالة كما أرسلت وفي الوقت نفسه يخبرني إن اليورو يتوفر لديه لزبائن يريدون تحويل أموالهم من الليرة السورية إلى اليورو؟".

 

وتتهاوى قيمة الليرة السورية مقابل العملة الأجنبية منذ حوالي شهر، وقد ازداد الفارق أكثر مع اقتراب تطبيق قانون قيصر الأمريكي والذي من المقرر أن يدخل حيز التطبيق بعد منتصف حزيران/ يونيو الجاري.

 

وبحكم تذبذب أسعار صرف العملات الأجنبية وتدني قيمة صرف الليرة السورية بشكل متسارع أمام الدولار الأمريكي بشكل خاص خلال الأيام القليلة الماضية، يقوم أصحاب مكاتب الحوالات المالية بإجراءات جديدة أثناء تسليم الحوالات سواء بعد اتفاق مع المرسل أو دونه بحجة تذبذب سعر الصرف.

 

وقال صاحب أحد مكاتب الصرافة في حي الشيخ مقصود، رفض كشف اسمه أيضاً: " ليس لنا دخل فليتواصل المرسل مع المندوب في منطقته بالمقاطعة التي يقيم فيها وليتفقا معاً على الأجور".

 

وعند سؤاله عن إمكانية القبض باليورو حصراً، أضاف لـ "نورث برس" أنهم لا يسلمون الحوالات بالعملة الأجنبية أبداً، حيث "يتم التسليم بالعملة السورية فقط بعد اتفاق المندوب والمرسل".

 

لكن لونجين عيسو (22عاماً) قالت إنها استلمت، أمس الأحد، مبلغ /237,600/ ليرة سورية عن /100/ يورو كان قد أرسله لها خطيبها، أي تم حساب قيمة اليورو الواحد /2,376/ ليرة سورية مع العلم كان سعر الصرف آنذاك في المحل نفسه يقارب الـ /2,800/ ليرة سورية.

 

وخلال الفترة الماضية اتخذت الحكومة السورية قرارات مالية وصفها خبراء في مجال الاقتصاد بـ "المرتبكة"، حيث أصدر المصرف المركزي السوري، في مطلع الشهر الجاري تعميماً يقضي بوضع سقف للأموال المسموح نقلها بين المحافظات، برفقة مسافر هو خمسة ملايين ليرة سورية.

 

هذا بالإضافة إلى منع التعامل بغير الليرة وتقييد تحويل الأموال وملاحقة مستلمي الحوالات المالية خارج شركات الصرافة المعتمدة، والتلويح بمحاسبة من يتحدث عن أسعار الصرف التي تقول الحكومة في خطابها الرسمي أنها غير حقيقية.