إغلاق الأسواق في السويداء وسط غياب المؤسسات الحكومية

السويداء – نورث برس

 

أغلقت المحال التجارية، أمس الأحد، أبوابها في مدينة السويداء جنوبي سوريا ومدينتي شهبا وصلخد، أكبر مدن المحافظة، في حين قال سكان إن الإغلاق جاء نتيجة ارتفاع الأسعار وعدم استقرارها على خلفية استمرار انهيار الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وعدم قدرة التجار على تحديد أسعار لبضائعهم.

 

وقال محمد أحمد (اسم مستعار) وهو تاجر للمواد الغذائية في مدينة السويداء إن "تجّار الجملة الكبار في المحافظة أغلقوا مخازنهم وامتنعوا عن بيع المواد الغذائية الأساسية للسكان".

 

"غياب للدولة"

 

وعلل أحمد ذلك بعدم قدرتهم على تحديد أسعار المواد الغذائية في ظل "تخبط سعر الصرف وعدم استقراره".

 

وأضاف أن "الدولة غير قادرة على ضبط أسعار كافة المواد الأساسية وغير الأساسية فهي غائبة عن الأسواق ولا تفعل أي شيء حيال تجّار الجملة الكبار والذين يحتكرون المواد ويقومون بتخزينها لبيعها بأسعار تفوق الواقع بأضعاف فيما بعد".

 

 

فيما اعتبر رئيس الغرفة التجارية في السويداء، إلهام الخطيب البعيني، أن إغلاق المحال التجارية أمام السكان هو أمر مخالف للقانون إنْ لم يكن بداعي مبرر ومقنع.

 

فقدان القدرة على التسعير

 

وقال البعيني "نتفهم أصحاب المحال التجارية الصغيرة /البقالة/ والمحلات المتوسطة (المني ماركت)، والذين أغلقوا محالهم بسبب شح السلع الغذائية لديهم وارتفاع أسعارها وتوقف تجار الجملة عن تزويدهم بالفاقد لديهم وفقدان السيطرة على إمكانية التسعير".

 

وأكد أن اللوائح التسعيرية للسلع الأساسية والتي أصدرتها مديرية التموين في السويداء بناءً على قرارات وزارة التجارية الداخلية المركزية بدمشق، لا يلتزم بها معظم تجّار السوق.

 

وقال أحد مفتشي مديرية التموين بالسويداء طلب عدم كشف هويته إن: "أعداد أفراد لجان الضابطة التموينية ضئيل جداً، ولا يمكن لنا تغطية ومتابعة فروقات الأسعار في الأسواق والاحتكار لبعض المواد الغذائية وإخفائها عن متناول المواطن".

 

وأضاف أن أفراد اللجنة حرروا بعض المخالفات التسعيرية في الأسواق وأغلقوا بعض المحال التجارية لعدم التزامها بالضابطة التموينية، وفق قوله.

 

وتشهد مدينة السويداء، مظاهرات واحتجاجات متكررة منذ شهر، جرت آخرها أمس الأحد، احتجاجاً على "الوضع المعيشي المتردي والغلاء الفاحش" الذي تشهده الأسواق، وتنديداً بالسياسة الاقتصادية للحكومة التي طالبوا باستقالتها.

 

تدهور المعيشة

 

وقال معين عوض، وهو أب لخمسة أطفال من سكان مدينة شهبا الواقعة شمال مدينة السويداء بـ /25/ كلم: "أصبحنا نشتري الزيت والسمنة بـ (الكاسة) من البقاليات لتلبية حاجات الطبخ اليومي فقط".

 

وتجاوز سعر لتر زيت الطبخ (عباد الشمس) الثلاثة آلاف ليرة سورية، بينما وصل سعر عبوة السمن النباتي إلى سبعة آلاف ليرة هذا عدا عن باقي المواد.

 

وكانت مديرية التربية بالسويداء قد سلّمت، الأسبوع الفائت، موظفاً يعمل حارساً في ثانوية تجارية بالمدينة، قرار فصله، بعد مشاركته في احتجاج شعبي أمام مجلس المحافظة على الوضع المعيشي المتردي. كما شهدت مدينة شهبا في ريف المحافظة الشمالي منتصف كانون الثاني/ يناير وقفة احتجاجية استمرت ليومين.