الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
يشهد نهر الفرات وروافده المنتشرة في مناطق شمال وشرقي سوريا، حالات غرق متكررة لسكان من مناطق مختلفة بالتزامن مع ازدياد إقبال البعض على السباحة وسط ارتفاع درجات الحرارة، وإهمال مجموعات وأفراد منهم لإجراءات السلامة.
وقال محمد نور العمر (18عاماً)، من سكان مدينة الرقة، إنهم يتوافدون إلى ضفاف نهر الفرات للسباحة بشكل شبه يومي خلال أيام الصيف، "نسبح أنا وأصدقائي على ضفاف النهر نستمتع بوقتنا الذي نمضيه هنا، ويجب أن ننتبه، لأننا لا نريد أن تنتهي متعتنا بكارثة غرق أحدنا".
لكن "العمر" أشار إلى أن هناك من يغامر بالسباحة في عمق النهر أو يتعمد لإلقاء نفسه من على الجسر، من دون إدراكه لنتائج تلك المغامرة، والتي تؤدي أحياناً إلى الموت".
وسجل فريق الاستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدني /12/ حالة غرق في نهر الفرات خلال الصيف الحالي.
وقال صالح العلي (19عاماً)، من سكان مدينة الرقة، والذي كان شاهداً على حادثة غرق، الأسبوع الفائت، إن أحد الشبان ألقى بنفسه من على الجسر القديم في الرقة، وكانت النتيجة غرقه، "لذلك لا أفضل هذا النوع من السباحة".
وأشار "العلي" إلى أن هناك الكثير من الأطفال الذين يتوجهون إلى السباحة في نهر الفرات دون علم ذويهم، بالإضافة إلى اتباعهم أساليب المغامرة في السباحة من خلال القفز من على منصات الجسر أو من فوقه،" الأمر الذي يترتب عليه مخاطر عدة، من بينها الاصطدام بالأحجار التي في قاع النهر أو أن يجرفهم التيار".
لكن المخاطر لا تقتصر على من يمارسون السباحة فحسب، بل إن إجراءات السلامة تخص كل العابرين والمتنزهين قرب الأنهار.
ونهاية الشهر الفائت غرق شخص يبلغ من العمر /35/ عاماً، قد غرق في الـ/29/ في نهر الفرات، بعد سقوط سيارته من على جسر "قره قوزاق"، الرابط بين ضفتي النهر.
وقام فريق الاستجابة الأولية مؤخراً بتوزيع بروشورات على السكان تتضمن نصائح تتعلق بالسلامة أثناء التنزه على ضفاف النهر أو ممارسة السباحة فيه، كما تم توزيع أرقام للطوارئ على السكان لإبلاغ الفريق بأقصى سرعة في حال وجود حالة غرق.
وقال قائد فريق الاستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدني، ياسر الخميس، إن "سبب عدم إنقاذ أي حالة يعود إلى التأخر في ابلاغ الفريق عنها، حيث لم تتمكن الفرق سوى من انتشال الجثث".
ولفت الخميس إلى أن فريق الاستجابة الأولية يضم قسم "الغواصين" الذي يتكون من ستة منقذين، بالإضافة إلى قائد القسم، لافتاً إلى قيامهم بدوريات على أماكن السباحة على ضفاف النهر، "ولكن طول المسافة حال دون تغطيتها بالشكل الأمثل".
وتشير إحصائية عامة لفريق الاستجابة الأولية في الرقة تسجيل/75/ حالة غرق في نهر الفرات منذ عام 2018، تم إنقاذ /20/ حالة منها، بينما تم انتشال /55/ جثة للحالات الأخرى بعد الغرق.