"السوق السوداء" وجهة السكان بعد تفاقم أزمة الغاز بريف الرقة

الرقة – فواز العكلة – نورث برس

 

يعاني سكان في الريف الشرقي لمدينة الرقة، شمالي سوريا، من "نقصٍ حاد" في توفر مادة الغاز المنزلي، وتأخر توزيعها على السكان، ما يجعل من "السوق السوداء" الملجأ الوحيد للكثيرين رغم ارتفاع أسعار الأسطوانات المعبأة بشكل مضاعف.

 

ويلجأ من لا يتمكنون من الحصول عليها إلى شراء الأسطوانات بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، حيث يصل سعر الأسطوانة ذات الـ /22/ كغ إلى /6500/ ليرة سورية، بينما تباع الأسطوانة ذات الـ /24/ كغ بسبعة آلاف ليرة.

 

وقال إبراهيم عبد الله الجبار (56 عاماً) من سكان بلدة الكرامة، /25/ كم شرق الرقة: "أضطر لشراء الغاز بسعر سبعة آلاف ليرة سورية في السوق السودة، عندما يتأخر وصول الغاز ولا يتوفر لدى المراكز المعتمدة من قبل الإدارة الذاتية".

 

وقال عثمان العسر (45 عاماً)، وهو أحد معتمدي الغاز في الكرامة، "يتم تعبئة أسطوانات الغاز عادة في مراكز تتبع إدارة المحروقات في مجلس الرقة المدني بسعر /2800/ ليرة سورية، ويستلمها السكان ضمن جداول إحصاء سكانية".

 

وكان مجلس الرقة المدني قد اعتمد منذ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2017 نظام تبديل أسطوانات الغاز عبر شبكة معتمدين منتشرين في القرى والبلدات والمدينة.

 

ويعاني سكان الريف الشرقي من عدم توفر الغاز لفتراتٍ تصل إلى ثلاثة أو أربعة أشهر، الأمر الذي يدفعهم غالباً إلى استخدام وسائط تقليدية تترافق معها مشاكل صحية.

 

وتقول عوش العنبز (44 عاماً) من قرية "جديدة كحيط"، /40/ كم شرق الرقة، إن "تأخر الغاز من قبل المعتمدين، يدفعنا لطهي الطعام على الطباخات النارية (بوابير)، التي تعمل على كاز الحراقات". وتضيف: "لم نشترِ الغاز، منذ أن ارتفع سعره".

 

وبحسب سطام الحسن، المدير العام للمحروقات في الرقة، ثمة عوامل عدة أدت إلى تأخر ونقص توفر الغاز في المنطقة، منها قطع طريق حلب-الحسكة الدولي (M4) لأشهر بعد الاجتياح التركي لمناطق شمال شرقي سوريا وتدفق عدد كبير من نازحي سري كانيه وتل أبيض إلى المنطقة وكذلك فرض حظر التجول منذ آذار/ مارس هذا العام.

 

ويقول "الحسن"، إن الحل يكمن في التنسيق مع مجلس الرقة المدني وإدارة المحروقات العامة التابعة للإدارة الذاتية وتحديد سعر يناسب جميع السكان، "سنعمل على توفير الغاز بالقدر المستطاع".