صوامع التخزين بكوباني.. تحديات عدة تواجه المزارعين في تسليم القمح

كوباني – فتاح عيسى – نورث برس

 

يواجه المزارعون في منطقة كوباني شمال سوريا، معاناة كثيرة خلال موسم هذا العام، إذ يضطر البعض إلى الانتظار عدة أيام أمام مراكز التخزين لتسليم محصولهم من القمح، ويعود البعض إلى غربلة محصوله بعد رفضه بسبب كثرة الشوائب والرطوبة فيه ما يجبرهم لدفع تكاليف إضافية.

 

ويقول المزارع محمد أحمد (61 عاماً)  من قرية "سه بت" لـ "نورث برس" إنه اضطر للانتظار لأكثر من يومين لتسليم محصوله من القمح للصوامع حيث دفع /125/ ألف ليرة أجرة شاحنة لنقل المحصول، إضافة إلى دفع مبلغ /10/ آلاف ليرة سورية عن كل يوم انتظار أمام الصوامع.

 

ويدعو "أحمد" الإدارة الذاتية لرفع تسعيرة شراء القمح إلى /400/ ليرة سورية نظراً "للمصاريف الباهظة" التي يدفعها المزارعون خلال الموسم الزراعي وخاصة أنهم اشتروا الأسمدة بأسعار مرتفعة.

 

رفض المحصول

 

ويشير "أحمد" إلى أن بعض المزارعون ممن يتم رفض محصولهم يلجؤون إلى دفع تكاليف إضافية من أجل غربلة المحصول وإزالة الشوائب منها، وكذلك تعريضه لأشعة الشمس لعدة أيام ما يؤدي إلى زيادة المصاريف، حيث يتم غربلة الطن الواحد من القمح بمبلغ /11/ ألف ليرة سورية عدا مصاريف وأجور نقل وتحميل المحصول وإعادة توريده إلى الصوامع.

 

طوابير الانتظار

 

بدوره يوضح عبد الكريم كنو (49 عاماً) وهو مزراع من كوباني، أنهم يقفون في طوابير طويلة لتسليم القمح، كما أن هناك مزارعون ممن لم يحصدوا محاصيلهم بعد، سيضطرون لدفع تكاليف إضافية بعد نفاذ السعة التخزينية للصوامع الموجودة في كوباني.

 

استقبال /100/ شاحنة يومياً

 

من جهته يوضح الإداري في مركز صوامع "روفي" محمد عبد الرزاق أنه يتم إدخال نحو /100/ شاحنة إلى المركز بشكل يومي حيث تحمل كل شاحنة كمية تتراوح بين /10 و40/ طناً بحسب حجمها.

 

ويضيف "عبد الرزاق" أنه يتم تسجيل أرقام السيارات من قبل أحد الموظفين لتنظيم دخول الشاحنات، ومن ثم يتم أخذ العينات من القمح وإرسالها إلى الغرفة السرية وغرفة التحليل لتحديد جودة القمح وكمية الشوائب الموجودة في المحصول وصولاً إلى غرفة المحاسبة التي تحدد سعر الاستلام بناء على نتائج التحليل.

 

ويشير أنه يتم تحديد السعر وفق درجات تبدأ بـ /325/ ليرة سورية للدرجة الأولى وينخفض السعر بمقدار /1.25/ ليرة مع كل درجة وصولاً إلى الدرجة الرابعة التي تتضمن عدة فئات سعرية بحسب كمية الشوائب والأجرام في المحصول.

 

وينوه أن المركز يرفض استلام المحاصيل التي تتضمن نسبة عالية من الرطوبة بمعدل شاحنة أو اثنتين كل يوم.

 

وتبلغ حاجة "إقليم الفرات" من القمح نحو /50/ ألف طن من القمح سنوياً فيما تبلغ السعة التخزينية في كوباني فقط  /22/ ألف طن ضمن مركزي "روفي" و"الجلبية"، بعد خروج صوامع شركراك عن الخدمة.

 

توقف الاستلام

 

وتقول شيرين علوش الرئيسة المشاركة لشركة تطوير المجتمع الزراعي إنه سيتم إيقاف استلام القمح في مركزي "روفي و الجلبية" بسبب نفاذ سعتها التخزينية، مشيرة أن سيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة على صوامع "الشركراك" أثر سلباً على السعة التخزينية للمنطقة، الذي يسع لوحده /120/ ألف طن.

 

وتضيف علوش أن الحل يكمن في توجه المزراعين إلى مدينتي منبج أو الطبقة لتسليم محاصيلهم، منوهةً "أغلب مزارعي محصول القمح السقي لم يحصدوا حقولهم بعد".

 

وبدأت شركة تطوير المجتمع الزراعي في "إقليم الفرات" باستلام مادة القمح من المزارعين في 28 أيار/ مايو الفائت، في صوامع روفي /10/ كم جنوب مدينة كوباني وصوامع الجلبية، /45/ كم جنوب شرق كوباني.

 

وقررت الإدارة الذاتية، الاسبوع الفائت رفع تسعيرة شراء للقمح من /225/ ليرة سورية إلى /315/ ليرة سورية، بعد أن حددت في أواسط نيسان/ أبريل تسعيرة الشراء بـ/225/ ليرة سورية الأمر الذي أثار استياء مزارعين في المنطقة.