بسبب الغلاء..أصحاب الدخل المحدود باللاذقية يتخلون عن جزء من ضروريات معيشتهم

اللاذقية – نورث برس

 

تشهد مدينة اللاذقية حالة من الاستياء بسبب الوضع المعيشي المتدهور الناتج عن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والتي تزداد تفاقماً منذ بداية العام الجاري.

 

وقال عمار ليلى (51 عاماً)، وهو موظف في أحد القطاعات الحكومية، والذي يتقاضى راتب /50/ ألف ليرة سورية فقط، إن أصناف الفواكه والحلويات والمشروبات الغازية ملغية من قوائم مائدة عائلته بسبب الغلاء.

 

وأضاف لـ "نورث برس" أنه قبل الغلاء كان قادراً على جلب احتياجات عائلته من الخضار والفواكه ضمن المعقول، "ولكن اليوم أصبحنا غير قادرين على تأمين حاجتنا من البطاطا والبندورة، فلا شيء رخيص بهذه الحياة سوى نحن البشر".

 

وأضاف "ليلى" الذي يعيل ثلاثة أولاد: "أصبحنا نعمل ليل نهار فقط من أجل كسب لقمة العيش"، مشيراً إلى أنه مغرق بالديون ولا يستطيع تأمين متطلبات تعليم ابنته في الصف الثالث الثانوي، رغم أنه هو وزوجته يعملان "بكل طاقاتهما".

 

وتضاعفت قيمة السلة الاستهلاكية أربعة عشر ضعفاً منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011 بحسب تقرير لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة صادر بنهاية نيسان/أبريل الفائت.

 

وسجلت الليرة السورية منذ أواخر العام الفائت 2019 تسارعاً في تدهور قيمتها ليتجاوز سعر الصرف حالياً بدمشق /2000/ ليرة للدولار الأمريكي.

 

وقالت ريهام العقد (52 عاماً)، وهي سيدة من حي الصليبة تعمل في محال لبيع الألبسة النسائية، إن "الوضع لا يطاق في ظل هذا الغلاء الفاحش، فنحن عائلة كبيرة، وعلى سبيل المثال كنت أشتري سابقاً كمية خمسة كيلوغرامات من أي نوع من الخضار، أما اليوم ليس بوسعي شراء كفايتنا من أي صنف".

 

واضطرت سيدة أخرى (رفضت ذكر اسمها) لإخراج ابنتها من الجامعة نظراً لعدم قدرتها على تكفّل مصاريفها.

 

وقالت: "ما الذي سيكفيه الراتب طالما ينتهي أول الشهر فالديْن يغمرنا وكل مستلزمات المعيشة باتت غالية جداً".

 

وبحسب دراسة "المركز السوري لبحوث السياسات" الصادر في أيار/ مايو الفائت فقد بلغ معدل الفقر /86/% بين السوريين، والبالغ عددهم حوالي /22/ مليوناً، بينما يعاني نحو/7,9/ مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، في حين يقدر عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في سوريا بنحو /11,1/ مليون شخص.