سوريون عالقون في قطر يشتكون من إهمال الحكومة لإعادتهم إلى دمشق

دمشق- أحمد كنعان- نورث برس

 

يشتكي أكثر من /160/ سورياً في العاصمة القطرية الدوحة، بينهم عاملون في الإنتاج الفني، من عدم تمكنهم من العودة إلى دمشق بعد انتهاء مدة إقاماتهم المؤقتة، وذلك بعد شهر من صدور قرار للحكومة السورية بإعادة الرعايا السوريين الراغبين بالعودة من دول العالم.

 

وكان طاقم للإنتاج الفني قد سافر بداية العام الجاري إلى الدوحة لإنجاز تصوير مسلسل "العمر مرة" الخليجي، وعندما أشرفوا على انتهاء التصوير أغلقت الحدود وتوقفت الرحلات بسبب جائحة كورونا.

 

لا سفارة في قطر

 

وقال دلامة حسين، وهو أحد العالقين ويعمل مونتيراً (محرر للأفلام)، إنهم بعد أن قدموا الثبوتيات اللازمة للسفارة السورية في مسقط عاصمة سلطنة عُمان، كونه لا توجد سفارة سورية في قطر، ودفعوا ثمن التذاكر في الـ 9 أيار/ مايو الفائت، كان يفترض السفر خلال أيام.

 

وأضاف: "لكن ذلك لم يتم، ومن وقتها ونحن نتصل بالسورية للطيران، إنما لا أحد يرد علينا وكذلك سفارتنا في مسقط لا ترد على مراسلاتنا، ومن ناحية أخرى لا توجد لدينا إقامات في قطر، فقد قدمنا لإنجاز مسلسل تلفزيوني وانتهت مدة الإقامات المؤقتة الممنوحة لنا، لذا لا نستطيع التحرك هنا أيضاً".

 

وكان موعد الطائرة التي من المفترض أن تقل السوريين من الدوحة إلى سلطنة عمان ومن ثم إلى سوريا مقرراً في 14 أيار/ مايو، إلا أن ذلك لم يتم، بينما يبلغ عدد السوريين العالقين في قطر أكثر من /160/ شخصاً بحسب قائمة الأشخاص الذين تم قبول عودتهم وفقاً لشروط  وضعتها وزارة  الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية.

 

وتشمل قوائم المسموح بإعادتهم إلى البلاد أولئك الذين غادروا سوريا في الفترة ما بين 1 كانون الثاني/ يناير و 1أيار/ مايو من العام 2020، إلى جانب الطلاب الراغبين بالعودة بسبب تعليق الدراسة في الدول التي يتواجدون فيها، والموظفين الموفدين بمهام رسمية والذين لم يتمكنوا من العودة بعد إغلاق الحدود بين الدول.

 

ويتابع دلامة لـ "نورث برس":  "لا أعرف إن كانت هناك قوائم أخرى، وبصراحة لا أدري في حال انتهت صلاحية جواز سفر أي شخص، ماذا سيفعل وكيف سيجدد جوازه ولا سفارة سورية هنا؟".

 

وقال أيضاً: "لقد تعودنا على الإهمال الحكومي وهو متوقع وليس بجديد ولكن المفاجئ والجارح في الوقت ذاته هو التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي ".

 

من جهة أخرى انتشرت دعوات على صفحات التواصل الاجتماعي لسوريين من دمشق والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية من قبيل "لا تستوردوا كورونا" و "لا ترجعوا حدا من برّا" إثر قرار حكومي بتسيير رحلات طيران.

 

وكانت وزارة النقل في الحكومة السورية قد أعلنت في الخامس من الشهر الفائت عن تسيير عدد من الرحلات الجوية لإجلاء الرعايا السوريين الراغبين بالعودة من عدد من دول العالم، وفق القوائم المسجلة عبر وزارة الخارجية والمغتربين. 

 

ومنذ تاريخ الإعلان أعلنت الوزارة عن وصول تسع رحلات جوية فقط، هبطت في مطاري دمشق واللاذقية، وهي قادمة من الإمارات والسودان ومصر وسلطنة عمان وروسيا والكويت، والتي أقلّت ما مجموعه /1,907/ راكب بالإضافة إلى /14/ رضيعاً.

 

مصاريف باهظة

 

وقال المصور التلفزيوني نور عباس، إنه بلا عمل منذ شهرين وقد صرفت أكثر من نصف أجر عمله في قطر على الإقامة والمعيشة، "أقولها علناً، نحن هنا نتقشف حتى بالوجبات الغذائية، لأن المعيشة هنا غالية جداً".

 

وأضاف: "لقد تركت ابنتي بعمر أربعة أشهر حالماً بالعودة بمبلغ معقول لتأمين متطلبات عائلتي، ولكن النقود تتبدد هنا، فكل شخص فينا يصرف من /40/ إلى /50/ دولاراً أمريكياً يومياً، لم نستفد شيئاً من هذه الرحلة، ومن غير المعقول أن يتركونا هكذا".

 

في حين عبر سامي فضة، وهو مشرف إضاءة مع طاقم الإنتاج الفني، عن مخاوفه من أن لا يتم تفهم وضعه كونه موظف بالتلفزيون السوري وقد حصل على إجازة بلا راتب ليلتحق بهذا المسلسل.

 

 وأضاف: "لقد حصلت على إجازة بلا راتب وإذن بمغادرة البلاد ولكن الإجازة انتهت منذ فترة، وأتمنى أن يتفهموا وضعي عند عودتي فهي ظروف قاهرة وليست بإرادتي "

 

أما علي عجمية، والذي يعمل في مجال الغرافيك، فقال: "لا يوجد من يعيل أهلي وأنا عالق هنا منذ أكثر من شهرين ولا أستطيع تحويل النقود لهم فقد توقفت هذه الخدمة بسبب كورونا، ولا أعرف حقيقةً لماذا لا يرسلون طائرة مع أننا دفعنا ثمن التذاكر منذ شهر تقريباً".