مزارعون في الرقة يشتكون من التكاليف المرتفعة لشحن محاصيلهم

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

يشتكي مزارعون في ريف الرقة، شمالي سوريا، من غلاء أجور نقل الحبوب إلى مراكز التسويق والتي زادت من التكاليف التي تكبدوها خلال الموسم الزراعي، فيما يرى أصحاب شاحنات أن أجور النقل "قليلة"، بالمقارنة مع أسعار قطع الغيار والمصاريف الأخرى.

 

وقال أحمد الشواخ (34عاماً)، وهو مزارع من قرية مزرعة الرشيد، /30/ كم غرب الرقة، إنه يحتاج إلى مبلغ /180/ ألف ليرة سورية لشحن إنتاجه، " لدي قرابة تسعة أطنان من القمح، لم أقم بتسويقها بسبب ارتفاع أجور النقل".

 

وأشار إلى أن تكلفة نقل طن القمح تبلغ /20/ ألف ليرة سورية رغم أن مركز تسليم الحبوب " السلحبية" يبعد عن قريته بمسافة أقل من /10/ كم، "فأجور النقل عالية بالمقارنة مع المسافة".

 

ولفت الشواخ إلى قيام بعض المزارعين أصحاب الكميات المحدودة من الإنتاج بالتشارك في استئجار سيارة واحدة لشحن محصولهم إلى مراكز التسويق، لكن "أحياناً تكون جودة القمح متفاوتة، لذا يخسر صاحب الإنتاج الجيد بعد أخذ عينات يتم على أساسها تقييم درجة الشحنة كاملة".

 

 

ويرى مزارعون آخرون من ريف مدينة الرقة أن إجراءات استلام محصول القمح هذا العام أفضل من العام الفائت من حيث قبول الإنتاج غير المعبأ "دوكما"، الأمر الذي وفر عليهم مصاريف شراء الأكياس والتحميل، لكن ارتفاع مستلزمات الزراعة منذ بداية الموسم وأجور النقل المرتفعة بعد الحصاد تتسبب بخسارة كثيرين منهم.

 

وقال ابراهيم العيدان (45عاماً)، وهو مزارع من قرية الصفصافة، /45/ كم غرب مدينة الرقة، "لدي/80/ دونماً من القمح وقد اعتمدت في ريها على المحركات، كانت تكاليفي باهظة جداً هذا العام، نظراً لغلاء الأسمدة والمحروقات وتكاليف تصليح المضخات التي اعتمدتها للري والمستلزمات الأخرى".

 

وأضاف أن إنتاجه من القمح وصل إلى /30/ طناً، لكن " نقل المحصول إلى مركز السلحبية كلفني /450/ ألف ليرة سورية، علماً أن المركز لا يبعد عن قريتي سوى/20/ كم".

 

وأشار العيدان إلى أن تكلفة زراعة الدونم الواحد، بعد إضافة أجور النقل، وصل لأكثر من /100/ ألف ليرة سورية، وهو ما يجعل إنتاجه أكثر من المصاريف بنسبة قليلة، على حد قوله.

 

ويطلب أصحاب الشاحنات لنقل الحبوب لهذا العام أجرة لا تقل عن /400/ ألف ليرة سورية كحد أدنى للشاحنات المقطورة، بينما تنقل الكميات التي تقل عن عشرة أطنان عن طريق مقطورات جرارات زراعية بأجرة /20/ ألف ليرة سورية للطن الواحد، وتختلف أجور النقل حسب بعد المسافة بين الشحنة ومركز التسويق المعتمد، وفق ما أفاد به مزارعون من المنطقة.

لكن حسن المحمد، وهو صاحب شاحنة لنقل الحبوب إلى مركز السلحبية، قال إن الأجور التي يتقاضونها "قليلة جداً" بالنسبة لارتفاع أسعار قطع الغيار عدة أضعاف، "لقد كنت أغير الإطارات العام الماضي بقيمة /150/ ألف ليرة سورية للإطار الواحد، ولكن هذا العام وصل ثمن الإطار إلى /800/ ألف ليرة سورية، لذلك نضطر لرفع أجور النقل، لكي نحقق ربحاً".
 

وحددت الإدارة الذاتية في ريف مدينة الرقة خمسة مراكز مجهزة لاستلام محصول القمح من المزارعين، وهي مراكز "شنينة و كبش والرافقة" شمال مدينة الرقة، بالإضافة لمركز "السلحبية" غربها ومركز "بدر" في ريفها الشرقي.

 

وبدأ الاستلام في مركزي "السلحبية وبدر" في الـ/29/ من شهر أيار/ مايو الفائت على أن تبدأ المراكز الأخرى الاستلام في وقت لاحق.

 

وأوضح فتحي حسن، رئيس مركز السلحبية، أن مراكز تسليم محصول القمح، موزعة على جغرافية ريف الرقة كي لا تسير الشاحنات أثناء نقلها للحبوب من القرى إلى المراكز مسافة تتجاوز /20/ كم.

 

ولفت حسن إلى أن لجنة الزراعة قامت قبل بدء حصاد موسم هذا العام بتجهيز مركزين جديدين ( مركز كبش ومركز الرافقة)، بعد أن كان عددها ثلاثة مراكز فقط، حيث تبلغ السعة التخزينية لكل مركز/11/ ألف طن، بحسب قوله.

 

وأضاف أنهم مقبلون على شراء كامل محصول القمح من المزارعين بنوعيه الطري والقاسي، وأن أثمان المحاصيل ستدفع للمزارعين خلال مدة أقصاها شهر واحد من موعد الاستلام.