"عصابات قتل دون حسيب".. "مشيخة عقل" تطالب الحكومة السورية بتحمل مسؤولياتها في السويداء
السويداء – نورث برس
مع تكرار حالات القتل والاختطاف في محافظة السويداء، تتزايد المطالب الداعية إلى تحمل الحكومة السورية لمسؤولياتها في الحد من تدهور الأوضاع الأمنية، حيث طالبت "مشيخة عقل المسلمين الموحدين الدروز"، أمس الثلاثاء، بـ"وضع حد لعصابات الخطف والقتل"، التي قالت إنها "تجول وتصول دون حسيب أو رقيب".
فلتان
وعثر السكان أمس الثلاثاء على جثة "عماد سليمان عريج" من أبناء محافظة السويداء، مقتولاً بعدة طعنات بآلة حادة في جسده ومرمياً في منطقة زراعية تقع بين بلدتي سكاكا والكرك بريف درعا الشرقي.
وقالت أرملة الضحية لـ "نورث برس": إنّ زوجها قد تم خطفه بتاريخ 21 أيار/ مايو الفائت، أي قبل مقتله بعشرة أيام وهو في طريقه الى العاصمة دمشق، حيث انقطع الاتصال به بعد وصوله لمدخل دمشق الجنوبي.
وأضاف شقيق الضحية لـ"نورث برس": أن أخاه معيل لأسرة من خمسة أفراد، ويعمل على سيارة نقل، ويقوم بنقل الخضروات والفواكه من سوق الهال بدمشق إلى مركز مدينة السويداء بشكل يومي، وأن أخاه لا ينتمي لأي فصيل مسلّح في المحافظة، وليس له عداوات مع أحد.
وصرّح أحد الأطباء في قسم الطب الشرعي في المشفى الوطني بالسويداء لـ "نورث برس"، فضل عدم الكشف عن اسمه، بأنّ "الضحية قتل بضربات في أماكن متعددة في رأسه بآلة حادة، مما أدّى لمفارقته للحياة، ومن ثم تم تشويه جثته بحرقها بشكل كامل".
استياء
و تزايد استياء السكان من الإهمال الحكومي في المحافظة التي شهدت خلال الأسبوع الفائت تنظيم اعتصامين احتجاجيين من جانب نشطاء مدنيين وحقوقيين وسكان طالبوا الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه معاناة الأهالي مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتزايد الحرائق مع اقتراب موسم حصاد المحاصيل في المنطقة.
خطف متكرر
وكانت السويداء قد شهدت مؤخراً اختطاف وقتل عدد من أبنائها في ريفها أو بمناطق من محافظة درعا، إذ اختطف الشاب عمرو مرشد، من سكان قرية الكفر في الريف الجنوبي الشرقي للسويداء، في 21 أيار/ مايو الفائت.
وأوضح والد المختطف لـ "نورث برس": أن أبنه غادر المنزل مساء الأربعاء 21 أيار/ مايو الفائت، متوجهاً لأحد أصدقائه في مدينة السويداء وبعد ساعة، وردتهم مكالمة من هاتفه الجوال، ليسمعوا صوت صراخه وبكائه ومن ثم صوت إطلاق نار، لينقطع الاتصال به بعد لحظات.
ويقول الأب "حتى الآن لا توجد لدينا أي معلومات تفيد بمكان وجوده، وهل مازال على قيد الحياة أم قتل!".
غياب حكومي
وفي بيان صدر عن المكتب الإعلامي التابع لـ "مشيخة عقل المسلمين الموحدين الدروز"، الثلاثاء، 2 حزيران/ يونيو الجاري، دعا الحكومة السورية "إلى تحمل المسؤولية وأن تقوم بدورها في ملاحقة ووضع حد نهائي لعصابات الخطف والقتل التي تجول وتصول دون حسيب أو رقيب".
وبحسب مصدر ميداني من محافظة السويداء فإن الشيخ يوسف جربوع شيخ عقل طائفة الدروز قال في مقر دار الطائفة: "الدولة هي من يتوجب عليها محاسبة القتلة والخارجين عن القانون، ولا ينبغي عليها التخلي عن مسؤولياتها وإلا سندخل في فوضى عارمة لا تبقي ولا تذر".
وتجمع أمام مبنى محافظة السويداء في مدينة السويداء في 30 مايو/ أيار الفائت، عشرات من العسكريين الذين يخدمون في قوات الحكومة السورية، من متطوعين واحتياطين وإلزاميين، والذين يخدمون في محافظة درعا المحاذية لمحافظة السويداء، مطالبين القوات الحكومية بنقل خدمتهم إلى داخل محافظتهم، بعد ازدياد حوادث القتل من قبل مجموعات مسلحة، والتي تعرض لها رفاقهم في درعا.