ورشات خياطة لمهجّري عفرين في حلب.. تجربة ناجحة تحدها الأوضاع الاقتصادية
حلب – زين العابدين حسين – نورث برس
تعاني ورشات خياطة افتتحها مهجرون من عفرين في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب من عقبات أمام تطوير إنتاجها وتحسين أجور العاملين الذين تمكنت من تأمين فرص عمل لهم.
وقال محمد عبدو (38 عاماً)، وهو صاحب ورشة خياطة بمدينة حلب لـ "نورث برس"، إنه بادر بعد رحلة نزوحه من عفرين إلى منطقة الشهباء ثم إلى حلب، بافتتاح ورشة ببضعة آلات خياطة، "وبعدها استكملنا تجهيز الورشة بشكل كامل من أرباح العمل، وأملك الآن أكثر من /40/ آلة خياطة"
ويتذكر الشاب ورشته لخياطة الألبسة الجاهزة في بلدة جنديرس بمنطقة عفرين، التي كان يعمل فيها أكثر من /90/ عاملاً، إضافة لحوالي /90/ آلة خياطة، "لم نستطع إخراج أي شيء معنا، فقد خرجنا بثيابنا".
ويضيف "عبدو" أنهم تمكنوا من تأمين مصادر دخل لعائلات نازحة تواجه ظروفاً قاسية هذه الأيام، "لكن لانزال كل يوم نحيي في أنفسنا أمل العودة لعفرين".
وكان مهجّرون من منطقة عفرين قد قاموا بمشاريع صغيرة وورشات عمل في مناطق نزوحهم في مناطق الشهباء وحلب وكوباني والجزيرة، بعد سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على مدينتهم في 18 آذار/ مارس 2018.
وتواجه ورش الخياطة صعوبة في تأمين القماش بأسعار مناسبة، بسبب تدهور قيمة الليرة السورية مقابل سعر صرف الدولار الأمريكي، إضافة للضرائب المفروضة من قبل حاجز القوات الحكومية على الأقمشة الداخلة للحي. وهو ما يزيد سعر القطعة، كما توجد مشكلة في شحن البضائع إلى أسواق المدن السورية الأخرى، بحسب القائمين على تلك الورش.
ويشتكي عمال في ورشات الخياطة يحصلون على حوالي /30/ ألف ليرة سورية كأجر أسبوعي، من عدم تمكنهم من تلبية الاحتياجات المعيشية لعائلاتهم، بينما يقول آخرون إن الأجر يرتفع مع ازدياد الخبرة وتحسين إنتاج الورشة.
وقال محسن عبدالرحمن (19 عاماً)، وهو عامل على آلة الحبكة في إحدى ورشات الخياطة، إن الرواتب في هذه الورشات تتفاوت بين العمال والخياطين ومن آلة لأخرى، "إلا أنها قليلة عموماً، فبالكاد تكفي حاجياتنا الأساسية فقط".
ورغم استمرار انتهاكات الفصائل الموالية لأنقرة بحق أهالي عفرين الذين بقوا في منازلهم وتداول أخبار عن جرائم جديدة بحقهم، إلا أن مهجرين من تلك المنطقة يتطلعون لتغير الظروف حتى يتمكنوا من العودة لديارهم.
وقال فرهاد عارف (21 عاماً)، وهو خياط مهجر مقيم حالياً في مدينة حلب، إن أوضاعهم في عفرين كانت "جيدة وميسورة"، قبل سيطرة القوات التركية والفصائل المعارضة عليها، "كنا نتدبر أمورنا، وعند خروجنا وتهجيرنا من عفرين، لم نستطع إخراج أي شيء معنا".
وأردف لـ "نورث برس": "الأسعار مرتفعة والرواتب قليلة، لكننا مضطرون للعمل في ورشات الخياطة لأنها مهنتنا التي نتقنها، على أمل العودة إلى بلدنا، فمهما عملت في الشيخ مقصود، لن أعيش كما كنت في عفرين".