إعادة افتتاح مقام السيدة زينب أمام الزوار بين انتعاش أعمال السكان وخطر عودة كورونا

ريف دمشق – نورث برس

 

تباينت أصداء إعادة فتح مقام السيدة زينب، في ريف دمشق الجنوبي، بين استحسان بسبب عودة حركة الأعمال وانتقادات بسبب مخاوف من إصابات جديدة بفيروس كورونا، وذلك بعد يومين على تنفيذ القرار الحكومي بفتح المزار الذي يتمتع بأهمية لدى زواره من أتباع الطائفة الشيعية داخل البلاد وخارجها.

 

ورغم إعادة فتح المقام إلا أن أعداد الزائرين ممن يقصدونه للصلاة والزيارة أو غيرها من الطقوس الدينية، لا تزال قليلة نسبياً، وتقتصر على السكان المحليين، لاسيّما سكان بلدة السيدة زينب، وسط مخاوف من تفشي الفيروس في حال فتح المجال لزوار قادمين من إيران والعراق ولبنان وحتّى الخليج.

 

وأعيد فتح مقام السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي، في اليوم الأخير من شهر أيار/ مايو الفائت، وسط إجراءات صحية ووقائية مشدّدة، بعد إغلاقه لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب الإجراءات الوقائية لمنع انتشار وتفشي فيروس كورونا، حيث كانت المنطقة قد شهدت أولى حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19  في سوريا بين وافدين قادمين من إيران.

 

ورأى الكثير من سكان البلدة أن الإجراءات والتدابير التي رافقت الحجر، أرهقت كاهل سكان البلدة حيث يمثل المقام مصدراً اقتصادياً هاماً لهم، بالإضافة للمكانة الدينية، فمعظم سكان هذه البلدة يعتاشون على الأسواق التي يحركها زوار المقام من عدّة دول.

 

وقال الشيخ إبراهيم جمعة جرادة، وهو أستاذ العلوم الشرعية في "الحوزة الزينبية"، إن فتح المقام كان أمراً لابدّ منه،  فهو "عصب الحياة" ومحورها في بلدة السيدة زينب، وإن "فتح المقام سيكون ضمن إجراءات صحية صارمة، سواء من ناحية عمليات التعقيم اليومي لكل المرافق والساحات والأبنية في المقام، إضافة لتنبيه المصلين والزائرين لضرورة مراعاة التباعد وعدم التزاحم، وعدم لمس السياج المعدني الذي يحيط القبر".

 

وأضاف جرادة لـ "نورث برس": "من جهتنا كإدارة مقام السيدة زينب قمنا بما يلزم من إجراءات، والباقي متروك لوعي الزائرين وتقبلهم للتعليمات".

 

وتعرف بلدة السيدة زينب، التي تبعد /10/ كلم جنوب العاصمة دمشق، بكثافة عدد سكانها، خاصة بعد لجوء أبناء القرى المجاورة إليها أثناء سنوات الحرب السورية، كونها كانت تحظى بحماية أمنية نتيجة مكانتها الدينية لوجود مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب فيها.

 

وقال نادر كنعان الدراج، وهو صاحب محل لبيع الحلويات والمعجنات بالقرب من المقام، إن إغلاق منطقة السيدة زينب ومقاماتها الدينية وحوزتها ومدارسها الشرعية، "أضرّ باقتصاد المنطقة".

 

وأضاف: "المعيشة في منطقة السيدة زينب وتأمين المداخيل، مرتبطة بشكل وثيق بالمقام الذي لم يشهد إغلاقاً كما حصل في هذه الفترة، وحتّى أثناء أشدّ المعارك التي حصلت في محيطها قبل سنوات، ونأمل في عودة السياحة الدينية وفتح المجال أمام زائري المقام، مع اتخاذ كامل الإجراءات الصحية".

 

وكان فندق في منطقة "السيدة زينب" قد تحول إلى أول مركز للحجر الصحي في سوريا، بعد عزل الحكومة السورية للبلدة، مطلع نيسان/ أبريل الجاري، لتقييد الحركة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بعد أن تمّ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في أحد مبانيها.

 

وقال الدكتور حسين علي الحايك، وهو طبيب في مشفى الخميني في بلدة السيدة زينب، لـ "نورث برس"، إن اللجان الصحية الحكومية والأهلية في السيدة زينب أمام تحديات كبير وغير مسبوقة، لاسيّما مع احتمالية وقوع إصابات جديدة وبأعداد كبيرة بين رواد وزوار المقام، خاصة مع توقع قدوم وفود من السياح القادمين من بلدان مختلفة. 

 

وأضاف أنّ "الإجراءات الصحية لا يمكنها الحيلولة دون انتشار الفيروس مهما كانت صارمة ، لذلك فالحل الأفضل هو إيجاد أرضية طبية قادرة على مواجهة الجائحة في حال انتشارها، في ظل عدم قدرتنا على إغلاق المقام وتعطيل أسواق بلدة السيدة زينب ودورها الديني والسياحي لفترات طويلة ولمدد زمنية غير محددة".

 

وكانت الحكومة السورية قد قررت، مطلع نيسان/ أبريل الماضي، عزل منطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي، وتقييد الحركة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية فيها، بعد أن تمّ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في أحد المباني في البلدة.

 

بينما أعلنت وزارة الصحة السورية في الحكومة السورية في 17 أيار/ مايو الفائت، عن رفع الحجر الصحي عن منطقة السيدة زينب بريف دمشق بعد التأكد من عدم تسجيل أي إصابة جديدة بفيروس "كورونا" منذ بداية الشهر نفسه.