استياء في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب من إهمال الحكومة لملف مختطفيها

حلب – نورث برس

 

عادت قضية مفقودين وأسرى من بلدتي نبل والزهراء، شمال حلب، إلى الواجهة بعد إنجاز عملية تبادل جديدة للأسرى والسجناء بين القوات الحكومية وهيئة تحرير الشام وعودة شخصين كانا في عداد المفقودين إلى أهلهما في ريف حلب الشمالي.

 

ويتجاوز عدد المفقودين والأسرى من البلدتين لدى الفصائل المسلحة  المعارضة /250/ شخصاً بحسب قائمة مفقودين أعدتها جهات محلية في البلدتين.

 

وكانت عملية تبادل قد تمت في 20 أيار/ مايو الفائت بين قوّات الحكومة السورية وهيئة تحرير الشام بمنطقة دارة عزة في ريف حلب الشمالي الغربي، تبادل الطرفان فيها خمسة أشخاص، حيث تسلمت القوات الحكومية شخصين أحدهما عقيد طيار، وسلّمت بالمقابل ثلاثة عناصر من هيئة تحرير الشام كانوا سجناء لدى الحكومة السورية.

 

وقال عبد الهادي سليمان ديب (63 عاماً)، والذي أفرج عنه في صفقة التبادل الأخيرة، إنه بقي لمدة ستة أعوام بعد اعتقاله عندما كان يعمل سائقاً لشاحنة نقل بضائع بين المحافظات.

 

وأضاف لـ "نورث برس": "وأنا أقود شاحنتي على طريق حلب – حماة بالقرب من منطقة أثريا، تعرضت لكمين، وأتذكر جيداً أولئك المسلحين الذين اعترضوا الطريق وأشهروا السلاح في وجهي، واتهموني بالعمالة للقوات الحكومية وبالكفر، وبعد أن صادروا شاحنتي اقتادوني إلى سجن كان عبارة عن كهف في ريف حماة".

 

وأردف: "تعرضت للتعذيب في السجن، ثم نقلونا بعد فترة إلى سجن في ريف المهندسين غربي حلب، وبقيت فيه سنتين، ومن ثم إلى سجن بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي، حيث قضيت سنواتي الأخيرة قبل خروجي في صفقة التبادل التي لم أكن أعلم بها إلّا قبل يوم من الإفراج عني".

 

يقول ديب: "لم يخطر ببالي يوماً أن أتعرض لتلك المحنة القاسية".

 

أمّا والدة المختطف علي خليل، والذي يبلغ الآن /34/ عاماً وكان يعمل في محل "سوبر ماركت" بحي الأشرفية في مدينة حلب، فقالت لـ "نورث برس" إن كل ما تتمناه "هو إيجاد بصيص أمل يدلني على ولدي الذي فقد فجأة في مدينة حلب قبل ثماني سنوات، لا نعرف أين هو، ولا من اختطفه، ونعيش عذاباً يومياً ومتواصلاً في غيابه".

 

ويبلغ عدد سكان نبل والزهراء من الطائفة الشيعية، نحو /40/ ألف نسمة، عانوا بسبب الحصار الذي فرضته فصائل المعارضة المسلّحة وهيئة تحرير الشام " جبهة النصرة سابقاً"، بعد سيطرتها عليهما في منتصف العام 2012.

 

وكانت القوات الحكومية قد تمكنت، في شباط/ فبراير عام 2016 من فكّ الحصار ودخول البلدتين، إلا أن قضية المختطفين بقيت تؤرق حياة عائلات كثيرة فيهما.

 

وقال زكريا السمان 67) عاماً)، إنه فقد الاتصال بابنته زينب منذ خمس سنوات، حين كانت متجهة من حلب إلى دمشق بغرض إكمال الدراسة الجامعية، حيث تم إنزالها من الحافلة عند منطقة الزربة، وهو لا يعرف مصيرها حتى الآن.

 

ولكل مفقود ومختطف حكاية تختلف في التفاصيل وتتشابه في النتائج، فلايزالون جميعاً مجهولي المصير في ظلّ غياب جهود حقيقية تسهم في إنهاء معاناتهم ومعاناة ذويهم.

 

وقال عماد الشهبندر، وهو مسؤول محلي يتابع ملف المفقودين والمختطفين في نبل والزهراء، إن خطوات وزارة المصالحة في الحكومة السورية واللجان المنبثقة عنها قاصرة عن إيجاد حلّ لملف المفقودين والمخطوفين، لازالت جهودها قاصرة وغير كافية، بينما تتواصل جهات محلية مع أهالي المختطفين، لمساعدتهم في الكشف عن مصير المختطفين، وما آلت إليه أوضاعهم.