سوريون في غازي عنتاب التركية يشتكون الظروف الاقتصادية والمعيشية السيئة

اسطنبول ـ نورث برس

 

يشتكي السوريون المقيمون في غازي عنتاب التركية من الأوضاع المعيشية والتحديات التي تواجههم، والتي زاد من حدتها أزمة كورونا وغياب اهتمام السلطات التركية بهم، مطالبين في ذات الوقت بضرورة لفت الانتباه إلى أحوالهم للتخفيف قدر الإمكان من معاناتهم.

 

الناشطة الإعلامية "ملاذ الحمصي" وهي أم لطفلين اضطرت للخروج من مدينة حمص وحطت بها الرحال هي وزوجها في غازي عنتاب،  قالت لـ"نورث برس"، إن "أهم ما نعانيه هو غلاء إيجارات المنازل بالنسبة للمدخول الذي لا يتناسب أبدا مع الظروف المعيشية".

 

الأوضاع المعيشية

 

وأو ضحت "الحمصي" أنه على سبيل المثال متوسط إيجار المنزل في تلك المدينة هو /1000/ ليرة تركية وربما يزيد في بعض المناطق الأخرى منها، بينما دخل اللاجئ السوري يختلف حسب مهنته، ويجب ألا ننسى موضوع الحد الأدنى للأجور، فهناك أشخاص يعملون لمدة /10/ ساعات وأكثر ويتقاضون راتباً شهرياً يصل إلى /2000/ ليرة تركية فقط، لذلك فالوضع المادي صعب جداً على الجميع بشكل عام وعلى السوريين بشكل خاص".

 

وأبز ما يعانيه السوريون سواء في غازي عنتاب أو غيرها من المدن التركية هو مسألة استخراج الوثائق، فإن هذا الأمر بحد ذاته يشكل هاجساً يؤرقهم في حال أرادوا استخراج أي وثيقة رسمية من الدوائر الحكومية.

 

وقالت "الحمصي" إن "من الصعوبات الأخرى هو توقف استصدار بطاقة الحماية المؤقتة أو (الكملك)، إضافة لمسألة نقلها من مدينة لأخرى، علماً أن أمور النقل متوقفة حتى ما قبل أزمة كورونا، وأيضاً توقف منح الإقامات السياحية متوقفة من قبل الأزمة ذاتها، يضاف إلى ذلك أن عمليات نقل الوثائق من مدينة لأخرى أو من منطقة لأخرى ليست بالسهولة المتوقعة".

 

وتحدثت "الحمصي" عن مشاكل تواجه العمالة السورية في غازي عنتاب وقالت، إن "عدداً كبيراً من العمال السوريين غير مسجلين في التأمينات الاجتماعية، والسبب أن صاحب العمل يفضل تسريح العامل على أن يسجله في التأمينات، وبالتالي العامل مضطر للقبول بالشروط المفروضة من أجل الحصول على فرصة العمل وتأمين مصاريف الحياة اليومية، وبالتالي العامل متضرر كون لا حقوق له ورغم ذلك هو مضطر للقبول بهذا الوضع".

 

ووسط ما يعانيه السوريون تخرج وسائل الإعلامية التركية للقول إن السوريين أثروا على الاقتصاد في غازي عنتاب بشكل إيجابي، وذلك بفضل المهارات التي يمتلكونها، الأمر الذي أحدث أثراً إيجابياً في المجتمع والاقتصاد التركي.

 

حجم التحديات

 

اللاجئ السوري "نديم الشامي" والمهجر من جنوب العاصمة دمشق، وجد في غازي عنتاب مكاناً للاستقرار والمعيشة، مقارنة بغيرها من المدن الكبرى الأخرى، إلا أن الصدمة كانت في حجم التحديات التي كان على موعد معها.

 

وقال "الشامي" لـ"نورث برس"، إن "المعاناة في تلك المدينة تتمثل في كل شيء، بدءاً من المشاكل المادية والمعنوية وليس انتهاء بالاقتصادية".

 

وأضاف "الشامي" أن "الوضع الاقتصادي متردي جداً، فلا يوجد مصروف مناسب ولا يوجد عمل ولا توجد مقومات الحياة الكريمة التي نحلم بها".

 

وأشار "الشامي" إلى أن "ما زاد الطين بلة هو أزمة كورونا، فالناس باتت من دون عمل بعد إغلاق المحال التجارية لأبوابها، وحتى من كان يعمل فقد توقف عمله وبات من يملك محلاً تجارياً يفتح في ساعات الصباح الأولى ويغلق عند المساء، والنتيجة أن نسبة المبيعات لا تتعدى /200/ ليرة تركية فقط، وهنا أتحدث عن مبيعات محلات الجملة، فما بالك عن مبيعات محلات المفرق، لذا ما يجري هو شيء مخزي جدا".

 

غياب المساعدات

 

وشكا "الشامي" من غياب المساعدات الإغاثية خاصة في شهر رمضان الذي مضى وأيضاً مع استمرار أزمة كورونا وقال، إن "كثيراً من الجهات طلبت منا صورة الكملك من أجل توزيع المعونات علينا، وبعد أن تم جمع صور الكمالك وعناوين السكن وكافة التفاصيل، تفاجئنا أن المساعدات وصلت لعائلتين فقط من أصل ما يقارب /100/ عائلة، وعندما حاولنا الاستفسار عن السبب لم يجبنا أحد، لتبقى العائلات تعيش على أمل أن يوزع لها يوماً ما".

 

وتؤوي تركيا نحو ثلاثة ملايين و/700/ ألف لاجئ سوري بحسب مصادر رسمية، في حين تعتبر مدينة غازي عنتاب هي المدينة الثانية بعد إسطنبول التي تستقبل عدداً لا بأس به من السوريين، حيث ذكرت مصادر مهتمة بمتابعة أوضاع السوريين في تركيا أنه وبحسب الإحصائيات الرسمية فقد بلغ عدد اللاجئين فيها /451/ ألف لاجئ، بينما يعيش في إسطنبول نحو /600/ ألف لاجئ سوري.