مخيمات "الشيخ بحر" شمال إدلب تعاني من تهميش المنظمات الإنسانية

إدلب ـ نورث برس

 

يواجه قاطنو مخيمات "الشيخ بحر" في ريف إدلب الشمالي صعوبات وتحديات عنوانها الأبرز تهميشهم من قبل المنظمات الإغاثية التي لم تقدم لهم أي معونات منذ نحو خمسة أشهر تقريباً، ما زاد من حجم مأساة العائلات التي تضطر لتدبير أمورها من خلال تراكم الديون على عاتقها إلى حين أن يأتي الفرج، وفق ما تحدثت به مصادر من تلك المخيمات.

 

ويبلغ عدد مخيمات منطقة "الشيخ بحر" /17/ مخيماً، وكل مخيم يؤوي أكثر من /100/ عائلة نزحت من عدة مناطق بأرياف إدلب، ليستقروا في مخيم يفتقر لأدنى مقومات الحياة المعيشية، بحسب مدير أحد المخيمات المتواجدة في المنطقة.

 

مرارة العيش

 

ويعتبر مخيم "السلام" واحد من تلك المخيمات التي يعاني سكانها من مرارة العيش، وسط حاجتهم لكل شيء بدءاً من الماء والغذاء وصولاً للطبابة والتعليم.

 

وقال "خالد علي السويدان" مدير مخيم "السلام" لـ "نورث برس"، إن "المخيم يتألف من /95/ خيمة تؤوي /120/ عائلة نازحة منذ خمسة أشهر تقريباً من ريف معرة النعمان الشرقي".

 

وأشار "سويدان" إلى تردي أوضاع السكان في المخيم، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، حيث يحتاج سكان المخيم "للخبز والمساعدات المالية إضافة للخيام والسلام الغذائية وكتل الحمامات ومدرسة إضافة لتبحيص الخيام وعزلها عن حرارة الشمس". 

 

ونقل "سويدان" الحالة الصحية المتردية في المخيم وقال، إنه "مهما وجهنا النداءات تبقى الصورة أبلغ من الكلام، إذ أن الوضع الصحي متردي ويوجد نحو /15/ حالة أمراضٍ مزمنة، إضافة  لوجود نسبة كبيرة من العجزة والمقعدين".

 

وشكا "سويدان" من غياب المنظمات الإغاثية عن دعم قاطني المخيم وقال إنه "منذ فترة نزوحنا مطلع العام الجاري 2020 لم نحصل على أي مساعدة من المنظمات الداعمة، ونتحدى أي منظمة أن تقول إنها وزعت لنا معونات إنسانية أو طبية أو حتى ما يتعلق بسلال النظافة".

 

غياب الدعم

 

ولا يختلف الحال بالنسبة لقاطني مخيم "الوفاء" التابع أيضاً لمخيمات "الشيخ بحر"، من حيث الأوضاع المعيشية السيئة بسبب غياب الدعم الإغاثي.

 

وقال "أبو همام الإدلبي" مدير مخيم الوفاء، لـ "نورث برس"، إن "الناس في حالة يرثى لها في ظل غياب الدعم الإغاثي وغلاء الأسعار، إضافة إلى أن مصروف العائلة اليومي يبلغ /7000/ ليرة سورية كحد وسطي ويختلف من عائلة لأخرى حسب عدد الأفراد".

 

وعن كيفية تدبر العائلات لمصاريفها اليومية في ظل الواقع الاقتصادي والمعيشي السيء أوضح "الإدلبي" أن "غالبية قاطني المخيمات يضطرون للاستدانة من أجل تيسير أمور حياتهم اليومية".

 

وتنتشر في المخيم عدد من حالات الإصابة بأمراض مزمنة، وسط عدم وجود مركز صحي، إذ يضطرون لقطع مسافة تقدر بنحو /13/ كم للوصول إلى أقرب مشفى لتلقي العلاج، حسب "الإدلبي".

 

ويؤوي مخيم "الوفاء" /140/ عائلة نازحة من مناطق ريف معرة النعمان وجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، تغيب عنهم المساعدات أيضاً منذ عدة أشهر حسب ما ذكر مدير المخيم.

 

وفي 22 أيار/مايو الجاري، ضربت عاصفة هوائية شديدة مخيمات "الشيخ بحر" بمنطقة إدلب شمالي سوريا، ما أدى إلى تطاير عشرات الخيام وتضرر عدد من المخيمات، دون وقوع أي إصابات بين النازحين.

 

وتعليقاً على ذلك قال مدير "منسقو الاستجابة" المهندس "محمد حلاج" حينها لـ "نورث برس"، إنه "كالعادة مشاكل المخيمات في الشمال السوري لا تنتهي أبداً، سواء بالعواصف المطرية والأمواج الهوائية، إضافة للمعاناة جراء الحرائق وحالات التسمم، واليوم تم إضافة مأساة جديدة هي العواصف الهوائية، وقد تضررت أغلب مخيمات الشيخ بحر بسبب شدة الرياح التي تركزت في تلك المنطقة بشكل ملحوظ".