كوباني – فتاح عيسى- نورث برس
كان فرحان سعدو (13عاماً) يلعب مع أقرانه في إحدى ساحات قرية "كلته" بريف كوباني الجنوبي، شمال شرقي سوريا، حينما عضه كلب مسعور، تسبب لاحقاً بفقدانه لحياته بعد مرور نحو شهر على الحادثة.
ويتحدث سكان المنطقة عن ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة في مدينة كوباني وريفها مؤخراً، وتشكيلها خطراً على السكان خاصة مع فقدان الأمصال والأدوية الخاصة بمعالجة مثل هذه الحالات.
وتؤكد إدارة مشفى كوباني أن عدد الحالات التي تعرضت لعضات الكلاب الشاردة في المدينة وريفها منذ بداية العام الحالي وحتى أمس الأربعاء الـ27 أيار/ مايو الجاري، بلغ /43/ حالة.
وقال دحام سعدو(30 عاماً)، وهو شقيق الطفل فرحان، إنهم قاموا بإسعاف شقيقه إلى صيدلية في بلدة الجلبية بريف كوباني "وتلقى إبرة لداء الكلب، لكن لم نكن نعلم أن الكلب مسعور".
وأشار سعدو إلى أنه بعد ذلك تم مراجعة مشفى كوباني، حيث تم فحص شقيقه وإرشادهم ببعض التوجيهات الصحية، "كوننا كنا قد أخذنا الأدوية والمعقمات سابقاً من صيدلية في الجلبية".
و أفاد مدير مشفى كوباني بوزان شيخ بكر، لـ "نورث برس"، أن الطفل راجع المشفى في الـ /20/ نيسان/ أبريل الماضي "وكان قد أخذ لقاحاً من إحدى الصيدليات في بلدة الجلبية، حيث تم فحصه بعد تلقيه اللقاح، وإرشاد عائلته بتوجيهات ونصائح من قبل الطبيب المناوب".
وأضاف شيخ بكر أن الطفل بدا "بوضع صحي سيء" لدى مراجعته للمرة الثانية في الـ/22/ من أيار/ مايو الجاري، منوهاً أن الطفل كان من الممكن أن يشفى فيما لو حظي بعناية في الوقت المناسب.
صعوبة تأمين اللقاحات
ولفت شيخ بكر إلى عدم توفر الأدوية والأمصال المعالجة لداء الكلب لديهم، "بسبب صعوبة تأمينها من السوق حيث تكون هذه اللقاحات إما قادمة من مناطق النظام أو من العراق لأن المصل لا يباع في الصيدليات"، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية تقدم هذه اللقاحات للدول المعترف بها ولا تقدمها للإدارة الذاتية.
ووصل مؤخراً إلى مشفى كوباني /20/ لقاحاً لداء الكلب من مدينة القامشلي، إضافة إلى أن هيئة الصحة اشترت /36/ لقاحاً من السوق السوداء من مدينة منبج بسعر يتراوح بين /13/ و/16/ ألف ليرة سورية للقاح الواحد (الإبرة الواحدة)، بحسب شيخ بكر.
علاج الإصابة
بدوره أوضح الطبيب في مشفى كوباني، علي أحمد شاهين، أنه يجب على الأهالي مراجعة أقرب نقطة طبية عند تعرض الأطفال أو الأشخاص لـ "عضة كلب" من أجل إجراء واتخاذ التدابير اللازمة وخاصة تعقيم وتنظيف مكان الإصابة، وإعطاءه الجرعات اللازمة من لقاح "داء الكلب".
ويضيف شاهين أن علاج المصاب يحتاج إلى أربع جرعات إذا كان الكلب "مسعوراً، فيما سيحتاج المصاب إلى جرعة واحدة إذا كان الكلب الذي قام بعض الشخص من نوع أليف.
محمية طبيعية
في غضون ذلك، قال مستشار الإدارة العامة للبيئة في "إقليم الفرات" إسماعيل خالد إنهم بدأوا، أمس الأربعاء، بإنشاء محمية طبيعية (حيوانية ونباتية) أو ما يسمى بـ (القرية الأيكولوجية) والتي من المتوقع أن تساهم في حل مشكلة الكلاب الشاردة، ضمن المشروع الذي يتم دراسته منذ ثلاثة أشهر.
وأضاف خالد أن مشروع المحمية سيتضمن /24/ نوعاً من الحيوانات المحلية والمستوردة إضافة إلى /32/ نوعاً من النباتات المحلية والمستوردة، مشيراً إلى أن القسم الخاص بالكلاب الشاردة سيكون جاهزة خلال فترة أقصاها/15/ حزيران/ يونيو القادم.
وتبلغ تكلفة مشروع إنشاء محمية طبيعية في قرية قشلة/18/ جنوب شرق كوباني، /130/ ألف دولار على مساحة مبدئية /20/ ألف متر مربع (هكتارين) على أن يتم تنفيذه خلال /60/ يوماً، بحسب مستشار الإدارة العامة للبيئة في "إقليم الفرات"
وأوضح مستشار الإدارة العامة للبيئة أنه سيتم تجميع الكلاب بطرق آمنة من قبل الجهات المختصة ليتم وضعها في المحمية.