المبعوث الأمريكي إلى ليبيا لـ "نورث برس": زج تركيا بمرتزقة سوريين يقلل فرص التفاهم في ليبيا

واشنطن – هديل عويس-نورث برس

 

أعرب المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، جوناثان واينر عن قلق بلاده من زج تركيا بمرتزقة سوريين للقتال في ليبيا، وما قد يؤدي إليه من تقليل فرص التفاهم بين أطراف النزاع فيها. وسط تحذيرات من منظمة الهجرة الدولية من تحول البلاد إلى مركز للتهريب والاتجار بالبشر.

قلق أمريكي

وقال المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، في تصريحات خاصة لـ "نورث برس" إن القلق الرئيسي للولايات المتحدة هو الزج بمرتزقة سوريين في القتال بليبيا، ما يقلل من فرص التفاهم بين الليبيين ويعزز الفوضى في شمال أفريقيا.

 

وأضاف أن "الرئيس ترمب يخاطب الجانب التركي للضغط لأجل خفض التصعيد في ليبيا وفي مقدمة ذلك وقف إرسال المرتزقة". 

 

وكان الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية مايك بومبيو قد تدخلا عقب تقدّم القوات التابعة لحكومة السراج في مناطق حيوية في غرب ليبيا للضغط على تركيا لوقف القتال والتفاوض سلمياً، حيث أعرب الرئيس ترمب في مكالمة مع نظيره التركي عن "قلقه بشأن تفاقم التدخل الأجنبي في ليبيا وضرورة خفض التصعيد السريع". 

 

وأوضح المبعوث الأمريكي لـ "نورث برس": أن "ترمب تحدث لأردوغان لوقف التصعيد في ليبيا لأن إرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا يثير مخاوف واشنطن".

 

وعبر الرئيس "ترمب" في مكالمة هاتفية صباح السبت الفائت مع الرئيس التركي رجب أردوغان، عن "قلقه بشأن تفاقم التدخل الأجنبي في ليبيا وضرورة خفض التصعيد السريع"، كما تحدّث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع رئيس الوزراء الليبي فايز السراج للتأكيد على أن الولايات المتحدة تعارض عمليات توريد الأسلحة والذخيرة من لاعبين خارجيين الى ليبيا داعياً "السراج" إلى الوقف الفوري للقتال والعودة إلى الحوار السياسي. 

 

ولفت المبعوث الأمريكي إلى أن "الولايات المتحدة لا تملك دوراً كبيراً للقيام به في ليبيا إلا أنها تسعى لمنع وصول مرتزقة إلى ليبيا لإذكاء الحرب وقد تقوم الإدارة  بالمزيد من الجهود في اجتماعات مغلقة وغير معلن عنها مع أطراف آخرين في المشهد الليبي". 

"اتجار بالبشر"

في سياق متصل قالت المتحدثة باسم منظمة الهجرة الدولية صفاء مسيحلي لـ "نورث برس": إن "ليبيا باتت مركز للتهريب والاتجار بالبشر في أفريقيا وعلى الحكومة الليبية تحمل مسؤولياتها".

وحذرت "مسيحلي" من تفاقم استغلال الحرب في ليبيا من قبل تجار ومهربي البشر الذين يستغلون الأعمال العدائية في ليبيا لتوسيع شبكات التهريب التي تقود المهاجرين من ليبيا وأفريقيا إلى تحديات خطيرة تمنعهم من أبسط حقوقهم واحتياجاتهم خاصة في ظل غلق أبواب الهجرة في الدول الأوروبية  وما يعرض الفقراء واليائسين  للاستغلال.

استنزاف لتركيا

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لا يبذلون أي جهود تذكر لوقف الحرب في ليبيا، ففي حين يبدو الموقف الرسمي الأمريكي داعم لحكومة السراج في العلن، إلا أن المؤشرات الأخيرة بحسب اتهامات مقربين من تركيا تشير إلى أن الرئيس "ترمب" يفضل جانب المشير خليفة حفتر المدعوم من الإمارات ومصر وروسيا.

 

ويتهم الكاتب والمحلل الليبي أحمد السواحلي الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي بإعطاء المشير خليفة حفتر الفرصة تلو الأخرى لتمكينه من السيطرة على ليبيا كلما ضعفت قواته عسكرياً، وذلك بسبب توقيت التدخل الأمريكي للضغط على أردوغان لوقف القتال.

 

ويرى "السواحلي أن "أمريكا وبريطانيا وإيطاليا متورطين بهذا التعامي عن دور حفتر، بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة والدورين النشطين لفرنسا وروسيا في دعمه". 

 
وكتب المحلل السياسي كايل أورتون، والمعروف بمواقفه الداعمة للحكومة التركية، متهماً الولايات المتحدة بأنها تتخاذل عن دعم حكومة السراج والضغط بالشكل اللازم لوقف عمليات المشير حفتر.

 

واعتبر "أورتون" أن الولايات المتحدة تبدي حتى اليوم اعتراضاً ضعيفاً وخجولاً على التدخلات الروسيةـ على الرغم من اعتراض بعض المؤسسات مثل البنتاغون على حفتر، "إلا أن الرئيس ترمب لا يزال مع المعسكر المؤيد لحفتر".

 

وكانت القوات المتحالفة مع السراج قد سجّلت سلسلة مكاسب في غرب ليبيا منها السيطرة على قاعدة "الوطية" الجوية الكبرى غرب العاصمة طرابلس الأسبوع الماضي قبل أن تتدخل الولايات المتحدة للضغط على تركيا وحكومة السراج لوقف القتال.