مع انتهاء الموسم الرمضاني.. متابعة خجولة وانتقادات للدراما السورية

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

 

شهد الموسم الرمضاني لهذا العام تراجعاً كبيراً في مستوى الدراما السورية المقدمة، وسط انخفاض متابعة أعمالها وانتقادها من قبل المشاهدين والنقاد، سواء على صعيد الموضوعات المعالجة أو الإخراج وحتّى على مستوى الكم.

 

وكانت الدراما السورية تحظى بسمعة طيبة و متابعة جماهيرية كبيرة استمرت لسنوات منذ أن أطلق المخرج هيثم حقي مسلسله الشهير "سيرة آل الجلالي" في تسعينيات القرن الماضي، فكان سفير الدراما السورية إلى الشاشات العربية، بالإضافة لمسلسلات المخرجين نجدة أنزور وهشام شربتجي.

 

لكن التراجع في مستوى الدراما السورية، وفق نقاد ومختصين، استمر عبر مواضيع مكرّرة وبعيدة عن الواقع و لا تلامس الهموم الحقيقية للناس، إذ لم تخلُ المقالات النقدية لهذا العام من أوصاف من قبيل "سيء، هزيل، مخيب للآمال" في تقييم الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني.

 

 إلى جانب ردود عدد من المشاهدين نحو "شاهدت بعض الحلقات ولم أستطع المتابعة"، والتي توافقت إلى حدّ بعيد مع آراء نقاد.

 

"أخطاء لا تغتفر"

 

وقالت ريم عيزوقي، وهي طالبة دبلوم في العلوم السينمائية وفنونها، لـ "نورث برس": "أغلب المواضيع المطروحة سطحية، وهناك أخطاء إخراجية لا تغتفر".

 

وقال الممثل المسرحي سليمان هندي، لـ "نورث برس"، إن "أغلب الأعمال وقعت في فخ التكرار وخصوصاً أعمال البيئة الشامية، فهي لم تقدم أي جديد".

 

وأضاف: "رغم أنّ بعض الأعمال لاقت نجاحاً، إلّا أنّه لا يخفى على أحدٍ أنّ المستوى العام للدراما السورية أصبح متدنياً ".

 

واستغرب هندي التراجع الحاصل بعد سنوات التألق الطويلة، ورأى أنّه "من الضروري أن يجدوا حلاً يعيد المشاهد لمتابعة الأعمال السورية".

 

ورأت رغد أبو حسن، وهي خريجة من قسم الغرافيك في كلية الفنون الجميلة، لـ "نورث برس"، أنّ بعض الأعمال تحتوي أفكاراً جيدة إلّا أنّ طريقة تقديمها سيئة، "إنّهم لا يهتمون لعين المشاهد، فتبدو الإضاءة كأنّها إنارة، ولا تضيف أي بعد جمالي للصورة".

 

وأضافت "لا أحد يعير التشكيل اللوني أي اهتمام مع أنّ عين المشاهد يجب أن تبقى مرتاحة كي يستمر بالمتابعة، وللأسف أحياناً تتنافر ألوان ملابس الممثلين مع ألوان الأثاث أو الجدران، وكأن القائمين على هذه الأعمال لا يمتلكون أي ثقافة تشكيلية، مع أنّ التلفزيون فنّ بصري بالدرجة الأولى".

 

"غياب النصوص الجادة"

 

 بينما أعادت الصحفية باسكال تابت، المشكلة إلى ثقافة المنتج،  الذي يتعامل بطريقة "غير لائقة مع الكتاب المحترفين، وهكذا سنتابع نصوصاً عرجاء يكتبها  من لا يملكون دراية بأصول الكتابة الدرامية".

 

وأشارت إلى أنّ فتح الباب أمام من شاء ليمارس الإخراج سيؤدي إلى هذه المستوى بالتأكيد، و"سنجد أنفسنا أمام دراما يصنعها أميون، وهي بالتأكيد لن تحظى بأي متابعة أو احترام.

 

 ويضيف، "أعرف مونتير إعلانات يتصدى الآن لإخراج الأعمال الدرامية كما أني أشعر بالشفقة على الممثلين الذين تنطفئ نجوميتهم فيتّجهون للإخراج، حتى صار عمل من لا عمل له".

 

"الشللية"

 

 ولفتت "تابت" الانتباه إلى النتيجة المنطقية لـ "الشللية" المنتشرة في الوسط الفني، أدت إلى "أن نرغم على متابعة ممثل أو ممثلة دون أي لمسة موهبة، في حين يعج الوسط بالمواهب الفنية الفذّة ولكن يتم استبعادها دون أسباب واضحة".

 

الجدير ذكره أنّ لجنة صناعة السينما والتلفزيون وهي الجهة التي تمنح تراخيص شركات الإنتاج الفني تشترط على الراغب بالإنتاج الفني أن يكون لديه رصيد مالي كافي، ولا تشترط أي مستوى من التعليم أو الثقافة، وكذلك فإنّ نقابة الفنانين تمنح إذن العمل لمن يرغب بالإخراج شرط أن يدفع الرسوم المطلوبة فقط.