مع تحليق الأسعار .."كباب الديك" بديل اللحوم الحمراء على موائد الحلبيين خلال العيد
حلب – سام الأحمد
دفع الارتفاع غير المسبوق في أسعار اللحوم بحلب السكان إلى التوجه للاعتماد على الفروج لتحضير موائد العيد، حتى لو كان للشواء الذي يعتبر بالنسبة للبعض أحد طقوس الأعياد.
بديل بربع القيمة
ويقول باعة فروج إن "كباب الفروج" أو ما يعرف أيضاً بـ"كباب الديك" لاقى رواجاً واسعاً كبديل عن كباب اللحم الأحمر خلال السنوات الماضية لدى عدم تمكن العائلات من شرائه بعد الارتفاع الكبير في الأسعار. حيث يقوم بائعوه بخلط صدر الدجاج مع شحم الغنم لتقديم مستلزمات الشواء بحوالي ربع قيمة ما تكلفه اللحوم الحمراء.
وقال طارق مروش، وهو صاحب محل لبيع لحم الفروج في حي الأكرمية، لـ "نورث برس": "نقوم بخلط صدر الدجاج مع دهن الغنم وشحمه بحيث يصبح مزيجاً متجانساً نطلق عليه كباب الفروج أو كباب الديك".
وأضاف أن هذا "الكباب" يلقى إقبالاً كبيراً على شرائه، لا سيّما وأن ثمن الكيلوغرام الواحد منه لا يتعدى ثلاثة آلاف ليرة سورية، في حين يباع الكيلو من لحم الغنم بـ /13/ ألف ليرة".
"تحايل على الفقر"
وقال محمد زيني (40 عاماً)، وهو موظف حكومي يسكن في حي الأكرمية، لـ "نورث برس": إن راتبه اليوم يعادل ثمن ثلاثة كيلوغرامات من لحم الغنم، "أي أنني لا أستطيع حتّى شراء كميات قليلة من هذا اللحم، وكباب الديك بات الحل الأمثل لغياب مادة اللحم عن موائدنا".
وقال أيضاً: "عملياً المواطن ذو الدخل المحدود لم تعد تعنيه جودة المنتج، بل بات رخص الثمن هو ما يستهويه، خاصّة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي نتعايش معها مكرهين، فلا حلول بأيدينا سوى التحايل على الفقر".
أولوية السعر
وغابت اللحوم الحمراء عن معظم الموائد الحلبية هذا العام لارتفاع أسعارها وخضوعها لتقلبات السوق وانهيار قيمة الليرة السورية، في حين أصبحت الأولوية بالنسبة لمعظم الزبائن هو سعر السلعة بالدرجة الأولى دون الاهتمام فيما إذا كان للمنتج أية عوارض صحية.
وقال محمد الحمدو، رئيس قسم المشتريات في مؤسسة "السورية للتجارة" في حلب، لـ "نورث برس"، إن اللحوم الحمراء تفلت كغيرها من المواد من عملية ضبط الأسعار، "ورغم جهودنا كمؤسسة لم نستطع تخفيض سعر اللحوم الحمراء لما دون عشرة آلاف ليرة".
ويرى الحمدو أن أصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون تحمل أسعار اللحوم، إلا أنه يحذر من "كباب الفروج الذي ربما لا يخضع لشروط صحية وقد تطاله يد الغش".
وقال، "بعض أصحاب محال بيع الفروج يخلطون معه شحوم غنم أو شحوم دجاج بطريقة غير مدروسة وصحية، لذلك الأفضل للمشتري لهذا النوع أن يشرف على عملية خلط اللحم الأبيض مع شحم الغنم تلافياً لأي عملية غش قد تنتج عنها عوارض صحية".