"تبعثروا كحفنة حُمُّص".. لا عزاء لنازحي سري كانيه وتل أبيض في عيد الفطر
كوباني – فتاح عيسى- نورث برس
يمر عيد الفطر هذا العام على نازحي منطقتي تل أبيض وسري كانيه وسط ظروف معيشية صعبة يعيشونها بعيداً عن منازلهم وقراهم ومدينتهم، حيث يصف بعضهم أجواء العيد بأنها "لا نكهة لها" بعيداً عن أصدقاءهم وأقاربهم وجيرانهم الذين "تبعثروا كحفنة حُمُّص" في عدة مناطق في شمال شرقي سوريا.
وقال حجي محمود خليل (46 عاماً) والذي ينحدر من قرية قزعلي بريف تل أبيض الغربي، إنه لم يشعر بفرحة العيد بعيداً عن قريته وعائلته وأقربائه، الذين يعيشون في ريفي كوباني الجنوبي والشرقي ويسكنون في منازل شبه مهجورة.
وأضاف، "لم أستطع شراء ألبسة العيد لأطفالي، بسبب ارتفاع أسعارها. الظروف السيئة التي نعيشها بسبب تركيا والفصائل التابعة لها التي احتلت أرضنا".
وكانت قد شنت تركيا مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها في التاسع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019 هجوماً برياً وجوياً على مناطق شمال وشرقي سوريا، انتهت بسيطرتها على منطقتي تل أبيض وسري كانيه، ما تسبب بتهجير أكثر من /300/ ألف شخص، وفق إحصائيات الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا.
وأضاف خليل أنهم تركوا أرضهم وقريتهم وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية التي لا يستطيعون حصادها بسبب الحرب، "تحترق قلوبنا حزناً على ما حل بقريتنا، لا نستطيع الذهاب إليها، بسبب القوات التركية والفصائل".
وأشار إلى أنهم يعيشون أوضاعاً مأساوية في كوباني، "الكل يشغله سعر صرف الدولار، في ارتفاع أجرة المنازل، وارتفاع أسعار المواد الغذائية. الوضع المعيشي بالنسبة لنا سيء".
وعندما وصل خليل إلى كوباني قبل نحو ثمانية أشهر استأجر منزلاً في كوباني بـ /250/ ألف ليرة سورية سنوياً، لكن أصحاب المنزل يطالبونه حالياً بـ /500/ ألف ليرة كأجرة سنوية وهو ما سيكلفه المزيد من التكاليف المادية.
وتشهد الأسواق في مدن ومناطق سوريا مؤخراً، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار نتيجة ما منيت به الليرة السورية من هبوط حاد أمام العملات الأجنبية ولا سيما الدولار الأمريكي منذ نحو شهر إذ سجل سعر الصرف في مدينة كوباني اليوم الثلاثاء /1730/ ليرة مقابل الدولار الواحد.
من جانبه لفت أحمد جاسم رسول (51 عاماً) والذي ينحدر من قرية تل فندر/ 5/ كم غرب تل أبيض ولديه عشرة أبناء، إلى أنهم لم يشعروا بأجواء العيد في ظل تشردهم وبعدهم عن أرضهم وقريتهم، وارتفاع أسعار حاجيات العيد من الألبسة والحلوى.
وكان قد نزح أكثر من /100/ شخص من قرية تل فندر أثناء الهجمات التركية على المنطقة، ولجأوا إلى عدة أماكن في الرقة والحسكة وديريك وكوباني، بحسب ما أفاد به رسول.
وقبل سيطرة تركيا وفصائل المعارضة على قريته، كان رسول كغيره من سكان القرية يعمل في الزراعة، "لكننا الآن عاطلون عن العمل ووضعنا المعيشي سيء".
زيارة المقابر
ويحاول رسول أن يعود بذاكرته إلى الوراء قليلاً، وكيف كانوا يحتفلون بالعيد بين أقاربهم وأهلهم في القرية، حيث كانوا يتبادلون الزيارات، ويذهبون إلى مقبرة القرية صبيحة اليوم الأول من العيد، "ولكن في هذا العيد لا أستطيع زيارة قبري والدي ووالدتي لأن المنطقة تحت سيطرة المسلحين".
وقال محمد صالح رشيد (22عام) وينحدر من حي زرادشت في سري كانيه ويعيش أجواء العيد لأول مرة خارج مدينته، إن "أجواء العيد الفائت كانت أفضل بالنسبة لي حيث كنت مع أصدقائي في مدينتي".
وأضاف، "جميع أصدقائي تشردوا وبات كل واحد منهم يعيش في منطقة بعد قصف الاحتلال التركي لمنطقتنا حيث يعيش بعضهم في إقليم كردستان العراق وآخرون في الحسكة وبعضهم في القامشلي بينما أعيش أنا في كوباني".