اللاذقية – نورث برس
تعاني مدينة اللاذقية وريفها على الساحل السوري، منذ أكثر من أسبوع أزمة خانقة وشحاً في مياه الشرب بالرغم من غنى هذه المدينة بالسدود والينابيع التي فاضت هذا العام نتيجة ارتفاع معدل هطول الأمطار.
وازدادت المعاناة من انقطاع المياه لثلاثة أيام بشكل متواصل ضمن بعض أحياء المدينة وتقطع وصولها إلى أحياء أخرى قبل حلول عيد الفطر مثل حمام الدعتور الرمل جنوبي المدينة، وفي مناطق مثل سنجوان وسقوبين واسطامو بريف اللاذقية إلى جانب ريف محافظة جبلة.
ويضطر سكان منطقة القنجرة شمالي اللاذقية، إلى شراء المياه من صهاريج جوالة.
وقالت زينب رسولو، (60 عاماً)، من سكان المنطقة لـ"نورث برس" إنه مع قدوم فصل الصيف من كل عام تقل المياه ولا تصل في أغلب الأحيان، مستنكرة التوزيع غير العادل بين الريف والمدينة.
وأضافت، "على الرغم من أن منطقتنا لا تبعد كثيراً عن المدينة فأنا أدفع كل أسبوع خمسة آلاف ليرة لتعبئة الخزان وهو مصروف لم يكن بالحسبان بالنسبة لدخلنا".
أما ياسر سرحين، (45 عاماً)، من منطقة الحمام في مدينة اللاذقية وموظف بالإسكان العسكري، أكد أن المياه تصل إليهم مرة واحدة كل خمسة أيام، "ولا نعلم سبب الانقطاع بالرغم من وفرة المياه لدينا".
وقال، "لا يمكنني تعبئة الخزان عن طريق الصهاريج فهذا عبء إضافي على راتبي".
وتعتمد منطقة عين البيضاء بريف اللاذقية الشمالي على الينابيع في تلبية احتياجات السكان، إلا أن المنطقة تعاني من نقص في المياه.
وقال أبو علي سليمان وهو مزارع في منطقة عين البيضاء بريف اللاذقية الشمالي، "المياه نادراً ما نشاهدها ويعود السبب لاستجرار المياه من قبل بعض الناس بطرق غير شرعية، فالعشرات من المزارعين في المنطقة يملكون عشرات الدونمات والمياه متوفرة لديهم، أما نحن لا نتمكن من تعبئة خزان مياه".
وفي قرية الحويز بريف جبلة، قالت عواطف علي، (40 عاماً) وهي ربة منزل، "نضطر لشراء براميل بلاستيكية لتعبئة المياه التي تنقطع في الصيف، فالمياه لا تصل إلى الخزانات بالرغم من وجود مضخات لكن استجرار المياه واستخدامها بطرق غير شرعية أحد الأسباب الرئيسة التي تؤدي لعدم وصولها إلينا".
بدورها، عللت مديرية مياه الشرب في اللاذقية في تصريحات صحفية، أن سبب انقطاع المياه خلال الفترة الماضية هو عطل في محطة كهرباء حماة، ما أدى لانقطاع الكهرباء بشكل مطول في كثير من المناطق، وبالتالي أدى للانخفاض في الوارد المائي للمحافظة.
وقالت مديرية المياه، "حاول الطاقم الفني وضمن الإمكانيات المتوفرة إدارة الوضع في المدينة"، إلا أن الانقطاع لا يزال مستمراً.
أما بالنسبة لمناطق ريف اللاذقية وعدم وصول المياه بشكل منتظم، أرجعت المديرية السبب إلى "التعديات الكبيرة على خطوط الجر بهدف السقاية، حيث تحاول ضبط الظاهرة في حال ورود أي شكاوى".