دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
غابت مظاهر عيد الفطر التي اعتادها سكان دمشق في السابق هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار وعدم القدرة على تأمين حاجيات العيد، إضافة للإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا.
وقال معن محمود وهو فنان في مجال النحت لـ"نورث برس" إن بهجة العيد هذا العام قد غابت عنا "شعرت بحرج شديد لأني لم أستطع شراء ملابس جديدة للأولاد فالأسعار فوق التصور قياساً بالدخل".
وفقدت أيام العيد خصوصيتها وبهجتها عمَّا كانت في السابق، بحسب ما قالت ليليان مصطفى، من سكان العاصمة دمشق.
وأضافت، "زارنا بعض الأقارب في أول أيام العيد ولكني أمضيت باقي الوقت في المنزل ولم أخرج إلى أي مكان فجميع المطاعم والمقاهي مغلقة بسبب كورونا، وحتى لو كانت مفتوحة لا أعتقد أن أحداً يستطيع تحمل كلفتها بسبب الغلاء غير المعقول في الأسعار في الفترة الأخيرة".
الاقتصار على التواصل الاجتماعي
واقتصر العيد على تبادل التهاني "الخجول" عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط.
وقالت شوق إسماعيل، إن التواصل بين الناس في العيد اقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي وتبادل التهاني غير المكلف.
"التواصل المباشر عبر الزيارات صار مكلفاً للغاية فالانتقال بين المناطق يحتاج لميزانية خاصة لارتفاع أجور المواصلات ومخاطر الإصابة بكورونا".
"الحكومة هي السبب"
بدورها، ألقت، كاتيا مكارم، وهي طالبة بكلية الفنون الجميلة مسؤولية غياب بهجة العيد على الجهات الحكومية، متسائلةً "كيف يشتري رب الأسرة ملابس العيد لأسرته وكامل دخله الشهري لا يكفي لشراء ملابس لشخص واحد، إنهم يعاملوننا كقطيع وهذا منتهى الذل".
ومما أثر بشكل سلبي على حركة الأسواق، ما شهدته الليرة السورية من انخفاض غير مسبوق منذ مطلع الشهر الجاري، مقابل سعر صرف الدولار الأمريكي، حيث وصل سعر صرفها ما يقارب /1800/ ليرة سورية للدولار الواحد، ما يعادل /29/ ضعفاً من قيمتها مقارنة مع عام 2011، حيث كان سعر صرف الدولار /50/ ليرة.
وأشار تقرير لبرنامج الغذاء العالمي "WFP"، صدر في آذار/ مارس الفائت، إلى أن /8/ ملايين من سكان سوريا مهددون بخطر الجوع نتيجة فقدان مصادر الدخل الكافية لتأمين احتياجاتهم الغذائية الكافية.
بينما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تقرير سابق صدر في آب/ أغسطس 2019 أن أربعة من بين خمسة أشخاص من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
ويرى مراقبون للشأن الاقتصادي أن الوضع قد يتجه للأسوء خلال الفترة القادمة خصوصاً أن البلاد باتت على موعد قريب من تطبيق قانون قيصر الأمريكي القاضي بفرض عقوبات شديدة على دمشق وعلى الكيانات المتعاملة معها.