"البنزين الممتاز" في القامشلي.. محطة واحدة فقط للتوزيع وبسعر قياسي

القامشلي – عبدالحليم سليمان – نورث برس

 

يركن محمود العلي (55 عاماً)، سيارته الخاصة بالأجرة (تكسي) في زاوية الشارع العام وسط مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، محتاراً في تحديد سعر مناسب لتوصيل الزبائن، بعد ارتفاع سعر ليتر البنزين المناسب لسيارته وانقطاعها عن معظم محطات الوقود في المدينة.

 

وتشهد القامشلي منذ الفترة القليلة الماضية، ارتفاعاً غير مسبوق في سعر "البنزين الممتاز"، حيث وصل سعر اللتر الواحد إلى /1000/ ليرة سورية (ما يعادل 0.60 دولار)، بعدما أن كان يباع بـ /600/ ليرة (0.36 دولار) في السابق.

 

ويتوفر هذا النوع من البنزين في محطة وقود واحدة في القامشلي ورغم ارتفاع سعره، يشكو سائق التكسي من رداءة جودته، "تسمع أصوات الصبابات عند الضغط على المحرك".

 

وقال "كسائقين نحتاط من توصيل الركاب إلى أماكن بعيدة لا سيما خارج المدينة أو السفر لمسافات طويلة خوفاً من أن يلحق استخدام البنزين المتوفر، الضرر بمحركات سياراتنا و تعطلها".

 

ويباع اللتر الواحد من "البنزين العادي" بـ /100/ ليرة سورية (0.06دولار)  بينما يباع "السوبر" وهو المكرر مرتين ويعلو العادي جودةً بـ /210/ ليرة سورية (0.12 دولار)، أما "الممتاز" فقد كان يباع بـ /600/ ليرة قبل أن يصل سعر اللتر الواحد إلى /1000/ ليرة.

 

ويلجأ البعض من السائقين إلى استخدام "البنزين العادي" أو "السوبر"، وخلطها مع "الممتاز" لتحقيق توفير في سعر البنزين المستخدم، لكن هذه العملية أيضاً تلحق الأضرار بمحركات سياراتهم.

 

ودعا السائق محمود العلي، الجهات المسؤولة في الإدارة الذاتية إلى توفير "البنزين الممتاز" بجودة عالية لتخفيف الأضرار التي تلحق بسياراتهم بالإضافة إلى خفض سعره.

 

وقال صاحب إحدى محطات الوقود في القامشلي لـ"نورث برس" مفضلاً عدم الكشف عن اسمه إنهم طلبوا من شركة "سادكوب" وهي شركة محروقات محلية في بلدة رميلان شرقي القامشلي، بتوفير مادة "البنزين الممتاز" بعد استنفاد احتياطي الوقود في محطته، لكن الشركة أجابتهم بعدم توفرها.

 

وأشار صاحب المحطة إلى أن "سادكوب" هي من تحدد سعر ليتر مادة البنزين بأنواعها، بما في ذلك رفع سعر "البنزين الممتاز من /600/ ليرة سورية إلى /1000/ ليرة.

 

من جانبه قال صادق محمد الخلف الرئيس المشارك لإدارة المحروقات العامة في شمال وشرقي سوريا خلال اتصال هاتفي، لـ "نورث برس"، إن الإدارة الذاتية تستورد هذا النوع من البنزين من خارج البلاد بالدولار، في إشارة إلى إقليم كردستان العراق، ونوه أن الارتفاع الذي طرأ على السعر يعود إلى انهيار قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.

 

ومنذ مطلع عام 2020، ارتفعت قيمة صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية بنسبة 60 %، إذ أنهت الليرة تعاملات 2019 في السوق السوداء عند /915/ مقابل الدولار الواحد، بينما بلغ سعر صرفه في الأيام الماضية أكثر من /1700/ ليرة.

 

ولم يكشف المسؤول في إدارة المحروقات لـ "نورث برس"، أسباب توفر "البنزين الممتاز" في محطة وقود واحدة في مدينة القامشلي، فيما أشار إلى أن "البنزين العادي" و "السوبر"، لم يطرأ على سعريهما أي تغيير.

 

ومن جانبٍ آخر أخبر مصدر مسؤول "نورث برس"، عن أن السبب يعود لمحدودية كمية "البنزين الممتاز" وأن السعر الجديد يشكّل عبئاً عليهم، لذلك حصروا بيع هذه المادة في محطة محروقات واحدة تابعة للإدارة الذاتية تجنباً لخسارة أصحاب محطات الوقود الأهلية والخاصة على حد وصفه.