الغلاء يحرم ذوي الدخل المحدود في ديريك من استكمال احتياجات العيد

ديريك – سولنار محمد – نورث برس

 

يتجول خالد سلو (40 عاماً) برفقة زوجته وسط سوق مدينة ديريك، أقصى شمال شرق سوريا، لاستكمال شراء ملابس جديدة لطفليه الصغيرين، متمنياً كغيره من سكان المنطقة أن يلبي حاجة صغيريه من تلك الثياب التي تمثل جانباً من فرحة العيد.

 

وشهدت الأسواق في مناطق شمال شرقي سوريا عموماً، ارتفاعاً باهظاً في أسعار البضائع والسلع التجارية نظراً للانهيار المتسارع لقيمة الليرة السورية أمام السلع والعملات الأجنبية في الآونة الأخيرة، وهو ما أثر على حركة الأسواق التي كانت تشهد نشاطاً اكثر قبيل العيد.

 

ويقول "سلو" وهو من سكان مدينة ديريك، "تفاجأنا بارتفاع الأسعار إلى هذا الحد، وهذا يؤثر سلباً خاصة على العائلات ذوات الدخل المتدني".

 

ويتابع "سلو" حديثه لـ نورث برس" واقفاً أمام أحدى متاجر الألبسة: "لدي طفلان، اشتريت لهما حتى الآن ألبسة بـ /28/ ألف ليرة سورية وأعتقد أنني سوف أدفع المبلغ نفسه لاستكمال حاجتهما من الألبسة".

 

وقال سليم رشيد (45 عاماً) وهو بائع ألبسة في ديريك، "الإقبال ضعيف مقارنةً مع العام الفائت والسبب هو الغلاء، حيث ارتفع سعر قطعة كنا نبيعها سابقاً بألفي ليرة إلى ستة آلاف ليرة".

 

وأوضح أن انخفاض حركة الشراء أثر بدوره على الباعة أيضاً الذين لا يمكنهم شراء البضائع اللازمة لعائلاتهم كما في الأعوام السابقة، بسبب الغلاء وكذلك الإغلاق الذي فرضته المخاوف من فيروس كورونا المستجد.

 

ويرجع "رشيد" جانباً من أسباب ارتفاع الأسعار إلى التجار الذين "يتحكمون بالأسواق ويبيعون البضائع بحسب أهوائهم" حيث قاموا بتخزين البضائع ورفدها إلى السوق في فترة العيد لرفع أسعارها بشكل كبير.

 

ويتابع: "نحن مضطرون للشراء، فإذا لم نشتري سوف نغلق محلاتنا"، مبيناً أن السوق يشهد حركة نشطة للسكان ولكن هناك ضعف في عملية الشراء، فمعظمهم يعودون لبيوتهم دون استكمال احتياجاتهم.

 

لكن جوان محمود (38 عاماً)، وهو بائع ألبسة أطفال في ديريك، لديه رأي مختلف، فهو يرى أن البضائع التي اشتروها سابقاً تباع "بسعرٍ خاسر"، مشيراً إلى أن "هناك قطع كنت أبيعها قبل عيد نوروز بـ /15/ ألف ليرة سورية وأبيعها الآن بنفس السعر، في حين تعادل قيمتها في الوقت الحالي /23/ ألف ليرة مقارنة مع سعر صرف الدولار".

 

وأضاف البائع أن البنطال الذي كان يباع سابقاً بسعر ألفي ليرة سورية، وصل سعره الآن إلى /4.500/ ليرة في حين يصل سعر طقم ولادي صغير إلى /18/ ألف ليرة، مضيفاً "معظم المحلات ستغلق أبوابها اذا بقي الوضع على هذا النحو".

 

ويستمر تدهور قيمة الليرة السورية مع عدم استقرار في أسعار الصرف، حيث تراوحت قيمة الدولار الأمريكي الواحد خلال الأسبوع الفائت بين  /1.600/  و/1.900/ ليرة سورية.