مهجرات من عفرين يحضِّرن معجنات العيد في مخيمات بريف حلب الشمالي

ريف حلب الشمالي- دجلة خليل- نورث برس

 

اضطرت نساء مهجرات من منطقة عفرين، شمال غربي سوريا، على الاعتماد على مكونات سلال غذائية قدمتها الإدارة الذاتية لتحضير معجنات العيد وسط ارتفاع الأسعار في ظل تدهور قيمة الليرة السورية.

 

وبعد أن اعتادت نساء منطقة عفرين على صناعة معجنات العيد في منازلهن، تجتمع ثلاث أو أربع نساء للعام الثالث تحت كل خيمة في مخيم "سردم" بقرية تل سوسين، بريف حلب الشمالي، ليقمن بصناعة المعجنات ويتشاركن الكمية المحضرة مع بعضهن البعض.

 

وقالت سامية حبش (54عاماً)، وهي مهجرة من منطقة عفرين وتقطن في مخيم "سردم"، "كنا نجتمع ونساعد بعضنا البعض في صناعة الكعك بأجواء مليئة بالفرح والسعادة في عفرين، هنا بالمخيم اجتمعت أيضاً مع جاراتي في المخيم لصناعة الكعك".

 

 وأضافت الحال ليست كما كانت في عفرين، حيث كن يحضرن كمية من المعجنات والحلويات لعدد من المنازل المتجاورة.

 

وتعيش /1.765/ عائلة مهجرة من منطقة عفرين، تضم /7.044/ شخصاً، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي (العودة، وبرخدان، وسردم، والشهباء، وعفرين)، وفق آخر إحصائيات هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية لـ"مقاطعة عفرين" والتي تعمل في مناطق من ريف حلب الشمالي.

 

طقسٌ كنَّ قد اعتدن عليه في عفرين، لكن تحضير المعجنات من المعمول والكعك والغريبة كان يترافق آنذاك مع الأغاني الشعبية والنكات، بينما يعملن هذه الأيام وسط حسرات وذكريات عن منطقتهن التي غدت منذ أكثر من عامين تحت سيطرة تركيا والفصائل السورية التابعة لها.

 

وإلى جانب سامية حبش، تنهمك جارتها في المخيم أليف حسن (45عاماً)، في إعداد عجينة الكعك فتعطيه الشكل المناسب لتقوم هي بإدخالها إلى الفرن، "نقوم بصناعة الكعك لكي ندخل السعادة إلى نفوس الأطفال ويشعروا بطعم العيد، فبالنسبة لنا نحن الكبار لم يعد العيد فرحاً بعد أن ابتعدنا عن مدينتنا عفرين".

 

وتعتمد معظم هؤلاء في صناعة معجنات العيد على محتويات السلال الغذائية التي وزعتها الإدارة الذاتية في مخيمات ريف حلب الشمالي، ولا يكترثن لتدني جودتها مقارنة بالأصناف التي تباع في الأسواق، لأن الأهم الآن تخفيض التكلفة للتمكن من تقديم شيء للأطفال في العيد .

 

وقالت فيدان علي (65عاماً)، إن ارتفاع الأسعار في الأسواق دفعها لصناعة الكعك بمساعدة عدد من النسوة في المخيم، "العلبة الصغيرة من الكعك تباع بـ/1500/ ليرة، وهذه الكمية لن تكفي أطفالي".

 

وتحتوي السلال الغذائية التي وزعتها إدارة المخيم خلال الشهر الجاري على مواد مثل السكر والزيت والسمنة، والتي تستخدمها النسوة في المخيم، في حين يشترين الطحين الذي لم يكن ضمن محتويات السلال الغذائية.

 

وأشارت علي، في حديثها لـ "نورث برس"، أن بعض المهجرات اللواتي يملكن فرناً كهربائياً وتقمن بإعارته لكل العائلات الموجودة في المخيم، "نقوم باستعارة الفرن فيما بيننا، فينتقل الفرن هذه الأيام من قطاع إلى آخر في المخيم".

 

وتباع علبة من "البرازق" في سوق مخيم "سردم" بـ/2000/ ليرة سورية فيما يباع الكيلو من المعمول بـ /1500/ ليرة، لكن تحضير خمسة كيلوغرامات من الكعك بالاعتماد على مكونات السلة الغذائية يجعل العائلة تحتاج نحو /2000/ ليرة سورية أخرى، بحسب ما أوضحته نساء في المخيم.