اسطوانات الغاز التالفة في كوباني.. "قنابل موقوتة" داخل المنازل

كوباني – فتاح عيسى – نورث برس

 

يعاني السكان في منطقة كوباني شمال سوريا، من مشكلة تلف صمامات الأمان في أسطوانات الغاز المنزلية والتي يصعب إغلاقها بشكل محكم، ما يشكل خطورة على حياة مقتنيها، إذ يصفها البعض على أنها "قنابل موقوتة" داخل المنازل.

 

ويطالب السكان المحليون الجهات المسؤولة بإيجاد حل كتغيير تلك الصمامات الرديئة، لأنها تعتبر منتج له عمر افتراضي كباقي المواد الاستهلاكية و يؤدي استخدامها إلى تسريب الغاز واشتغال النيران داخل المنازل مما يشكل "خطراً محدقاً" على حياة المدنيين وخصوصاً الأطفال.

 

"قنابل موقوتة"

 

ويقول عبدو خليل نجار (51 عاماً) من سكان حي "الشهيد خبات" بمدينة كوباني، إنه استخدم مؤخراً، أسطوانة ذات صمام تالف في منزله، ما أدى إلى اشتعال النار أسفل الصمام، لطنه تدارك الموقف و قام بعد إطفاء النار بإفراغ الأسطوانة من الغاز "تجنباً للخطر الذي يرافق ذلك".

 

ويصف "نجار" اسطوانات الغاز التالفة بأنها "قنابل موقوتة" داخل المنازل مشيراً إلى أنه "يجب تغييرها، فهذه الاسطوانات قديمة جداً ولم يتم تغيير صماماتها منذ أكثر من عشر سنوات".

 

تسرب الغاز

 

وتقول فيدان صالح (46 عاماً) إن "الاسطوانات التالفة تتسبب بتسريب مادة الغاز فيخسر الناس ثمنها دون الاستفادة منها، كما أنها تشكل خطراً على العوائل"، مطالبةً شركات تعبئة الغاز بتغيير الصمامات القديمة.

 

وتضم منطقة كوباني نحو /23/ مركزاً لتوزيع وتبديل جرات الغاز، منها /12/ مركز داخل أحياء المدينة و/9/ مراكز في أريافها، إضافةً لمركز خاص للاتحادات ومركز خاص لمؤسسات الإدارة الذاتية.

 

ويشير بوزان خليل مدير مركز توزيع الغاز في "حي الشهيد خبات"، أن المركز يوزع شهرياً حوالي /1200/ أسطوانة غاز على سكان الحي، لافتاً إلى وجود نحو /40/ اسطوانة ذات صمامات تالفة تظهر بين الكميات التي يتم توزيعها، " الأسطوانات تأتينا من معمل الغاز بهذا الشكل".

 

وتشهد مراكز توزيع الغاز بشكلٍ دوري، ازدحاماً لافتاً من السكان الذين يحرصون من أجل الحصول على أسطوانات ذات صمامات جيدة، فيما تبقى تلك ذات الصمامات التالفة في مستودعات مراكز التوزيع والتبديل، لتقوم المراكز بإعادتها إلى المستودع الرئيسي التابع لمديرية المحروقات لاستبدالها.

 

ويوضح عبدالله حاج حسين رئيس مكتب الغاز في مديرية المحروقات في كوباني أن "هذه المشكلة موجودة منذ نحو عشر سنوات بسبب عدم وجود إمكانيات لتبديل جميع هذه الصمامات لدى شركة تعبئة الغاز في منطقة الرميلان بإقليم الجزيرة".

 

حلول مؤقتة

 

ويتابع "حسين": "نتجه إلى حلولٍ مؤقتة، من خلال التعاقد مع أحد المدنيين لكي يقوم بتعبئة أسطوانات غاز صغيرة من خلال تفريغ الغاز الموجود في الأسطوانات الكبيرة التالفة، وبهذه الطريقة تتخلص المديرية نسبياً من مشكلة الصمامات التالفة ويستفيد منها الشخص المتعاقد معها كمصدر رزق".

 

وتقوم المديرية بتوزيع وتبديل /16- 22/ ألف أسطوانة غاز شهرياً لسكان منطقة كوباني، بمبلغ مالي قدره /2400/ ليرة سورية للأسطوانة الواحدة، وتختلف هذه الأسعار نسبياً في المنطقة الريفية بسبب تكلفة النقل والشحن.

 

ويلفت عبدالله حاج حسين إلى أن مشكلة الصمامات التالفة موجودة في جميع مدن ومناطق شمال شرقي سوريا، ما يدفع البعض إلى استخدام تحويلة كإجراء مؤقت، توضع بين الصمام التالف وساعة الغاز وهي قطعة حديدية بمثابة وصلة متوفرة في المنطقة بنحو ألف ليرة سورية.

 

"صيانة قيد الدراسة"

 

وتنتج شركة محروقات "سادكوب" في بلدة الرميلان، شرق القامشلي نحو /14000/ أسطوانة غاز يومياً، وتوزعها عبر شبكة معتمدين لسد حاجة السكان، وفقاً لبيانات مكاتب المحروقات التي تدير عملية التعبئة والتوزيع.

 

وأشار صادق أمين محمد خلف الرئيس المشارك لمكتب المحروقات في شمال شرق سوريا في اتصال مع "نورث برس" إلى أنهم بصدد دراسة استحداث ورشة صيانة خاصة بالأسطوانات داخل معمل الغاز ببلدة رميلان في الفترة القادمة، الأمر الذي سيساعد على حل المشكلة بنسبة كبيرة.

 

15% من الاسطوانات متضررة

 

ونوه إلى تضرر أكثر من /15/ بالمائة من الأسطوانات المتوفرة في المنطقة بكونها أسطوانات قديمة لم تخضع للصيانة من فترة طويلة، مشيراً "المشكلة ليست في الصمامات فقط، لكن هناك أسطوانات كثيرة تعرض غطاؤها أو جسمها لضرر كبير "غالباً ما نطلب صمامات جديدة من كردستان العراق لكن يصلنا عدد قليل منها بسبب عدم توفرها بالشكل والكمية المطلوبين".

 

 وشهدت القامشلي والحسكة وريفيهما خلال العام الفائت انفجار عدد من اسطوانات الغاز أدت إلى وقوع قتلى وجرحى، وفق ما أوردت وسائل إعلام محلية في حوادث متفرقة.