الصالحية والحميدية خالية من الزبائن.. إقبال ضعيف على محلات الألبسة بدمشق
دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
مع اقتراب عيد الفطر تبدو أسواق الصالحية والقصاع والشعلان والحميدية والتي تعتبر أشهر أسواق الملابس في دمشق، فارغة على غير العادة، فحركة البيع متوقفة تماماً إلا ما ندر والأسواق خالية من الزبائن.
وارتفعت الأسعار في هذه الأسواق شأن غيرها من أسواق المدينة مؤخراً، حيث وصل متوسط سعر القميص الرجالي إلى /8/ آلاف ليرة سورية، في حين يبلغ متوسط سعر البنطال /10/ آلاف ليرة، وقد يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من /20/ ألف، فيما تبدو محلات الماركات العالمية خالية تماماً إلا من عمالها.
حسين مكاوي، مدير إحدى صالات بيع الملابس في سوق الصالحية قال لـ "نورث برس" إن حركة البيع خلال موسم الأعياد لهذا العام شبه معدومة "فنحن لا نبيع أكثر من قطعتين إلى ثلاث قطع يومياً".
ويرى أن السبب هو ضعف القوة الشرائية عند السواد الأعظم، "المواطن الذي لا يجد ما يأكله لن يفكر بشراء الملابس وإذا اضطر إلى ذلك فسيجد في سوق الملابس المستعملة (الباله) ما يناسبه أكثر من حيث السعر".
أما سامح واصل، وهو محاسب في محل لبيع الألبسة في القصاع، فقد رأى أن خوف الناس من فيروس "كورونا" جعلها ترصد كل ما لديها من أموال لشراء المواد الغذائية خوفاً من انتشار العدوى واضطرارها للبقاء في بيوتها مدة طويلة.
وأشار "سامح" إلى أن فترة السماح بافتتاح المحلات تلعب دوراً بتوقف حركة الأسواق "نحن نفتح المحل من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساء فقط وهذا يؤثر سلباً، فالناس اعتادت الخروج إلى الأسواق بعد الإفطار".
وأردف على نحو مغاير، "ما الفائدة من ذلك فلا توجد نقود في جيوب الناس".
وكان "الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لفيروس كورونا" قد وافق في 23 من الشهر الماضي على تمديد ساعات فتح المحلات وكل المهن التجارية والخدمات لتصبح من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً.
وأعربت روان حبال، التي تعمل بتجارة الجملة وتمتلك محلاً لبيع الألبسة في سوق الحميدية، عن خوفها من فقدان رأس مالها لأن "بضائعي مكدسة في المستودعات وأنا أخشى أن تتلف لسبب أو لآخر".
وأوضحت أن الحلول التي كانت تنجح في سنوات الحرب لم تعد ناجحة هذا العام "حين كان تاجر المفرق يعجز عن الدفع كنت أعطيه بضاعة ليبيعها بالأمانة ويسدد الثمن بعد البيع أما في هذا الموسم فلا أحد يشتري".
ويبلغ متوسط الرواتب لدى القطاع الحكومي /50/ ألف ليرة (ما يعادل نحو 30 دولاراً)، وهو أقل راتب في المنطقة رغم ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم.
أما صالة "السورية للتجارة" في الصالحية، وهي صالة تتبع للقطاع العام، تشهد بعض الحركة والحيوية، حيث ترجع مديرة الصالة وفاء دواي سبب الإقبال إلى أسعارهم المضاربة، "بضائعنا مماثلة من حيث الجودة للبضائع الموجودة في الأسواق، وأرخص بنسب تصل أحيانا إلى خمسين بالمائة".
وعما إذا كانت السورية للتجارة تخسر مقابل تخفيض الأسعار قالت "نحن نأخذ بضائعنا من التجّار بطريقة البيع بالأمانة نسدد بعد البيع ونحن من نحدد الأسعار لذلك لا نتعرض للخسارة".
وأعلنت وزارة الإدارة المحلية والبيئة، الأربعاء الفائت، السماح للمهن التجارية والخدمية بالعمل حتى السابعة مساءً حتى نهاية عطلة العيد.
ويذهب خبراء اقتصاديون إلى أن الأزمة التي تعيشها سوريا منذ العام 2011، أدت إلى أن يعيش أكثر من 80% من السوريين تحت خط الفقر، وأن يتجاوز معدل التضخم /2000/ في المئة.