فقدان الدواء في مركز الثلاسيميا بمدينة الرقة يهدد حياة نحو /400/طفل
الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
يفتقر مركز الثلاسيميا التابعة للجنة الصحة في مدينة الرقة إلى بعض أنواع الأدوية والحقن اللازمة لمرضى الثلاسيميا، وأهمها خالبات الحديد (الديسفال) والتي يحتاج المرضى إلى استخدامها بشكل يومي للتخلص من الحديد المتراكم في الجسم والناتج عن نقل الدم المتكرر.
وقالت ميساء محمد (30عاماً)، من سكان قرية خنيز بريف الرقة الشمالي والتي يعاني طفلها البالغ أربعة أعوام من مرض الثلاسيميا، "إن عدم توفر حبوب الحديد في المركز والأسواق سبب تدهوراً في صحة طفلي".
وأضافت "كنا نستلم حبوب الحديد من مركز لمنظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة تل أبيض قبل دخول الجيش التركي إليها، إلا أن هذه المنظمة توقفت عن العمل بعد سيطرة الجيش التركي على المدينة، ومنذ ذلك الوقت لم يأخذ طفلي دواءه".
والثلاسيميا هو فقر دم وراثي مزمن يصيب كريات الدم ويحتاج الأطفال المصابون به إلى قضاء عدة ساعات في المشفى من أجل نقل دم منتظم إليهم، كما يحتاج البعض منهم إلى تبديل الدم كل خمسة عشرة يوماً والبعض الآخر يبدل دمه كل شهر تقريباً بحسب درجة المرض.
ويصاب مرضى الثلاسيميا أيضاً بتضخم الطحال، كما يتراكم في جسمهم الحديد والذي يحتاج إلى علاج منتظم، وذلك لمنع تدهور حالتهم في وقت مبكر بسبب المشاكل القلبية.
وأشارت فاطمة عدوان (32عاماً)، من سكان مدينة الرقة، إلى أنها كانت طوال السنتين والنصف الماضية تأخذ ابنها الذي يعاني من مرض الثلاسيميا كل شهر إلى مدينة دمشق لتبديل دمه، "لكن منذ فرض حظر التجول بسبب فيروس كورونا لم أستطع الوصول إلى العاصمة وبدأت أراجع مركز الثلاسيميا في الرقة لتبديل الدم لطفلي".
ونوهت السيدة إلى أنها كانت تستلم حبوب الحديد بشكل مجاني من مشافي دمشق، " بينما لا نستطيع تأمين حبوب الحديد لطفلنا في مدينة الرقة فهي غير متوفرة وفي حال توفرت فهي باهظة الثمن، حيث يبلغ ثمن العلبة أكثر من ثمانية آلاف ليرة سورية وهي لا تكفي عشرة أيام".
ويبلغ عدد مرضى الثلاسيميا في مدينة الرقة/391/ مريضاً من الأطفال، بحسب لجنة الصحة في مدينة الرقة.
وقال جوان الذخيرة، وهو عضو لجنة الصحة التابعة لمجلس الرقة المدني، أنهم ناشدوا سابقاً العديد من المنظمات لتأمين خالبات الحديد، "ولكن دون فائدة "، منوهاً إلى أن منظمة الصحة العالمية وعدتنا مؤخراً بتأمين الدواء، لكن لا نعرف متى يمكن تأمينه".
وأضاف أن حبوب الحديد لا تتوفر في الأسواق، "الأمر الذي يجعل توفير هذا الدواء مرهوناً باستجابة منظمة الصحة العالمية وتأمين الكمية اللازمة للمرضى في مدينة الرقة".
ولفت الذخيرة إلى أن مركز الثلاسيميا يُدعم بشكل مباشر من قبل بنك الدم في مدينة الرقة، حيث يقوم المركز "بتبديل الدم للمرضى بشكل مجاني والذين تتراوح حالاتهم بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة"، كما " يتم استئصال الطحال لأغلب المصابين بهذه الحالة بشكل مجاني في مشفى الرقة الوطني"، لافتاً إلى وجود /22/ حالة تضخم طحال بين المرضى.
ويتجاوز عدد مرضى الثلاسيميا في سوريا عموماً ستة آلاف حالة تقريباً، لكن عدة عوامل أبرزها الحرب وغياب الرقابة الصحية الحكومية الخاصة بالمرض عن أجزاء كبيرة من سوريا تجعل من الصعب إجراء إحصاء دقيق، وفق ما تكشف تقديرات مؤسسات صحية محلية.