القامشلي.. إقبال محدود على مستلزمات العيد بسبب ارتفاع الأسعار

القامشلي – فياض محمد/ شربل حنو – نورث برس

 

أثر الانهيار المفاجئ لقيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية على القدرة الشرائية لسكان مدينة القامشلي الأمر الذي أضعف حركة الأسواق تزامناً مع اقتراب عيد الفطر، حيث يلاقي السكان صعوبة كبيرة في تأمين مستلزماتهم من الملابس والحلوى بخلاف الأعياد السابقة.

 

ويقول محمد العيسى (38 عاماً) وهو عامل من سكان القامشلي يعمل بشكل يومي، لـ" نورث برس" بإنه استطاع العام الفائت شراء حاجات العيد في العام الماضي لأن الأسعار كانت مناسبة وعملهم  كان مستمراً حينها, أما هذا العام فأغلب السكان توقفوا عن العمل خلال فترة حظر التجول".

 

ويشير أن "العيد للأطفال فقط", مضيفاً "هناك عائلات لم تتمكن من تأمين حاجات العيد لأطفالها بسبب الوضع المعيشي المتردي وكذلك ارتفاع سعر صرف الدولار".

 

وينوه "العيسى" أن البنطال الذي كان متوفراً في الأسواق سابقاً بقيمة /5000/ ليرة سورية، فيما وصل سعره الآن إلى /14000/ ليرة, حيث يصعب على الكثيرين شرائه.

 

ويضيف "أسكن مع عائلتي في منزل بالآجار، وأجني /6000/ ليرة، من عملي اليومي، ويصعب علي تأمين كافة حاجات عائلتي في هذا العيد، لأن سعر سكاكر العيد وصل إلى6000 ليرة للكيلو غرام الواحد, وفي حال سار الأمر على هذا النحو سيزيد ذلك من المعاناة في المدينة".

 

ومن جانب آخر تقول غالية خلو (51 عاماً) من القامشلي، أن سكان المنطقة وخصوصاً العوائل النازحة يواجهون "أزمة معيشية صعبة" نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية. وتضيف "اكتفيت بشراء ملابس العيد لأحد أولادي فقط، لأن دخلنا محدود".

 

وتشير "خلو" أن زوجها يعمل نجاراً, وتوقف عمله نتيجة ارتفاع أسعار المواد, مبينةً أن "سعر الباب الخشبي قبل أزمة كورونا والموجة الأخيرة من ارتفاع الأسعار كان يبلغ /70/ ألف ليرة, لكنه يباع الآن بـ /200/ ألف ليرة مما يتسبب بضعف حركة الشراء".

 

لكن الوضع بالنسبة لفرهاد شيخموس (48 عاماً) من سكان القامشلي، وهو عامل لديه /7/ أولاد، حيث يقول "الأسعار المرتفعة لم تؤثركثيراً على أجواء العيد, ونسبة الإقبال لا تزال كبيرة على الشراء".

 

ويضيف "ارتفاع الأسعار لا يمنعني من رسم البسمة على وجوه أولادي، اشتريت لكل واحد منهم  قطعة أو قطعتين وأكتفي بشراء الأنواع المتوسطة بحسب إمكاناتي".

 

ويقول علي العبدالله (42 عاماً) وهو يقف خلف بسطة حلويات يملكها في زاوية أخرى من سوق المدينة، "إقبال السكان على شراء الحلوى ضعيف، فالناس تكتفي بشراء كيلو واحد من ضيافة العيد", مشيراً إلى أن سعر كيلو سكاكر العيد كان سابقاً /1500/ ليرة سورية، أما الآن فقد وصل إلى أكثر من /3500/ ليرة.

 

أما فراس شيخي (45 عاماً) صاحب محل ألبسة أطفال في سوق المدينة، فيشير إلى أن كل عائلة تكتفي بشراء قطعة واحدة لأطفالها لإسعادهم ورسم الابتسامة على وجوههم، ويتابع "كنا نبيع البنطال بـ /4000/ ليرة قبل ذلك، لكن الآن نبيعه بسعر يصل إلى /9000/ ليرة".

 

ومن جانبه يقول عبدالله علي (30 عاماً) وهو صاحب مكتب حوالات إن مكاتبهم "شهدت زيادة في نسبة الحوالات المالية المرسلة من الخارج مع اقتراب العيد"، ويربط ذلك باستمرار إقبال السكان على شراء الألبسة والحلويات.

 

مضيفاً، "رغم زيادة عدد الحوالات المالية خلال فترة العيد، لكن المبالغ صغيرة مقارنة مع العام الماضي"، ويفسر ذلك بتأثر عمل من في الخارج خلال فترة حظر التجول والإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا حول العالم.