الباغوز.. بنى تحتية مدمرة ومطالبات بإعادة الإعمار

الباغوز – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

يشتكي وجهاء عشائر وسكان من بلدة الباغوز شرقي دير الزور، التي كانت المعقل الأخير لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا قبل هزيمته في أذار/ مارس 2019، من الحالة التي وصلت إليها بلدتهم من انعدام شبه تام للخدمات في ظل نقص الدعم لإعادة الحياة إلى حالها الطبيعية رغم مرور أكثر من عام على طرد عناصر التنظيم منها.

 

وشهدت البلدة الصغيرة التي ذاع صيتها وبلغت شهرة عالمية كبيرة، دماراً في البنى التحتية بعد معارك قادتها قوات سوريا الديمقراطية بغطاءٍ جوي من طيران التحالف الدولي لطرد عناصر التنظيم المتحصنين في معقلهم الأخير.

 

ويقول حواس دير أبو جاسم  وهو من وجهاء الباغوز في مقابلة مع "نورث برس" إن الحرب التي شهدتها الباغوز دمرت نحو /1200/ منزل بشكل كامل وجزئي من مجموع /3500/ منزل في البلدة".

 

ويشير "أبو جاسم" بحسب إحصاءات أجراها السكان داخل البلدة، إلى احتراق وتلف نحو /3.5/ مليون شجرة من الحمضيات والزيتون والنخيل، بسبب المعارك وانعدام السقاية نتيجة نزوح السكان".

 

وبحسب السكان المحليين فقد أتلفت الحرب أكثر من /300/ مضخة زراعية لجر المياه من نهر الفرات إلى الأراضي المزروعة، ما أدى إلى تضرر ملحوظ في القطاع الزراعي الذي يعتبره السكان "شريان الحياة الرئيسي" بالنسبة لهم.

 

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 23 آذار/مارس العام الماضي خلال مؤتمر صحفي بحقل عمر النفطي، القضاء على التواجد العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن توجه الآلاف من عناصره وقياداته إلى تسليم أنفسهم برفقة عائلاتهم من نساء وأطفال.

 

وعاد سكان الباغوز إلى بلدتهم منتصف العام الماضي، ليجدوها شبه مدمرة، حيث تضررت كافة الطرقات وشبكات التغذية الكهربائية والمياه ومجاري الصرف الصحي وخطوط الهواتف والمنشآت الصحية والتربوية.

 

ويضيف "أبو جاسم"، أن  نحو /18/ ألف شخص عاد إلى البلدة  منذ إخراج التنظيم، لتعود المعاناة ترافقهم في ظل غياب كافة المرافق المعيشية داخل البلدة.

 

وكانت الباغوز تضم /10/ مدارس لمختلف المراحل الدراسية قبل أن تبدأ الحرب السورية، لكنها الآن تحوي على مدرسة واحدة فقط، الأمر الذي يشير إلى حجم الدمار الذي حل بالبلدة.

 

وما زال البعض يعتبر الباغوز "منطقة خطرة" كونها أوت التنظيم المتشدد لسنوات، الأمر الذي يرفضه حواس دير أبو جاسم ويؤكد أن "هناك انسجام تام بين العشائر دون أي مشاكل تذكر".

 

وينوه "أبو جاسم" أن هذا "التسويق الإعلامي السلبي" يجعل المنطقة خارج اهتمامات المنظمات الدولية التي تعنى بالتنمية والصحة والإغاثة، وبالتالي ترفض تلك المنظمات تقديم الخدمات الضرورية للسكان.

 

ويطالب "أبو جاسم" التحالف الدولي والإدارة الذاتية بضرورة تقديم الدعم لإعادة إعمار المنطقة الممتدة من بلدة هجين وصولاً الى الباغوز كونها من أكثر المناطق المتضررة خلال الحرب.

 

ومن جانبٍ آخر يصف البعض الحياة في بلدة الباغوز بـ"سيئة للغاية"، بعد نحو عامٍ على عودتهم إليها، حيث ما زالت الكهرباء والمياه غير متوفرة وفق حاجة السكان.

 

وينتقد محمد موسى الزغيب من وجهاء البلدة، المنظمات والمؤسسات العاملة في الباغوز "لا تقدم أي خدمات لعدم تلقيها أي دعم من مجلس دير الزور المحلي، تدمرت منازل الناس ولم يقدم أي طرف تعويضاً يذكر".

 

ويشير "الزغيب"، بأن القطاع الصحي غير نشط تماماً، لذا يضطر السكان للتوجه إلى بلدة هجين المجاورة للباغوز في الحالات الطارئة والاسعافية.