"ارتفعت أسعارها عدة أضعاف".. غلاء ثياب العيد في معقل صناعتها بحلب

حلب – علي الآغا – نورث برس

 

تراجع شراء ألبسة الأطفال في مدينة حلب قبيل عيد الفطر هذا العام، بسبب ارتفاع أسعارها عدة أضعاف مقارنة مع سعرها العام الفائت، ما خلف استياءً لدى الباعة في الأسواق والسكان الذين لم يستطيعوا تلبية احتياجات أطفالهم.

 

وشهد مطلع العام الحالي 2020 تدهوراً في قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، أعقبه ارتفاع أسعار كافة السلع والبضائع وخاصة تلك التي تعتمد على مواد أولية مستوردة.

 

واعتاد فراس كعكة (50 عاماً)، على أن يتسوق بمحلات سوق "التلل" وسط مدينة حلب لشراء ملابس العيد لأطفاله، إلا أنه غير قادر على شرائها هذه العام.

 

وقال لـ "نورث برس" إنه لم يتمكن من شراء بدلة لكل من أطفاله بسبب ارتفاع أسعارها، رغم أنه كان يشتري عادة "طقمين بدلاً من واحد لكل منهم".

 

وأضاف:" البنطلون الولادي الذي كان بألفي ليرة أصبح ثمنه الآن سبعة آلاف ليرة، فكيف بإمكاني شراء لباس كامل لهم وراتبي الوظيفي لا يتعدى /45/ ألفاً".

 

وانتقدت أحلام فستوق (36 عاماً) عدم تدخل المؤسسات الحكومية لضبط ارتفاع الأسعار التي تصل إلى سبعة أضعافها أحياناً.

 

وقالت إن التوجه للأسواق صار أمراً مخيفاً لأرباب العوائل، "وخاصة لمن لديه أكثر من طفلين"، حسب قولها.

 

وأضافت:" لكننا وبعد تردد نأتي للأسواق من أجل الحفاظ على مشاعر الأطفال الذين اعتادوا على شراء الألبسة التي تعد من طقوس عيد الفطر بالنسبة لهم".

 

ورغم حركة الشراء الضعيفة فعلياً، تشهد أسواق مدينة حلب ازدحاماً كبيراً للسكان، ما جعل المخاوف من كورونا تعود للواجهة بعد تحذيرات من قبل منظمة الصحة لعالمية بخطورة الإيقاف المبكر لإجراءات الإغلاق وحظر التجول، ولا سيما مع عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي.

 

وقال موسى نقاوة، وهو صاحب محل بيع ألبسة بسوق "التلل"، إن الازدحام التي تشهده الأسواق لا يعني بأن هناك عملية شراء، بل " يقصدون الأسواق ويخرجون منها بعد الاطلاع على الأسعار، بدون حمل أكياس كما كان في السابق".

 

وأكد أن حركة البيع هذا العام "سيئة جداً" وغير مسبوقة، فحتى خلال سنوات الحرب، كان الإقبال على الشراء أفضل، "أصبحت القطعة التي كان سعرها العام الفائت /1,500/ ليرة تباع الآن بـ  /4/ آلاف ليرة".

 

واشتكى عدي أحمد (42 عاماً)، وهو بائع ألبسة رجالية، من أن الأسعار غير مربحة رغم ارتفاعها، "بل تعد خاسرة بسبب عدم استقراها وقلة الحركة الشرائية".

 

وأضاف أن مدينة حلب ورغم شهرتها بصناعة الألبسة ووجود معامل كبرى لصناعتها واعتماد معظمها على أقمشة وطنية، تشهد " ارتفاعاً لأسعار الجملة وسط قلة كميات البضاعة الجديدة".

 

ويعتبر تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في الآونة الأخيرة "نتيجة وانعكاساً للانهيار الاقتصادي الذي تعيشه سوريا منذ عام 2011، والذي أدى إلى أن يعيش أكثر من 80% من السكان في سوريا تحت خط الفقر وأن يتجاوز معدل التضخم /2000/ في المئة"، بحسب خبراء اقتصاديين.