الحسكة.. تراجع الحركة العمرانية على وقع ارتفاع الدولار

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

شهدت مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا مؤخراً، تراجعاً ملحوظاً في الحركة العمرانية بالتزامن مع الانهيار المتسارع في قيمة الليرة السورية وعدم استقرار أسعار مواد البناء، بعد أن كانت حركة العمران نشطة قبل نحو شهرين.

 

وقال محمد راشد إسكان (36 عاماً)، ويملك معملاً لصناعة مواد البناء، إن الانهيار المستمر في قيمة الليرة أدى إلى "جمود نسبي في حركة البناء وانخفاضها بنسبة /30 %/ مقارنةً مع النشاط العمراني قبل نحو شهرين من الآن".

 

وأضاف أن "مواد البناء تأتي من مصادر مختلفة، فالإسمنت يصل من العراق لنشتريه بالدولار، أما الرمل فموجود بالقرب من الحسكة، كما أن البحص يجلب من الرقة ودير الزور ومواد النحاتة من كوباني".

 

وبحسب حديث "إسكان"، فإن المتعهد الذي بدأ بمشروع بناء قبل فترة ولا يزال يعمل به، تعرض لأضرار مالية كبيرة، نتيجة "الارتفاع الجنوني" لأسعار الإسمنت والحديد".

 

ويقول أحمد شمو (54 عاماً)، وهو موظف متقاعد من سكان حي الكلاسة بمدينة الحسكة، إن هناك تباطؤ في العمل بمشروع بناء له حصة فيه، بسبب عدم توفر الأيدي العاملة وارتفاع أسعار المواد، وكذلك الحظر الذي أثر بشكل كبير على عمل البناء، "مضى شهران ولم نكمل الطابق الأول بعد، نأمل بأن تكون الأمور أفضل في الأيام القادمة".

 

وكان "شمو" قد أعطى قطعة أرض يملكها بمساحة /220/ متراً مربعاً في الحي لأحد المتعهدين، بناءً على اتفاق يقضي بأن يقوم المتعهد ببناء مجمع سكني على نفقته الخاصة ومنح صاحب الأرض عدداً من الشقق السكنية مقابل ذلك.

 

وبخصوص اتفاقه مع المقاول، أضاف: "ليس لدي قدرة على البناء، لذا سلمته الأرض ودفعت مبلغ سبعة ملايين ليرة سورية فوقها، ليبني مجمعاً مؤلفاً من أربعة طوابق سأحصل منها على ست شقق لأولادي الذين يعيشون في بيوت آجار".

 

ومن جانبه، أشار محمد الحسن (31 عاماً)، وهو صاحب ورشة بناء، إلى ارتفاع باهظ في أسعار مواد البناء، إلى جانب ارتفاع أسعار الخشب والأعمدة الحديدية وغيرها من الأدوات الضرورية لتنفيذ مشاريع البناء.

 

وقال: "كنا نشتري عمود الحديد سابقاً بنحو ثلاثة آلاف ليرة سورية، لكن نحصل عليها الآن بسعر /15/ ألف ليرة، بينما ارتفع سعر طن الخشب من /450/ ألف إلى /550/ ألف ليرة في غضون اسبوع واحد فقط، وكذلك الأمر بالنسبة للأدوات والمعدات الأخرى".

 

ووفقاً للحسن، بقيت أجرة العمال كالسابق مع كل هذا الغلاء، حيث تتراوح الأجرة اليومية للعامل من ثلاثة إلى خمسة آلاف ليرة والتي باتت بدون قيمة، حيث أن يقوم العمال بصب متر الباطون مقابل عشرة آلاف ليرة سورية، وهو نفس السعر الذي كانوا يعملون به حينما كان الدولار لا يتخطى حدود ألف ليرة.

 

وتستمر الليرة السورية في تسجيل حالة غير مستقرة في قيمتها أمام السلع والعملات الأجنبية خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغ الدولار الأمريكي، الاثنين الفائت سعر صرف تجاوز الـ /1.900/ ليرة سورية في أسواق الصرافة المحلية في مدينة القامشلي، فيما عاد ليصل اليوم الخميس إلى /1.600/ ليرة سورية.