في الشمال السوري.. لهيب الأسعار يطال قوالب الثلج.. ونازحون: نصف الألف قطعة بوظ
نورث برس
يقف سكان الشمال السوري وخاصة القاطنين في مخيمات النزوح أما تحد من نوع خاص، في ظل موجة الحر الشديدة وارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى أكثر من /40/ درجة، حيث العنوان الأبرز لمعاناتهم إضافة لغلاء مصاريف المعيشة اليومية هو ارتفاع أسعار قالب الثلج الذي تخطى عتبة الـ/4000/ ليرة سورية.
وقال النازح في أحد مخيمات الريف الحلبي ويدعى "أبو أحمد الحموي" وهو نازح بالأصل من ريف حماة الشمالي لـ"نورث برس"، إنه "مع موجة الحرارة العالية جداً ودرجة الحرارة التي تجاوزت الـ/40/ درجة إضافة لشهر الصيام، والحر الذي لا يطاق داخل الخيام ودرجة حرارة المياه الموجودة في الخيمة، لا يمكن أن يتم شربها كون درجة حرارتها فوق الـ/30/ درجة، كل ذلك يجبر النازح للتوجه لشراء قالب البوظ وهنا تبدأ المعاناة".
المعاناة
وأضاف "الحموي" أن "الناس مجبرة على شراء قالب البوظ كونه لا يوجد كهرباء ولا برادات ولا يوجد مصدر للتبريد سوى لوح البوظ، فقالب البوظ كان يباع بحدود /1000/ أو /1200/ ليرة سورية، واليوم يباع ما بين /2500/ إلى /4000/ ليرة سورية، ويختلف السعر حسب المكان وحسب بعده عن مصنع الثلج وحسب زيادة الطلب وحسب وجود الكمية".
وأشار إلى أن "التاجر نفسه يبيع اللوح الواحد بسعر /3000/ ليرة سورية في أحد المخيمات مثلاً، ولكن في حال لم يبق معه سوى كمية قليلة وسط زيادة في الطلب فإنه يرفع السعر مباشرة دون وجود أي رقابة أو محاسبة".
نصف الألف قطعة بوظ
وذكرت مصادر محلية أن معمل الثلج كان يسلم التاجر أو البائع لوح البوظ بسعر /1000/ أو /1200/ ليرة سورية، واليوم يسلمه بسعر يتراوح بين /2000/ إلى /2500/ ليرة سورية، وكل معمل يبيع على مزاجه أي أن الشخص الذي كان يشتري قطعة ثلج بـ/200/ ليرة بات يشتريها بسعر /500/ ليرة سورية، وهذا الأمر دفع بالنازحين للسخرية من الوضع بالقول "نصف الألف قطعة بوظ" وليس /500/.
ارتفاع الدولار
وقال النازح من ريف حلب إلى أحد المخيمات بريف إدلب ويدعى "غيلان سندة" لـ "نورث برس"، إن "التجار وبائعي التلج لا يدلون بأي تصريح لكنهم يتحججون بارتفاع الدولار وارتفاع سعر الديزل، علما أن مادتهم الأساسية هي الماء ولا علاقة لها بالدولار".
"ويوجد بئر ماء في المعمل الذي يبيع الثلج، واليوم ليتر الماء المجمد سعره /150/ ليرة سورية، بينما سعر القالب زنة /18/ ليتر بشكل وسطي /3000/ ليرة سورية، وربما أكثر من ذلك، لكن لسان حال التجار اليوم من يريد الشراء فليشتري ومن لا يريد فهو حر"، بحسب سندة.
وفي رد منه على سؤال فيما إذا كان هناك جمعيات تزود النازحين بتلك المادة في ظل موجة الحر قال "سندة" إنه "لا يوجد أي جمعيات توزع مادة البوظ، بل الأمر محصور عن طريق معامل خاصة أو تباع عن طريق باعة جوالين وفي مراكز معتمدة في مناطق ريفي إدلب وحلب الشمالي".
وفيما يتعلق باحتياج العائلة الواحدة من مادة البوظ، قال "سندة" أنا "لبيتي يلزمني نصف قالب يوميا وذلك من فترة الإفطار حتى السحور، لكن هناك بعض العائلات النازحة تشتري ثلث هذه الكمية بسعر /500/ ليرة سورية من أجل كسر درجة حرارة المياه لمدة ساعتين فقط، كون هذه الكمية البسيطة تكفي فقط لتبريد /20/ لتر ماء".
وأضاف أن "هناك أسر ليس بمقدورها حتى شراء ثلث الكمية بسعر /500/ ليرة سورية، وتنتظر من يرأف عليها بإبريق ماء بارد من الجوار".
وبحسب المصادر ذاتها، فهذه المرة الأولى، التي ترتفع فيها أسعار قوالب الثلج في الشمال السوري بشكل ملحوظ، وسط حالة من الاستغلال الكبيرة من قبل أصحاب المعامل والتجار وحتى الباعة الجوالين لحاجة النازحين في المخيمات الذين يقطنون خيما لا تقِ حر الصيف ولا برد الشتاء، على أمل أن تتحرك الجهات الرقابية لضبط هذه الظاهرة.