عام على إعلان مجلس أحياء الشيخ مقصود والأشرفية.. تجربة مدنية لا تخلو من انتقادات
حلب – زين العابدين حسين – نورث برس
تخضع أحياء الشيخ مقصود والأشرفية الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة حلب منذ أكثر من عام لإدارة مدنية تقوم على تأمين احتياجات المدنيين ضمن نظام مؤسساتي مستقل عن مؤسسات الحكومة السورية في حلب، وترى الإدارة أنها تقدم ما يتاح من خدمات للسكان الذين ينتقدون جوانب من عمل هذه الإدارة.
مجلس مدني محلي
ولهذه الإدارة مجلس عام تتبع له عدة مؤسسات ولجان خدمية وصحية وتعليمية واقتصادية من مجلس الصحة وبلدية الشعب ومؤسسة الثقافة واللغة وحركة التعليم وقوات الأمن الداخلي والترافيك ومجلس الصلح الاجتماعي ومجلس الاقتصاد ومؤسسة الشهداء وديوان العقود وجمعية لرعاية الأيتام، إضافة للكومينات (لجان الحارات) والعديد من اللجان والجمعيات الأخرى كالبيت الإيزدي، ومؤسسة المنتجين، وملتقى الأديان، ومؤسسة الإغاثة.
وقال محمد شيخو، الرئيس المشارك للمجلس العام لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية، إن جميع المؤسسات في الحي تتبع لهم وتعمل تحت مظلتهم بشكل مباشر.
وبيّن أن المجلس قام بتوزيع المهام على اللجان والهيئات والمؤسسات خلال فترة حظر التجوّل للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" والمتعلقة بالإجراءات الوقائية والاحترازية لتأمين احتياجات الحي وذلك بمساندة من قوات الأمن الداخلي.
وتم إغلاق الطرق مع الأحياء المجاورة والخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، كما فتح مركز للحجر الصحي بإشراف من المجلس الصحي، مع وضع المجالس الأخرى بحالة تأهب وجاهزية لأي طارئ.
وتعيش في أحياء الشيخ مقصود غربي، والشيخ مقصود شرقي، وجامع معروف والأشرفية مكونات عديدة، من عرب وكـرد ومسيحيين وإيزيديين، وتعتبر من الأحياء الشعبية التي نزح منها أعداد كبيرة من السكان أثناء تصاعد الأزمة السورية بمدينة حلب عام 2012، ثم أصبحت ملجأ في مرحلة لاحقة لسكان من داخل المدينة وخارجها بعد توفر أمان نسبي فيها عقب خروج فصائل المعارضة المسلحة عام 2016 من الأحياء الشرقية في المدينة.
وآوت العديد من مهجّري عفرين بعد السيطرة التركية والفصائل التابعة لها على منطقة عفرين في آذار/ مارس 2018.
رقابة وتراخيص
وتضم الأحياء حوالي /22/ ألف عائلة (ما يقارب /80/ ألف نسمة)، بحسب تصريح سابق لـ "بدران حمو" رئيس لجنة العلاقات لمجلس سوريا الديمقراطية في حلب خلال آذار 2019.
من جهة أخرى، أوضحت ليلى حسن، الرئيس المشارك للمجلس الصحي في الإدارة، أن عمل المجلس الصحي يتركز على إقامة دورات توعية وتمريض ومنح موافقات فتح الصيدليات والعيادات، إضافة لمراقبة المشفى والمُستوصفات الموجودة في الحي.
وأضافت: "نقوم بجولات رقابة صحية ومنح موافقات لفتح محلات المأكولات بعد التأكد من مطابقتها للشروط الصحية".
فيما قالت روشين موسى، الرئيس المشارك لبلدية الشعب، إن أعمالهم تتركز على ضبط الأسعار والمخالفين في الأسواق، بالإضافة للجان خاصة لتنظيف الأحياء وتعقيمها، إضافة لقسم خاص بمنح التراخيص لفتح المحلات والبناء والإعمار .
ولفتت "موسى" إلى قيام بلدية الشعب بتأمين خدمات مياه الشرب والكهرباء للحي، "وذلك من خلال التنسيق مع الهلال الأحمر السوري في حلب والذي يقوم بدور الوسيط بينهم وبين قسم الخدمات في مجلس محافظة حلب".
وأضافت: "يتم الآن تأهيل خطوط الكهرباء حيث تم حتى الآن تأمين تغذية لـ 60 % من مساحة الأحياء بالكهرباء".
"شكاوى غير مستجابة"
من جانبهم، يشتكي مواطنون بحي الشيخ مقصود الغربي من إهمال مجالس الأحياء لمطالبهم، حيث أكد حنيف أحمد (35 عاماً) أنهم قدموا شكوى لمجلس الحي (الكومين) أكثر من مرة لردم الحفر الموجودة في الحي وإصلاح الطرقات لكن لم يستجيبوا حتى الآن.
وقال أحمد "نشكر البلدية على جهودها في توصيل الكهرباء، لكنها إلى الآن لم تستجب لشكوانا في إصلاح الطرقات وردم الحفر الموجودة في الحي".
وأضاف أن الكومين وعدهم بنقل شكواهم للبلدية من دون أي جواب رغم مرور عدة أشهر.
أما عبدالرحمن حفار (50 عاماً)، وهو صاحب بقالية في الشارع الفاصل بين حي الشيخ مقصود شرقي وحي معروف، فقد اعترض على تحديد ضابطة حماية المستهلك التابعة لبلدية الشعب نسبة "ربح بخس" على المواد الاستهلاكية.
وأورد مثالاً في حديثه: " ليس من المعقول أن يكون ربح علبة التبغ التي يزيد سعرها عن ألف ليرة سورية بالجملة ما بين 30 و50 ليرة سورية فقط، فالأسعار متذبذبة بسبب انهيار العملة السورية أمام الدولار وهذا يؤثر علينا سلباً بشكل كبير"، داعياً الجهات المعنية في البلدية إلى إيجاد حل لهذه المسألة.
وكان الإعلان عن المجلس العام في حلب قد تم رسمياً بعد اجتماع لأكثر من /350/ مندوباً من الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية والكومينات والمجالس بتاريخ 25 نيسان/ أبريل 2019، بحسب ما أوضحته رئاسة المجلس.