مشغل خياطة خاص بالنساء لتحسين الواقع المعيشي في مخيم “سردم” بريف حلب الشمالي

ريف حلب الشمالي – دجلة خليل – نورث برس

 

في مخيم "سردم" بالقرب من قرية تل سوسين بريف حلب الشمالي، تعمل نحو عشرين امرأة ضمن مشغل خياطة وأعمال يدوية، يهدف إلى تمكين النساء اقتصادياً وتحسين الدخل المادي لعوائل نزحت من منطقة عفرين إبان الاجتياح التركي لمنطقتهم في آذار/ مارس 2018.

 

وبحسب القائمين عليه، لا يهدف مشروع المشّغَل إلى تحقيق أرباح كبيرة حالياً، بقدر ما يتجه إلى توفير أزياء نسائية وألبسة خاصة للأطفال ضمن المخيم بأسعار منخفضة مقارنة بالألبسة الجاهزة التي يعجز النازحون عن شرائها في ظل الظروف الاقتصادية المتردية وارتفاع أسعار البضائع والسلع.

 

وقالت ندى أحمد (25عاماً)، وهي مهجرة من منطقة عفرين وتقطن في ريف حلب الشمالي، إنها قامت بتفصيل فستان لدى الورشة في مخيم سردم، "لأن سعر القماش وخياطته لدى الورشة، أرخص من شراء فستان من السوق "، مشيرة إلى أن "أسعار الورشة مناسبة والخياطة جيدة".

 

وقالت حورية مصطفى، مديرة المشغل لـ "نورث برس": "خرجنا من عفرين ومكثنا هنا دون عمل، لم نقبل أن نكون عالة على أحد، لذلك قررنا الاعتماد على أنفسنا".

 

ويتكون المشّغَل من قسمين رئيسيين أحدهما لخياطة وبيع الملابس والآخر مخصص للأعمال اليدوية المتعلقة بتزيين الألبسة، كما أن هناك قسم داخل المشغل لتدريب النساء على مهنة الخياطة لتوفير مزيد من فرص العمل لهن داخل المخيم، بحسب مصطفى.

 

وأضافت مصطفى "نكتفي بربح قليل، أي ما لا يزيد عن /100-200/ ليرة سورية عن القطعة الواحدة، فغايتنا هي توفير الملابس للنساء في المخيم بأسعار مناسبة ولا نتطلع إلى الكثير من الأرباح".

 

 وافتتح مشغل "مخيم سردم" مطلع آذار/مارس الماضي، بدعم من "مجلس المرأة" وهو تنظيم نسائي ينشط بمناطق شمال وشرق سوريا، وقدم مكنات خياطة بالإضافة إلى تخصيص حيّز من مساحة المخيم لإقامة المشغل، وفقاً لمديرة المشروع.

 

بينما تقول صبيحة (41 عاماً)، التي تعمل كخياطة في المشغل وتنحدر من ناحية جنديرس بمنطقة عفرين: "أعمل هنا لمساعدة زوجي في إعالة أسرتي، أعمل في الخياطة منذ أكثر من /7/ سنوات وأساعد نساء أخريات هنا للتدرب على الخياطة ".

 

أما بديعة حمدوش (43 عاماً)، وهي عاملة في قسم الأعمال اليدوية بالمشغل ومهجرة من قرية كفرجنة شرق عفرين، فتشير إلى أنها تعمل هنا لتكون قادرة على الاعتماد على نفسها، "كلنا نريد العمل من أجل تأمين لقمتنا".

 

وبدأ المشروع برأس مال صغير ساهمت فيه العاملات في المشغل اللاتي يتقاسمن الأرباح والخسائر فيما بينهن ويسعين لمنافسة البضائع الجاهزة في الأسواق، فتجني كل عاملة ما يقارب /60/ ألف ليرة سورية شهرياً، ما يعادل/36/ دولاراً أمريكياً.

 

ويشهد المشغل النسائي عادةً إقبالاً من قبل النساء القاطنات في مخيم "سردم" والمخيمات الأخرى القريبة وكذلك لديه زبائن من القرى المحيطة بالمخيم، نظراً لانخفاض أسعار البضائع التي يعرضها المشغل.

 

ويعتمد المشغل في الوقت الحالي خطة تنظيمية تفادياً للازدحام وتجنباً لتفشي فيروس كورونا المستجد، حيث تتناوب اسبوعياً ست نساء للعمل في المشغل تطبيقاً لمبدأ التباعد الاجتماعي وإجراءات السلامة العامة.