بعد أن كانوا يصدرون الخضروات.. مزارعو "سهل الروج" بريف إدلب يتجهون إلى الزراعات البعلية
إدلب – نورث برس
تشهد منطقة سهل الروج والتي تعد من أهم المناطق الزراعية في ريف إدلب انحساراً للزراعة بشكل عام، فبعد أن كان مزارعوها يزرعون كافة أصناف الخضروات سنوياً، تنتشر الآن الزراعات البعلية بسبب شح المياه في المنطقة وارتفاع أسعار المحروقات.
ويقع سهل الروج، الذي تعد الزراعة فيه مصدر الدخل الوحيد لمعظم سكان المنطقة، بين جبل الزاوية والجبل الوسطاني في محافظة إدلب، ويمتد من سهل الغاب جنوباً حتّى بلدتي ملس وأرمناز شمالاّ، كما تبلغ مساحته /13100/ هكتاراً تمتاز بتربته الخصبة وكان يشتهر سابقاً بزراعة أنواع مختلفة من الخضروات وتصديرها إلى كافة المحافظات السورية.
وقال محمد توامي، وهو مزارع من منطقة سهل الروج، لـ "نورث برس"، إن معظم أراضيهم أصبحت اليوم بعلاً بعد أن كانت مروية ومشهورة بإنتاجها على مستوى محافظة إدلب، "لكن معظم المزارعين أجبروا على التوجه إلى الزراعة البعلية والمحاصيل التي لا تحتاج إلى مياه كثيرة، مثل القمح و الكمون والشعير والفول".
وأضاف أنهم يواجهون في ظل غياب دعم القطاع الزراعي مشكلة في التسويق وهذا يؤدي لبيع المحاصيل بأسعار رخيصة جداً، مقارنة بأسعار المحروقات والأدوية والأسمدة وأجور الأيدي العاملة، ما يتسبب بخسارة كبيرة للمزارعين، "فقد كان سعر كيلو الفاصولياء في بداية إنتاجه /900/ ليرة سورية، وأصبح الآن سعره 300 ليرة فقط، مع استمرار انخفاضه".
وقال خالد الهواش، وهو مزارع من ريف إدلب، لـ "نورث برس"، إن "المنظمات تقدم الدعم لأراض معينة في سهل الروج، فهي نفسها قطعت المياه عن عدّة مناطق، ليتم تقديمها لقطاعات محددة بحجة أنّها مكلفة، وأنها لا تستطيع تغطية كافة الأراضي".
ولفت الهواش إلى قيام بعض المزارعين باستجرار مياه مجاري الصرف الصحي للسقاية رغم مخاطرها.
وأدت عوامل عديدة إلى ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة والمبيدات، من بينها العقوبات الاقتصادية الأمريكية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، والمعارك التي دارت في مناطق شمالي حلب.
وبلغ سعر البرميل الواحد من "المازوت" في ريف إدلب إلى /170/ ألف ليرة سورية، بحسب مزارعين من المنطقة، بينما ارتفع سعر كيس السماد الواحد إلى /22/ دولاراً أمريكياً
وقال إبراهيم أبو حسين، ممثل ومنسق المكتب الزراعي في بلدة ملس، جنوب غرب إدلب، لـ "نورث برس"، إن مزارعي المنطقة تخلوا عن كثير من المزروعات مثل القطن والشوندر السكري والخضروات، "وتحولت المزروعات من المروية إلى البعلية بسبب شحّ المياه التي كانت تأتينا من عين الزرقا".
وأضاف: "كنا نعتمد على ري المحاصيل من آبار نقوم بحفرها، لكن الآن لم نعد نستطيع الاعتماد عليها، بسبب تكاليف حفرها، وارتفاع أسعار المحروقات، وحتّى الطاقة الشمسية البديلة عن تلك الأمور هي مكلفة جداً".