تحت خط الفقر.. العنوان الأبرز لحال قاطني مخيمين بريفي إدلب وعفرين
الشمال السوري ـ نورث برس
تجبر الظروف الإنسانية المتردية وشح الدعم الإغاثي قاطني مخيمات بالشمال السوري على بيع ما يملكون من بقايا أثاث حملوه معهم أثناء نزوحهم من منطقة لأخرى.
وقال "حسين مصطفى عموري" مدير مخيم "الكسار حربنوش" شمالي إدلب، لـ"نورث برس"، إن "الوضع الاقتصادي للأهالي في المخيم صعب جداً وسط غياب أي فرص للعمل، في حين أن المصروف الشهري للعائلة الواحدة المؤلفة من /6/ أشخاص يصل إلى /100/ ألف شهرياً".
وأضاف أن "النازحين يعانون من صعوبة تأمين مصروف الحياة اليومية وكثير منهم يضطر لبيع ما تبقى من أثاث منزله أو قطعة كهربائية موجودة معه في الخيمة من ضمن الأثاث أو أشياء أخرى من أجل تأمين مصروف لقمة العيش".
ويؤوي المخيم، حسب "عموري"، /55/ عائلة نازحة من ريف حلب الجنوبي تقيم في /53/ خيمة، وصلت إلى المخيم مطلع العام الجاري، يفتقرون لأبسط مقومات الحياة الإنسانية.
توزيع عشوائي
وفيما يتعلق بالمنظمات الإغاثية الداعمة قال "عموري" إنه "لا توجد أي منظمة داعمة بشكل شهري للمخيم بل عملية التوزيع تتم بشكل عشوائي، لكن يوجد منظمة (بناء) تمدنا بالماء والنظافة وكتل الحمامات، وأيضا منظمة (نسائم الخير) التي وزعت سلة إغاثية واحدة لكل عائلة الشهر الماضي، وفي الشهر الذي تلاه تم طردها من المنطقة من قبل المجلس المحلي من دون توضيح الأسباب".
وفي رد منه على سؤال حول آخر مرة تم فيها استلام معونات غذائية أجاب "عموري" أنه " منذ شهر ونصف تقريباً تم توزيع سلة غذائية صغيرة من فاعل خير قيمتها حوالي /10/ دولارات".
الوضع الصحي
ولا تقتصر معاناة قاطني المخيم على الأوضاع المعيشية السيئة بل تتعداها للجانب الصحي الذي لا يقل سوءاً هو الآخر.
وقال "عموري" إن "الوضع الصحي متردي ويوجد في المخيم حوالي خمس حالات إعاقة بين الأطفال، ويوجد أربع حالات شيخوخة فوق الـ(80 عاماً)، وأيضاً حالات مرضية لأصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري والقلب".
أوضاع متشابهة
وبالتوجه إلى مخيمي "دير بلوط" و"المحـمدية" في ريف منطقة عفرين شمالي حلب، لم يكن الوضع الإنساني للنازحين بأفضل من باقي المخيمات.
وقال أحد النازحين القاطنين في المخيم ويدعى "رامي السيد" من مخيم اليرموك ويعتبر من أوائل القاطنين لـ"نورث برس"، إن "المخيمين يؤويان قرابة /1300/ عائلة غالبيتها نازحة من جنوبي العاصمة دمشق مثل مخيم اليرموك والسيدة زينب والحجر الأسود وبعض مناطق التضامن والقدم والعسالي ويلدا وببيلا".
وأضاف أن "النازحين بحاجة لكل مستلزمات الحياة اليومية، ولكن أبرز الاحتياجات في هذه الفترة مياه للشرب ومياه للاستخدام المنزلي خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة هنالك حاجة ماسة للمياه وهي شحيحة لا تكاد تكفي جميع قاطني المخيم، والناس بحاجة لمساعدات إنسانية ولم يتم توزيع أي مساعدات خلال شهر رمضان في المخيم وآخر توزيع كان قبل رمضان بعدة أيام".
وأشار "السيد" إلى أن "منظمة آفاد التركية هي المسؤولة عن تأمين احتياجات النازحين، ولكن بشكل عام ما تقدمه هذه المنظمات ضعيف جداً لا يرتقى لمستوى الاحتياجات اليومية للنازحين".
خط الفقر
وتابع أن "من أهم المشكلات الرئيسة التي يعانيها النازحون هي البطالة، وغالبية النازحين يعيشون تحت خط الفقر وتعيش على المساعدات الإنسانية الشحيحة، إضافة لمشاكل في المواصلات وأجور النقل كون المخيمات تبعد عن مراكز المدن مسافات طويلة".
وفيما يتعلق بمصروف العائلة الشهري قال "السيد"، إن "أجور العمال والعاملين ما تزال دون المستوى المطلوب وسط واقع اقتصادي مرير، وبالتالي مصروف العائلة لا يمكن تحديده كون جميع العائلات تتعامل بالليرة السورية التي تنهار يوماً بعد يوم، وبعض الأهالي يعيشون على الحوالات التي تصل إليهم من الخارج من الأصدقاء والأقارب".
وتابع أن "أقل طبخة في اليوم تكلف العائلة الواحد /5/ دولارات تقريباً وهي طبخة متوسطة وغالبية الناس عاجزة عن تأمين المواد الأساسية في ظل غلاء الأسعار بشكل مبالغ فيه، والأهالي يعتمدون في معيشتهم على الديون وعلى وجبة واحدة لفترة طويلة".
وينتشر في المخيم، حسب "السيد"، نحو /200/ حالة مرضية تتنوع بين أصحاب الأمراض المزمنة ومصابي الحرب والإعاقات وكبار السن، كما يعاني سكان المخيمات من الأمراض التنفسية كالربو والحساسية بسبب وضع الخيام والرطوبة كونها تقع بالقرب من نهر دير بلوط، إضافة لانتشار الحشرات وغياب توزيع سلال النظافة التي تم توزيعها قبل /5/ أشهر فقط داخل المخيمات إضافة لشح المياه.
وقدر فريق "منسقو استجابة سوريا" أعداد مخيمات الشمال السوري بـ/1277/ مخيم من بينها /366/ مخيم عشوائي، يقيم فيها /1041943/ نازح، مشيراً إلى وجود /18772/ حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة، و/9867/ امرأة من دون معيل.