أجور الحصاد أجر مالي أم نسبة للإنتاج.. خلاف مزارعين وأصحاب حصادات في كوباني

كوباني- فتاح عيسى / فياض محمد – نورث برس

 

أدى توقع تدني إنتاج الشعير في كوباني، شمال شرق حلب، هذا العام إلى خلاف بين مزارعين وأصحاب حصادات حول أجور الحصاد، حيث يصر أصحاب الحصادات على احتساب أجورهم بمبلغ مادي حددته الإدارة الذاتية لكل هكتار، بينما يفضل المزارعون دفع نسبة من الإنتاج والتي حددتها أيضاً الإدارة الذاتية.

 

وكانت مديرية الزراعة ولجنة الاقتصاد  قد حددت في الرابع من الشهر الجاري قد حددت أجرة حصاد محصول الشعير البعلي بـ /15/ ألف ليرة سورية للهكتار الواحد أو بنسبة /9 %/ من الإنتاج و/18/ ألف ليرة سورية أو /10%/ من الإنتاج إذا تضمنت حصاد التبن.

 

فيما تم تحديد أجور حصاد محصول الشعير المروي بـ /20/ ألف ليرة سورية  للهكتار الواحد أو /8 %/ من الإنتاج و/25/ ألف ليرة أو / 9%/ من الإنتاج إذا تضمنت حصاد التبن.

 

ويرى أصحاب الحصادات أن أخذ نسبة من إنتاج الأرض كأجر للحصادة سيؤدي إلى خسائر كبيرة لهم، لا سيما أنهم قاموا بصيانة حصاداتهم وشراء الزيوت المعدنية وقطع الغيار بالدولار الأمريكي الذي ارتفع سعر صرفه مؤخراً.

 

وقال أحمد الخضر(52 عاماً)، وهو صاحب حصادة من بلدة صرين جنوب كوباني، إن "أجور الحصادات تعتبر أرخص من العام الفائت إذا ما تم مقارنتها بسعر صرف الدولار، فيما ارتفعت مصاريف الحصادات وقطع التبديل أربعة أضعاف عن العام الفائت"، على حد قوله.

 

وأشار إلى أن بعض أصحاب الحصادات حصدوا هكتار الشعير في العام الفائت بـ /20/ ألف ليرة سورية، حين كان سعر صرف الدولار /550/ ليرة، بينما تجاوز سعر صرف الدولار الآن ثلاثة أضعاف ذلك.

 

وأضاف الخضر أن المزارعين لا يقبلون دفع مبلغ /15/ ألف ليرة سورية كأجر لحصاد الهكتار، "لأن إنتاج الهكتار من الشعير قد لا يتجاوز حتى سبعة أكياس، والتجار لا يشترون الإنتاج بأكثر من /70/ ليرة سورية للكيلوغرام الواحد".

 

وبلغ عدد الحصادات الزراعية في "إقليم الفرات" التي تم إحصاؤها حتى نهاية شهر نيسان/ أبريل الفائت، /719/ حصادة جاهزة للعمل خلال الموسم الزراعي الحالي، بحسب ما أكدته الرئيسة المشاركة لهيئة الاقتصاد في "إقليم الفرات" روجين محمد علي، في تصريح سابق لـ "نورث برس".

 

وقال المزارع علو  حمك (56 عاماً) من أهالي قرية  "مناز" إنه يخشى تكرار عدم التزام أصحاب الحصادات بالتسعيرة التي حددتها مديرية الزراعة كما حدث العام الماضي، "بسبب عدم وجود رقابة".

 

ويطالب حمك الإدارة الذاتية "للضغط على أصحاب الحصادات لاعتماد أخذ نسبة من المحصول حتى لو كانت النسبة أكبر من العام الفائت بنحو /2/ بالمئة، لكن المهم أن لا تحتسب أجرة حصاد الأرض بمبلغ ثابت".

 

وأشار إلى أن المزارعين راضون عن نسبة الإنتاج التي حددتها مديرية الزراعة كأجور للحصادات، "لكنهم يعجزون عن دفع النقود مقابل الحصاد"، على حد تعبيره.

 

ويتوقع حمك أن ينتج هكتار الأرض من محصول الشعير نحو سبعة أكياس (حوالي /500/ كيلو) بالنسبة للأراضي الوعرة، فيما يتوقع أن يصل الإنتاج إلى /12/ كيساً (حوالي /900/ كيلو) في بعض الأراضي الخصبة، لافتاً إلى الإنتاج في العام الفائت تجاوز /25/ كيساً (/1.900/ كيلو) للهكتار الواحد.

 

من جانبه، قال خليل شيخ مسلم، الناطق باسم لجنة الاقتصاد في مقاطعة كوباني، إنه "تم تحديد أجور الحصاد بعد لقاءات مع بعض أصحاب الحصادات وبعض المزارعين لمعرفة آرائهم فيما يتعلق بأجور الحصاد هذا العام، حيث تم تحديد أجرة الحصاد بمبلغ مالي لحصاد الهكتار أو الحصول على نسبة من إنتاج المحصول".

 

وأضاف أن الطرفين (المزارع وصاحب الحصادة) يعبران دائماً عن رفضهم للأسعار التي يتم تحديدها، "لأن كل منهما يريد الربح لنفسه فحسب، بينما تعمل لجنة الاقتصاد ومديرية الزراعة على تحديد سعر وسطي يكون مناسباً إلى حد ما للطرفين"، على حد قوله.

 

ويتوقع أن يبدأ موسم الحصاد في "إقليم الفرات" في /20/ من شهر أيار/ مايو الجاري، بينما كشف سلمان بارودو، الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة التابعة للإدارة الذاتية، في تصريح أمس الجمعة لـ "نورث برس"، أن الإدارة الذاتية تتجه لشراء محصول الشعير لهذا العام في مناطق شمال شرقي سوريا، وإصدار قرار حول ذلك خلال يومين.

 

وقال المسؤول إنه من المقرر أن يجتمعوا يوم غد الأحد ، من أجل تحديد سعر لشراء محصول الشعير لهذا العام، وتحديد آلية لاستلامه.