وجهاء في السويداء: الحكومة السورية لا تقوم بمسؤولياتها لضبط الفلتان الأمني

السويداء – نورث برس

 

عبر وجهاء في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، عن سخطهم واستيائهم بسبب ما وصفوه بعدم قيام الحكومة السورية بمسؤولياتها في ضبط الوضع الأمني بعد جرائم وأحداث أثارت قلق السكان مؤخراً.

 

وتكررت حوادث قتل وخطف وسرقة واستخدام أسلحة في أرجاء المحافظة، كان آخرها قيام مسلحين مجهولين بإلقاء قنابل يدوية في السادس من الشهر الجاري على المجمع الحكومي في مدينة شهبا شمالي السويداء خلال ساعات الفجر دون وقوع أضرار.

 

وقال عاطف هنيدي، وهو أحد أبرز وجهاء محافظة السويداء، إن هذه الحوادث أثارت موجة سخط واستياء في أوساط المجتمع الأهلي "والدولة تتحمل المسؤولية بشكل كامل نتيجة غيابها عن حوادث القتل السابقة".

 

 وأضاف هنيدي الذي كان يشارك في تأبين الناشط المدني "نبيل عامر": "بلغ السيل الزبى"، مشيراً إلى وصول الأمور إلى حد لا يحتمل.

 

وكان مسلحون مجهولون قد أقدموا في 21 نيسان / أبريل الماضي على قتل الناشط المدني "نبيل عامر" أثناء عمله في حقله بقرية "ولغا" الواقعة غرب مدينة السويداء، وسرقة سيارته وأخذها إلى جهة غير معلومة.

 

ويرى مهيب صالحة، وهو باحث أكاديمي، أن مطالبات الناس للأجهزة الأمنية والشرطية بوضع حد لهذا الانفلات الأمني الخطير "ينبع من أن المجتمع في السويداء لا يزال إلى اللحظة متمسكاً بخيار العودة لحكومة دمشق، لفرض الأمن وحماية المواطنين من العصابات التي انتهكت كل القيم".

 

لكنه قال إن هذه العودة "مشروطة" بتحمل الأجهزة المعنية مسؤولياتها الكاملة تجاه المجتمع في المحافظة.

 

وتقع محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، تحت سيطرة وإدارة الحكومة السورية، لكن الحال تختلف عما كانت عليه قبل الحرب بسبب انتشار السلاح والوضع الأمني غير المستقر.

 

وتأسست حركة محلية باسم "رجال الكرامة" في العام 2012 بهدف الدفاع عن السكان الدروز، إلا أن مؤسسها الشيخ وحيد البلعوس اغتيل منذ ثلاث سنوات وتسلم أخوه رأفت البلعوس قيادة الحركة.

 

وقال الشيخ "رأفت البلعوس"، الذي استلم قيادة "رجال الكرامة" بعد اغتيال أخيه، إن الحكومة السورية لم تقم بأي من "مسؤولياتها الجسام ولم تأخذ دورها في حفظ الأمن والأمان".

 

وأضاف:  "قد يأتي وقت تتباكى فيه على تقصيرها وانكفائها عن إتمام واجباتها تجاه المجتمع".

 

وشدد "البلعوس" على أن المواجهة القادمة "لمحاربة تلك الأفعال المشينة من القتل والسرقة، ستكون مباشرة مع تلك العصابات المسلحة في قادم الأيام".

 

وتنتشر في محافظة السويداء العشرات من المجموعات المسلحة المحلية، في مناطق شهبا وصلخد والمقرن الشرقي إلى جانب مدينة السويداء نفسها، ويلجأ شبان إلى الانضمام إليها بهدف توفير الحماية لهم في حال حدوث أي مشكلة مع الجهات الأمنية التابعة للحكومة السورية أو أفراد لهم ارتباطات مع مجموعات أو فصائل أخرى، بحسب ما أفاد به سكان من المدينة في وقت سابق لـ"نورث برس".

 

وأكبر هذه المجموعات المسلحة "عصابة عريقة" و"عصابة مجادل" التي كان نشاطها قد بدأ في مطلع العام 2014 ، حيث مارست أعمال السرقة والخطف للمطالبة بالفدى المالية من أهالي المخطوفين وعملت على بيع السيارات المسروقة، بحسب ما ذكرت مصادر محلية.

 

وكانت عائلات من المنطقة قد تبرأت في بيانات متعددة من أبنائها الذين انضموا لتلك المجموعات، مع تحركات شعبية في أواخر العام الماضي للمطالبة بضبط الأوضاع الأمنية، تمثلت في مظاهرة شارك بها حوالي مئة شخص في بلدة الكفر جنوب السويداء.