استياء في الرقة مع زيادة ساعات تقنين الكهرباء خلال رمضان
الرقة- أحمد الحسن- نورث برس
تشهد مدينة الرقة وأريافها تقنيناً حاداً في الكهرباء منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، حيث ازدادت ساعات التقنين بشكل ملحوظ مع بداية شهر رمضان، وسط حالة من الاستياء من قبل السكان الذين لجأ قسم منهم إلى استخدام مولدات الديزل، كبديل لا يجدونه حلاً مناسباً.
وقال أسامة الحسن (38 عاماً) من سكان مزرعة تشرين/30/ كم شمال مدينة الرقة، ويعمل في محلٍ لبيع لحم الفروج والذي يعتمد على الكهرباء من أجل حفظ اللحوم، "يشهد المحل إقبالا كبيراً في شهر رمضان، ولكن تقنين الكهرباء أعاق عملنا بشكل كبير. لم نعد نخزن كميات كبيرة من اللحوم بسبب قلة ساعات الكهرباء".
وكان معدل ساعات الكهرباء قبل التقنين يزيد عن /20/ ساعة يومياً، لتتراوح ساعات تشغيلها حالياً ما بين أربع إلى ست ساعات يومياً، ما أثار حالة من السخط بين السكان في منطقة الرقة وخاصة بأريافها حيث لا تتوفر فيها الكهرباء الخاصة "الأمبيرات".
وأشار الحسن إلى أنهم "يضطرون لاستخدام مولدات الديزل، لكنها لا تحل محل الكهرباء النظامية، كوننا لا يمكننا تشغيلها طوال الليل، الأمر الذي يعرض اللحم للإتلاف بسبب ارتفاع الحرارة لذا نضطر لشراء كميات قليلة يمكن تصريفها بشكل يومي".
ولفت خلف العبدالله (42 عاماً) من سكان قرية صفيان /25/ كم غربي مدينة الرقة أن تقنين الكهرباء أثر عليهم بشكل كبير في شهر رمضان، "نضطر لشراء ألواح الثلج لكي نشرب الماء البارد عند الإفطار، بالإضافة إلى أن معظم الطعام يفسد في الثلاجات بسبب قلة ساعات التشغيل وعدم انتظامها".
وأشار العبدالله إلى أن الكهرباء تصل لقريته من أربع إلى خمس ساعات خلال اليوم "وهي غير منتظمة، ويتم تشغيلها في ساعات متأخرة من الليل أو في الصباح الباكر لذلك لا نستفيد منها شيء".
وطالب العبدالله القائمين على محطات الكهرباء بتغذية المنطقة بالكهرباء قبيل فترتي الإفطار والسحور، "في هذه الفترات نحتاج إلى الكهرباء أكثر".
وأثر التقنين بشكل مختلف على معاذ الصالح /17/ عاماً من سكان مزرعة الرشيد /40/ كم غربي مدينة الرقة، وهو طالب في الثالث الثانوي العلمي والذي فرض عليه حظر التجول التواصل مع معلميه عن طريق الهاتف للاستفادة من الدروس، "لم يبقى للامتحانات إلا القليل، لذلك خصصنا هذه الفترة لمراجعة الدروس مع معلمينا وبسبب الحظر أجبرنا على التواصل معهم عن طريق الهاتف ولكن معظم الأحيان تنقطع شبكات الانترنت بسبب قلة الكهرباء".
وعن أسباب تقنين الكهرباء، قال رئيس قسم المحطات التابع للجنة الطاقة والاتصالات في مجلس الرقة المدني سليمان العلي لـ"نورث برس" إن نسبة الكهرباء الواردة من سد الفرات إلى محطة الفروسية في مدينة الرقة انخفضت في 15 نيسان/ أبريل الماضي، "الأمر الذي أدى إلى تخفيض ساعات التشغيل على المحطات الفرعية في مدينتي الرقة وريف دير الزور".
ونوه العلي إلى أن "أسباب هذا التخفيض المفاجئ في نسبة الكهرباء الواردة إلى محطات الرقة يعود إلى انخفاض نسبة المياه الواردة من الطرف التركي، الأمر الذي أدى إلى توقف جميع العنفات المولدة للطاقة الكهربائية في سد الفرات باستثناء عنفة واحدة، للحفاظ على مخزون البحيرة من المياه".
وكان وارد المياه في سد الفرات يتراوح ما بين /600/ إلى /700/ متر مكعب في الثانية، بينما انخفض في الوقت الحالي ليتراوح ما بين /160/ إلى /200/ متر مكعب، وفقاً لسليمان العلي.
وتغذي محطة الفروسية ثمان محطات فرعية بالكهرباء في مدينة الرقة وريفها وريف دير الزور وهي محطة الهشم، ومحطة الرقة واحد، والرقة اثنان، والرقة ثلاث، والرقة أربع ومحطة الميلاج في ريف دير الزور الغربي، ومحطتي عين عيسى والمنصورة.
وأكد "العلي" أن التقنين "سوف ينتهي بمجرد عودة المياه كما السابق إلى سد الفرات"، مشيراً إلى أنهم يقومون باستثمار الوارد من الكهرباء لتغذية محطات الري ومياه الشرب في مدينة الرقة وريفها، بالإضافة إلى وضع خطة تقنين لتوزيع الكهرباء على الخطوط الفرعية بشكل متناوب وبعدد ساعات محدد.
وكانت لجنة الطاقة والاتصالات التابعة لمجلس الرقة المدني، قد أطلقت الأحد الماضي، خطة لتنفيذ مشروع تغذية كافة المجمعات السكنية في مدينة الرقة بالطاقة الكهربائية وتعزيز النظام الكهربائي ضمن أحياء المدينة.
وفي وقتٍ سابق قال اسماعيل الملا وهو مهندس مشرف على تنفيذ الخطة لـ"نورث برس"، إن "هذا العمل سيغطي أكثر من نصف مساحة المدينة بعدد مشتركين يزيد عن /٢٠/ ألف مشترك"، ويشمل أحياء العجيلي والشماس والناشف وشارع المنصور وشارع ٢٣ شباط امتداداً من المنطقة الصناعية شرقي المدينة وصولاً إلى السوق المركزي وسطها".