سكان دمشق يواجهون موجة جديدة من الغلاء.. أسعار الخضار الموسمية تحلق

دمشق – نورث برس

 

يواجه سكان مدينة دمشق هذه الأيام، موجة جديدة من الغلاء، ولكن هذه المرة تكمن في ارتفاع أسعار الخضار الموسمية التي اعتادوا على شرائها بأسعار منخفضة خلال السنوات الماضية، حيث يباع حالياً الكيلوغرام الواحد من البندورة بـ /900/ ليرة سورية, فيما وصل سعر الليمون إلى /1500/ ليرة.

 

وتتعدد الأسباب بالنسبة للسكان، فبعضهم من حمّل تجار أسواق الهال (مخصصة لبيع الخضار)، بالوقوف وراء ارتفاع الأسعار وآخرون وجدوا السبب في غياب الرقابة واعتماد تسعيرة المواد على أسعار صرف الدولار.

 

وقال نعيم أصفهاني وهو رجل ستيني يقيم في حي الميدان بدمشق, لـ "نورث برس": إن "سبب ارتفاع الأسعار هو التجار، ولا يوجد من يوقفهم عن ذلك، ما يحصل الآن هو أن الخضار الموسمية الموجودة في الأسواق قليلة والطلب أكبر من العرض، مما يدفع التاجر للاحتكار".

 

أما عدنان نعيمان وهو موظف حكومي متقاعد، يسكن في حي الزاهرة بدمشق، ويبلغ من العمر سبعين عاماً، فيرى أنّ أسباب غلاء الأسعار متعددة منها تقاعس الرقابة التموينية عن التجار والأسواق، حيث يقوم التجار بتبديل الأسعار والتلاعب بها بشكل مستمر، كما أن ضعف الطاقة الشرائية لأغلب السكان، يخلق فجوة بين الراتب وسعر المادة.

 

وكانت الحكومة السورية قد أطلقت، مؤخراً مبادرة" من الفلاح إلى المواطن" التي تعتمد على إقامة أسواق شعبية في عدد من ساحات دمشق، بهدف تخفيض أسعار الخضار والفواكه، لكن سكانا من العاصمة انتقدوا سكان المبادرة معتبرين أنها لم تستطع تحقيق هدفها في التأثير على الارتفاع المستمر لأسعار الخضروات والفواكه، بما فيها المنتجات المحلية والموسمية.

 

و أوضح أبو خالد وهو رجل خمسيني، يعمل سائق حافلة لنقل الطلاب لـ "نورث برس" أنّه "من غير المعقول أن يتحدث الجميع بلغة الدولار، وحتى في الخضروات بات الفلاح والتاجر يحددان الأسعار حسب الدولار، وهذا ما جعلها ترتفع".

 

وأردف أن كافة مستلزمات الإنتاج الزراعي محلية، مثل الأرض والسماد، بينما الأسعار بالدولار، فسعر ربطة النعناع وصل إلى /150/ ليرة سورية" متسائلاً "كيف سيعيش أصحاب الدخل المحدود في هذا الغلاء الفاحش".

 

وتشهد أسعار مختلف السلع الغذائية "ارتفاعاً ملحوظاً" في سوريا عموماً، بسبب "الصعود المتسارع" لقيمة الدولار مقابل الليرة السورية، وكذلك استمرار إجراءات الحظر والإغلاق، الأمر الذي أدى إلى ضعف القوة الشرائية لدى السكان في ظل "أزمة اقتصادية خانقة" تشهدها عموم المناطق السورية منذ /9/ سنوات.

 

وسجلت الليرة السورية خلال الفترة الماضية مستويات انهيار غير مسبوقة في صرفها أمام الدولار، حيث سجل الدولار، الجمعة /1580/ ليرة في دمشق بحسب موقع "الليرة" المتخصص في أسعار صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

 

ويربط مراقبون ومحللون اقتصاديون الانهيار المتسارع لسعر الليرة، بالتطورات والأحداث الأخيرة التي انعكست سلباً على قيمتها، كظهور رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد والذي عكس خلافات وصراعات في العائلة الحاكمة بسوريا.

 

ويرى آخرون أن من أسباب الأزمة العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والتي من المتوقع أن تزداد وطأتها مع بداية شهر حزيران/يونيو القادم وبدء تطبيق قانون "قيصر"، ما قد يدفع بانهيار إضافي في قيمة الليرة السورية وزيادة معاناة السوريين.