"قمر الدين" منتج يغيب عن الموائد الرمضانية في الرقة بسبب الغلاء
الرقة- مصطفى الخليل- نورث برس
في الوقت الذي يتميز فيه كل بلد إسلامي بمأكولات ومشروبات رمضانية خاصة تلائم الطقس فيه والعادات الاجتماعية لسكانه، يبرز في الرقة والمناطق السورية الأخرى اسم "قمر الدين" أو عصير المشمش المجفف الذي يكاد يغيب عن موائد السوريين هذا العام بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى السكان.
وكانت العائلات في الرقة، شمال سوريا، تنصح أبناءها الصائمين بتناول قطع من منتج "قمر الدين" أو منقوع شراب المشمش الذي يضفي انطباعاً خاصاً للمائدة إلى جانب دوره في إطفاء عطش الصائم.
وقالت كفاء الخلف (60 عاماً)، أثناء تبضعها في شارع القوتلي وسط مدينة الرقة، لـ "نورث برس"، إنهم كانوا يحضّرون "قمر الدين" لتناوله بطرق عدة، بينما لم يعد عليه إقبال حالياً بسبب غلاء أسعاره.
وأضافت "سابقاً، كنا نضيفه لثريد لحم الغنم بعد طهي اللحم، وإذابة صفائح القمر الدين فيه، أو نتناوله كشراب بعد إضافة الماء المثلج والسكر".
ويفضل سكان من الرقة، ولا سيما المسنون، تناول مشروب "قمر الدين" الذي اشتهرت غوطة دمشق بإنتاجه خلال فصل الصيف، لكثافة أشجار المشمش فيها ومناسبة الطقس لتجفيف الثمار وتخزينها.
وقال علي الحسن (69 عاماً): "كانت النسوة تقوم قديماً بنقع صفائح قمر بالماء قبل موعد السحور بساعة ونصف ، ثم يضفن إليه السمن العربي ما يمنح الصائم طاقة تمنع عنه الجوع والعطش".
ويعتبر "الحسن" أن منتج "قمر الدين" الموجود حالياً في الأسواق، " أفضل بكثير من أنواعه القديمة من ناحية الجودة والنكهة لكن أسعاره غالية جداً، لم يعد الفقراء قادرين على شرائه".
وتغيب هذا العام، العديد من الأطعمة والمشروبات عن مائدة الإفطار الرمضانية التي ارتبطت بالصيام واعتاد السكان على وجودها في هذا الشهر، في مختلف مناطق شمال شرق سوريا وذلك نتيجة الارتفاع الباهظ في أسعار المواد الغذائية.
ويقول باعة وأصحاب محال تجارية في الرقة إن ثمن القطعة الواحدة من منتج "قمر الدين" والتي تزن نصف كغ يصل هذه الأيام إلى/1500/ ليرة سورية.
من جانبه، يعدد علي الحاج حمدو، وهو صاحب محل عطارة قُبالة متحف الرقة الأثري، فوائد تناول قمر الدين بالنسبة للصائمين، "هو مغذّ، ويطفئ عطش الصائم"، على حد قوله.
لكنه رغم ذلك، امتنع هذا العام عن اقتناء المنتج في متجره بسبب غلاء أسعاره وصعوبة وصول البضاعة من دمشق، وذلك رغم اعتياده خلال الأعوام الماضية على بيعه للزبائن.
وتشهد الأسواق عموماً في سوريا ارتفاعاً في أسعار السلع نتيجة الانهيار المتسارع لقيمة الليرة السورية أمام الدولار الذي تجاوز خلال الأيام الأخيرة عتبة /1500/ ليرة، ما زاد من معاناة السكان.